في الوقت الذي تُحاكم فيه جماعة الإخوان في مصر كونها جماعة إرهابية، خرج رئيس ما يُسمّى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" القيادي الإخواني الدكتور يوسف القرضاوي، ليؤكد من خلال مقطع فيديو "أن أمير تنظيم داعش كان إخوانياً وينتمي للفكر الإخواني، إلا أنه كانت لديه نزعة قيادية ما دفعته إلى الاستجابة للإغراءات لفكرة الخلافة والدولة الإسلامية"، وهو ما اعتبره الخبراء في تصريحات متفرقة لـ24 بمثابة دليل قاطع على أن أصل العنف في التنظيمات الإرهابية ينبع من الإخوان، مؤكدين أن الإرهاب في العالم كله خرج من "عبا

وقال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية "أحمد بان"، إن أول مَن أسس لفكرة الصراع المسلح ضد الأنظمة، وأول مَن نشر فكر الاغتيالات السياسية كانت جماعة الإخوان، ولكن أعلنت الجماعة بعد ذلك التزامها بالأُطر الدستورية لممارسة الحياة السياسية، فيما كان قد خرج من عباءاتها مَن هم مؤمنون بالفكر المسلح وحسم الصراع بالسلاح، ولم ينفصلوا جذرياً عن الجماعة؛ فتم تقسيم التنسيق وتوزيع الأدوار بين جناحي التنظيم "السلمي والمتطرف".

وأوضح "بان" لـ24، أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري كان إخوانياً، إضافة إلى أن العديد ممن أسسوا جماعات جهادية وتكفيرية مسلحة، خرجوا جميعهم من عباءة جماعة الإخوان، إلى أن أصدرت أحدث إصداراتها المتمثل في تنظيم "داعش"، موضحاً أن كل تلك الجماعات ذات فكر واحد لكنه متعدد الكيانات والأدوار، وكلها تدور في نطاق واحد متفق عليه فيما بينهم.

الاعتراف سيد الأدلة
وفي نفس السياق، أكد مؤسس تنظيم الجهاد السابق في مصر نبيل نعيم، لـ24 أن هناك قاعدة تقول "الاعتراف سيد الأدلة"، متابعاً بالقول: "فاعتراف القرضاوي بأن أمير تنظيم داعش كان منتمياً لجماعة الإخوان المسلمين هو بمثابة اعتراف بكون جماعة الإخوان هي"العباءة" التي يخرج منها كل الجماعات الجهادية في العالم. 

وأكد "نعيم" أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يقدم الدعم المالي لتنظيم داعش لمحاربة نظام بشار الأسد في سوريا، ولاسيما أن للإخوان ثأر مع عائلة الأسد منذ معركة حماة 1982، والتي استهدفت الإخوان في سوريا.

خطأ القرضاوي
وبسؤال القيادي الإخواني المنشق مختار نوح، حول دلالة تصريحات القرضاوي، رفض التعليق على الأمر، لكنه أشار إلى مدى الخطأ السياسي الذي ارتكبه القرضاوي في حق الإخوان في مثل هذه الفترة الدقيقة في تاريخ الإخوان الذين يحاكمون في عدد من القضايا، خاصة بالعنف والإرهاب.

إلا أنه، وبحسب مؤسس حركة "إخوان بلا عنف" والمنشق عن الإخوان حسين عبدالرحمن لـ24 فإن "75% من الجماعات الجهادية على مستوى العالم، لها جذور إخوانية ومنبثقة عن جماعة الإخوان".. مشيراً في هذا الصدد إلى أن أمير تنظيم داعش كان من عناصر الإخوان، ونجل أحد قيادات تنظيم الإخوان باليمن.

كما دلل عبدالرحمن في ربطه بين جماعة الإخوان والتنظيمات الجهادية الإرهابية في العالم، بوجود ما يسمَّى "لجنة الجهاد" داخل التنظيم الدولي للجماعة، والتي يتم من خلالها تمويل الجماعات الجهادية في العالم كله، ويشرف عليها بعض القيادات الاقتصادية من الجماعة.

دلائل وقرائن
القيادي السابق في التنظيمات الجهادية صبرة القاسمي دلل على ارتباط الجماعات الجهادية ولاسيما داعش بفكر تنظيم الإخوان المسلمين، بنقل تجربة الإخوان في بناء الهيكل الإداري، وقال: " الأسلوب الذي ينتهجه تنظيم داعش الإرهابي في اختيار كوادره وتدريبات عناصره واختيارهم صورة طبق الأصل لما يتم في تنظيم الإخوان"، وهو ما اعتبره صبرة في حديثه لـ24 أمر يؤكد أن جماعة الإخوان هي الأصل التاريخي لهذه الجماعات الإرهابية التي تعتبر ما هي إلا تفريعات من التنظيم الدولي للإخوان.

 

24