أفرزت التطورات الأخيرة في ليبيا على المستوى العسكري و السياسي و التأثيرات الدولية،إلى تشكل خارطة جديدة للجماعات الجهادية.حيث اندثرت عشرات الجماعات،بالذوبان داخل تنظيم واحد هو تنظيم الدولة الإسلامية – داعش- التي أصبحت تتسيد المشهد الجهادي الليبي.فقبل سنة تقريبا كانت تنشط العديد من الكتائب و التنظيمات ذات التوجه الجهادي التي ما لبثت ان التحقت بخلافة البغدادي،في مواصلة للمشروع الذي أعلنت عنه داعش في يوليو الماضي و الذي يقضي ببسط نفوذها على كامل منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا،و كان أخرها اعلان أبو عبد الله الليبي،المفتي الشرعي لجماعة أنصار الشريعة،مبايعته لزعيم داعش،أمش الاول في تسجيل بثته مواقع جهادية على الانترنت :

جماعة أنصار الشريعة: و تعتبر كبرى الجماعات المسلحة ذات التوجه الجهادي في ليبيا ،و تضم داخلها إلى جانب العناصر الليبية ،بضع ألاف من المقاتلين الأجانب من جنسيات تونسية و جزائرية و دول إفريقيا جنوب الصحراء،و تتهم الجماعة باستهدافها لقادة الجيش الليبي و قوات الصاعقة في المنطقة الشرقية من خلال عمليات التصفية و الاغتيال،و قد وضعن في الآونة الأخيرة على لائحة الإرهاب الأمريكية لاتهماهما بالوقوف وراء مقتل السفير الأمريكي في بنغازي في سبتمبر 2012.

 كتيبة شهداء بوسليم: جماعة جهادية صغيرة،تتكون من معتقلي الجماعة الليبية المقاتلة سابقا في سجن أبو سليم،ممن لم يلتزموا بمراجعات الجماعة العام 2008 و مازالوا يحملون الأفكار الجهادية المتماهية مع فكر تنظيم القاعدة ،و يتركز نشاطها في مدينة درنة ،أقصى شرق البلاد.

"كتائب السجين الشيخ عمر عبد الرحمن":  التي سُميت باسم زعيم الجماعة الإسلامية المصرية الذي يقضي حاليا عقوبة السجن المؤبد في الولايات المتحدة لتورطه في الهجوم على مركز التجارة العالمي عام 1993 من بين مخططات أخرى،وليس الكثير معروفا عن قيادة الجماعة أو حجمها لكنها كانت مسؤولة عن سلسلة الهجمات التي وقعت في بنغازي في أيار/مايو وحزيران/يونيو الماضيين حيث وقعت هجمتان ضد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهجوم بقنبلة ضد القنصلية الأمريكية وهجوم على موكب السفير البريطاني.

مجلس شورى شباب الإسلام: في مطلع أبريل الماضي ،أعلن تنظيم ذو توجهات سلفية جهادية يطلق على نفسه "مجلس شورى شباب الإسلام" و يتمركز  بمدينة درنة في أقصى الشرق الليبي ، عن تشكيل ما يسمى بــ" لجنة شرعية لفض النزاعات والصلح بين الناس بشرع الله" على حد تعبيره، و مهمتها "تطبيق الشريعة "على حد زعم القائمين عليها، وذلك خلال استعراض عسكري كبير نسبيا، كشف عن امتلاك القوى الجهادية في البلاد عن أسلحة ثقيلة و متطورة ،مما يجعل مدينة كدرنة نخضع كليا لسيطرة الجماعات الجهادية التي منعت إجراء حتى الانتخابات المحلية في المدينة في وقت سابق لتعارضها مع "الشريعة الإسلامية" حسب زعمها.

جيش تحكيم الشريعة: تنظيم عسكري جهادي يحمل فكر "القاعدة" و ينشط في مناطق الشرق، كان قد ، قد تبنى عبر بيان تناقلته مواقع جهادية، مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدف "الكتيبة 21 صاعقة" التابعة للقوات الخاصة الليبية في 29 أبريل الماضي 2014 في مدينة بنغازي شرق البلاد،كما نشرت "مؤسسة رياح النصر" الإعلامية ،الذراع الإعلامي لتنظيم "جيش تحكيم الدين"،أحد التنظيمات الجهادية الليبية شريطًا مدته 23 دقيقة، كشفت فيه مراحل تنفيذ العملية،و تشير تقارير إعلامية إلى أن هذا التنظيم "يضم داخله عشرات العناصر من تونس و الجزائر و من جنسيات دول افريقيا جنوب الصحراء و عناصر أخرى عائدة من سورية و يعتمد في تمويله على اموال منهوبة من مؤسسات الدولة الليبية ابان ثورة 17 فبراير ."