نفى مدير الشؤون العلمية والفنية بالمركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، المهندس امحمد عبدالله، وجود أجهزة أو منظومات يمكنها التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها في جميع الدول بما في ذلك الدول المتقدمة مثل أمريكا واليابان. 

وأكد عبدالله، في حوار مع «بوابة إفريقيا الإخبارية»، أن ليبيا بالكامل لا تصنف ضمن المناطق النشطة زلزاليا، مبينا أن الزلازل أو الأنشطة الزلزالية تحدث في مناطق الأحزمة أو نطاق تحركات الألواح التكتونية نتيجة التماس الصفيح، مشددا على أن ليبيا منطقة بعيدة عن حركية الألواح التكتونية.

وأوضح عبدالله، أن هناك بعض المناطق الليبية التي تعتبر أكثر تأثرا بالهزات الأرضية عن غيرها، مثل (المرج، والقداحية، وأوباري، والهيرة، وغريان) وهذا بسبب التكوينات الجيولوجية، مطمئنا المواطنين بأن الزلازل التي تحدث في المناطق التي تعتبر غير نشطة زلزاليا تتراوح شدتها ما بين الضعيفة والمتوسطة.   

وقال عبدالله، إن "الهزات التي شهدتها مدينة المرج الأيام الماضية، لم تتمكن المنظمات العالمية من رصدها لأنها ضعيفة فهي أقل من 3 درجات على مقياس ريختر للزلازل، وهي هزات خفيفة لم يشعر بها أغلب السكان في المنطقة"، لافتا إلى أن تلك الهزات تحدث نتيجة حركة التراكيب الجيولوجية الموجودة في المنطقة، وليست نتيجة تحركات الألواح التكتونية التي تحدث نشاط زلزالي قوي. 

محطات متوقفة

وفي السياق كشف عبدالله، أن المركز الليبي للاستشعار عن بعد كان يمتلك 15 محطة رصد، توقفت بالكامل عن العمل منذ عشرات السنوات نتيجة تعرض بعضها للعبث والسرقات والاعتداءات، فيما توقف البعض الأخر نتيجة إلى عدم قدرة المركز على دفع قيمة الاشتراكات في قمر العرب سات ليتم استقبال البيانات من المحطات وإرسالها إلى المركز الرئيسي في غريان.

وأوضح عبدالله، أن المركز يحتاج إلى الدعم بالإمكانيات المادية والتقنية، مؤكدا أن المنظومة المتواجدة في ليبيا قديمة جدا من الناحية التقنية وتحتاج إلى تحديث وربط من جديد بالأقمار الصناعية. 

وشدد عبدالله، على أن المركز الليبي للاستشعار عن يعد أداة من أدوات الدولة لحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، داعيا إلى ضرورة الالتفات له من قبل السلطات الحكومية وإعادة إحياء مشروع الشبكة الوطنية لرصد الزلازل. 

غرف الطوارئ والتوعية

وبسؤاله عن غرف الطوارئ ومتطلبات تشكيلها، قال عبدالله، إن "هناك جزء رئيس وهام يجب التركيز عليه لا يرتبط بالمعدات الطبية والمعدات المختلفة التي يستوجب توفرها بغرف الطوارئ؛ وهو توعية المواطن بالزلازل والكوارث وكيفية التصرف وقت حدوثها، حيث أن أغلب الأضرار تنتج نتيجة الهلع والخوف والتدافع وعدم القدرة على التصرف في أوقات الأزمة، لذلك يجب إعداد دورات تدريبية ونشرات توعية للطلاب والأهالي، بالإضافة إلى تدريب من يريد التطوع في عمليات المساعدة والإنقاذ بحيث يتوفر في كل منطقة شبكة وطنية من المتعاونين المؤهلين للتدخل في حالة حدوث أي طارئ لا قدر الله". 

البنى التحتية والتصاميم المعمارية

وبالحديث عن مدى قدرة البنية التحتية والمباني في ليبيا لتحمل مثل هذه الحالات من الزلازل، أوضح عبدالله، أن أغلب الأبنية الموجودة في ليبيا لا يتوفر بها الاشتراطات الهندسية أو المواصفات المطابقة لشروط الأمن والسلامة في المناطق الزلزالية، قائلا "هناك حد كبير من التهاون في عمليات البناء، ومخالفات جسيمة تتعلق بعدد الطوابق لبعض المباني، وعلى الدولة الأخذ بعين الاعتبار إمكانية وقوع أي طوارئ تتعلق بالهزات الأرضية وعليها التدخل لوقف ومعالجة هذه المخالفات سريعا لحماية المواطن وممتلكاته".