باتت حوادث الطيران شبحا يطارد الخطوط الجوية الجزائرية (الناقل الوطني الجزائري)، بعد أن مرت الشركة منذ قرابة شهر، بسلسلة حوادث بدأت منذ 24 يوليو/تموز الماضي، حين سقطت طائرتها المستأجرة من شركة "سويفت إير" الإسبانية فوق الأراضي المالية وقتل جميع ركابها الـ116، بينما كانت في رحلة عودة من واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو.

وتعرضت الشركة خلال أقل من شهر إلى 4 حوادث مما أثار عدة تساؤلات حول ما يحدث داخل الشركة، التي تحتكر النقل الجوي في البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962.

ففي 12 أغسطس/آب الماضي، اضطرت طائرة تعمل على الخطوط الداخلية إلى العودة، اضطراريا، إلى مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائر، بعدما كانت متوجهة إلى مطار غرداية (600 كلم جنوب العاصمة).

وبحسب شهود عيان، إنه بعد ربع ساعة من الإقلاع، انبعثت حرارة مرتفعة من داخل الطائرة، ما أحدث حالات اختناق وأثار هلعا وسط الركاب.

وقال مصدر في الخطوط الجوية الجزائرية في ذلك الوقت إن "الأمر يتعلق بعطب في نظام التهوية".

وفي اليوم نفسه، خرجت طائرة جزائرية، مستأجرة من شركة ماليزية، عن مضمار الإقلاع بمطار مدينة ليل شمال فرنسا.

ووقعت الحادثة في الوقت الذي كان قائد الطائرة يحضر الطائرة للإقلاع على مضمار المطار، وهي المرحلة التي تعرف بـ"تسخين الطائرة"، غير أن الطائرة انحرفت عن مضمارها ودخلت في المنطقة المحاذية للمضمار ما أدى إلى حالة هلع وسط الركاب، وتسبب في تعطيل الرحلات على مستوى المطار، وتحويل 5 منها لمطارات قريبة.

واليوم الثلاثاء هبطت طائرة بشكل اضطراري، في مطار مدينة حاسي مسعود (900 كلم جنوبي العاصمة)، بحسب مسافرين.

وكانت الطائرة قد أقلعت صباحا من مطار مدينة إليزي (1800 كلم جنوبي العاصمة) متجهة إلى الجزائر العاصمة، عندما اضطرت للهبوط بصفة اضطرارية في مطار حاسي مسعود.

وبحسب إفادات مسافرين لوكالة الأناضول، فإن الطائرة التي تعمل على الخطوط الداخلية، كانت تحمل 54 مسافراً.

وبهذه الأخيرة تكون الخطوط الجوية الجزائرية قد سجّلت ثلاثة حوادث في أسبوع واحد، ما جعل معلقين في الصحف الجزائرية يصفونها بـ"الشركة التي باتت تشكل هاجسا لدى الجزائريين"، وهو ما كتبه الصحفي محمد مسلم بجريدة "الشروق اليومي" اليومية .

وكان الأمين العام لنقابة الطيارين الجزائريين (حكومية)، قال، إن "الحوادث التي تعرضت لها الخطوط الجوية الجزائر تحدث في كبريات الشركات العالمية"، إلا أن كلامه لم يقنع أحدا، حيث تعرّض لحملة في الصحف الوطنية.

واتهمت نقابة الطيارين الجزائريين شركات طيران أجنبية تنشط بالجزائر (لم تسمها)، بـ"التواطؤ مع إطارات (كوادر) من داخل الشركة، لضرب استقرار هذه الأخيرة، والاستحواذ على زبائنها".

وقال الأمين العام للنقابة دبّاغ فراس في تصريحات لصحيفة "الخبر" اليومية إن هناك "محاولات للنيل من الشركة منذ أكثر من سنتين بإيعاز من مسؤولين سابقين غادروا الشركة".

ودافع المتحدث عن الشركة، التي تحتكر سوق نقل المسافرين جوا في البلاد، قائلا إن "الخطوط الجوية الجزائرية تحترم وتطبق جميع معايير الأمن والسلامة، سواء الأوروبية أو العالمية"، وتساءل "لماذا لم تطعن أجهزة المراقبة والمتابعة الموجودة على مستوى المطارات الأوروبية في سلامة وأمن طائراتنا".

غير أن نقابة طياري الخطوط الجزائريين (غير حكومية) أصدرت بيانا، الأسبوع الماضي، نددت فيه بالوضعية التي تعرفها الشركة وطالبت بتحسين الخدمات وضبط الأسعار وتشديد المراقبة التقنية، قبل أن تصدر نقابة الطيارين الجزائريين (حكومية)، بيانا أعلنت فيه براءتها مما جاء في بيان النقابة غير الحكومية، ورفضت التشكيك في أمن طائرات الشركة .

وبين من يتحدّث عن "تعمّد" تكسير شركة الخطوط الجوية الجزائرية ومن يطالب الشركة بتحسين أدائها، يبقى المواطن الجزائري ينتظر من الشركة أن تحسّن خدماتها وأسعارها أو أن تفسح المجال للمنافسة ليكون أمامه خيار التنقل على متن الخطوط الجوية التي توفّر له ما يطلبه