يتحدث الليبيون هذه الأيام بإعجاب كبير عن الشهيد خالد الترهوني الذي غادر الحياة الدنيا يوم 16 سبتمير الجاري عندما كان يتقدم الصفوف بين رجال قوات المجلس العسكري للقبائل وهم يواجهون ميلشيات « فجر ليبيا » على مشارف منطقة ورشفانة .

كان خالد الترهوني من أولئك المؤمنين بالوطن والحق والكرامة والمدافعين بقوة عن المقهورين والمظلومين ،وعندما تعرضت مدينة بني وليد الى العدوان البربري الهمجي الذي قادته مبلشيات مصراتة وحلفاؤها في أكتوبر 2012 تنفيذا للقرار رقم 7 الظالم الصادر عن المؤتمر الوطني العام ، إتجه الترهوني لينضم الى المقاومين الذي أبوا إلا أن يرفعوا أسلحتهم البسيطة والمتواضعة في وجه مسلحي الميلشيات المدعومين من القوى الخارجية ، وتصدى مع رفاقه الى العدوان ، فكان أن خسر يديه في إنفجار ،وتم نقله الى تونس حيث تلقى العلاج ليعود إلى بلاده مبتور اليدين .

لم يشعر خالد الترهوني بأنه عاجز أو معوق ، وإنما كان ينتظر أية فرصة يقوم فيها بدوره في المقاومة ومواجهة الظلم ،وكان يحلم بالشهادة على أرض ليبيا ، وعندما تعرضت ورشفانة الى العدوان من قبل ميلشيات فجر ليبيا ودروع المنطقة الغربية والجماعات الإخوانية والسلفية التكفيرية ، إنضم الترهوني الى جيش القبائل ، ودعا قادته الى منحه فرصة النضال في سبيل الحق ، وبالفعل إستقل سيارة دوشكا وبدأ في إطلاق النار من عليه بقدميه ليوجه ضربات موجعة الى صفوف المعتدين ، الى إن إستشهد وهو في ساحات الوغى 

وما إن راج خبر وفاته ونشرت صوره حتى تحول خالد الترهوني الى إسطورة ليبية جديدة في الشجاعة والصمود والمقاومة حيث تغنى به الشعراء الشعبيون ،وإجتمع أهالي منطقته ليدفنوه ،وهو يهنؤون أسرته بسيرته العطرة وشهادته المستحقة ووطنيته الصادقة .