سلط السياسي والصحفي الليبي مصطفى الفيتوري، الضوء على ملف وصول قائد القوات الأمريكية الأفريقية ”الأفريكوم“ الجنرال توماس ولد هاوز إلى طرابلس الأسبوع الماضي، على متن طائرة عسكرية أمريكية، تحت حراسة أمنية مشددة من قبل عناصر القوات الخاصة الأمريكية.

وقال الفيتوري في ورقة نشرها بعنوان (عن السيادة والطائرات والبارجة)، "في ابريل 2009 حضرت مؤتمرا في مقر قيادة الأفريكوم (القيادة العسكرية الامريكية في افريقيا) في مدينة شتوت غارد الألمانية. افتتح المؤتمر الجنرال ويليم وارد وكان يومها قائد الأفريكوم وقد عاد لتوه من جولة في شمال افريقيا التقى خلالها بمعمر القذافي. ومما قاله ف كلمته (أمام عدد كبير من الحضور):"...أمضيت بعض الوقت في خيمة انتظر وصول معمر القذافي وحين وصل وقفت للسلام عليه فسألني، ومازالت واقفا: هل جئت تبحث عن قواعد لكم في افريقيا؟ فأجابته: لا سيدي انما جئت لأستمع لقادة شمال افريقيا وخاصة حضرتك. حينها فقط قال لي تفضل بالجلوس" وأستغرق اللقاء أكثر من ساعة كاملة. كانت السيادة الليبية حاضرة بل وتشمل أفريقيا كلها، في عام 1989 سقطت الطائرة الفرنسية التي أصبحت تٌعرف باسم قضية يو.تي.اي في رحلتها 772 من انجامينا الي باريس، وتولى التحقيق القاضي جان لوي بروغير في ظل علاقات سئية جدا بين باريس وطرابلس. أراد القاضي زيارة طرابلس لمقابلة المتهمين وطرح بعض الأسئلة عليهم. ولأن طرابلس واثقة من براءة رجالها ومنهم عبدالله السنوسي وافقت على الطلب ولكنها لم تٌبلغ بكيفية وصول المعني إلى أن تم أبلاغها أن القاضي بروغير سيصل الي ميناء طرابلس في مايو من عام 1996 على متن بارجة فرنسية! ما أن اقتربت البارجة من المياه الليبية حتى تم ايقافها لساعات ومن ثم أبٌلغت برفض طلب دخولها الي الميناء لأنها بارجة عسكرية وان اراد القاضي أن يأتي عليه أن يأتي بطريقة مدنية مقبولة! وفعلا عاد القاضي أدراجه ليعود في شهر يوليو عن طريق تونس لأن ليبيا كانت تحت الحظر يومها! السيادة الليبية كانت خط أحمر مهما وهن الحال، الآن وبما أن خبر الطائرتين قد تأكد وأنهما رافقتا قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا أثناء زيارته إلى طرابلس منذ 3 أيام وددت أن أسأل الرئاسي: هل منحتم الأذن للطائرتين لمرافقة الجنرال؟ أن فعلتم هذا اعتراف بأنكم عاجزون عن حمايته! وأن لم تفعلوا فتلك مصيبة أكبر لأنها تعني أنكم لا تستطيعون حماية سيادة الدولة التي ترأسونها؟ أن وافقتم: كيف وصلكم الطلب ولماذا قبلتم به؟ وما هي المبررات التي سيقت في تبريره لأنه طلب غريب وخارج اي بروتوكول دبلوماسي ولا تقبله حتى الصومال دون مبررات كافية؟ ماذا تبقى من منكرات؟".

https://www.facebook.com/mustafafetouri/posts/10156172742662876?comment_tracking=%7B%22tn%22%3A%22O%22%7D