أمر الرئيس التنزاني جون ماغوفولي أمس الجمعة بتوقيف المسؤولين عن عبارة منكوبة أدى غرقها الخميس في بحيرة فكتوريا الى مصرع 136 شخصا، فيما يكّثف عاملو الإغاثة جهودهم للعثور على عشرات المفقودين. ومن المحتمل أن تكون العبارة "ام في نيريري" اقلت عددا من الركاب أكبر من طاقتها أي نحو 200 راكب حين غرقت قرب ميناء جزيرة أوكارا بعد ظهر الخميس كما أوردت وسائل الإعلام الرسمية.

وقال شهود لوكالة فرانس برس إن العبارة غرقت حين هرع الركاب الى جانب واحد منها تمهيد للنزول مع اقترابها من رصيف الميناء.

كما أفاد شهود التلفزيون الرسمي ان نحو 200 راكب كانوا على متن العبارة القادرة على نقل مئة راكب فقط.

ووجه الرئيس ماغوفولي من التلفزيون الحكومي أصابع الاتهام إلى "الإهمال"، وأكّد أنه أمر بتوقيف "كل العاملين في إدارة العبّارة".

وقال "يبدو واضحا انّ العبّارة كانت تقل عددا من الركاب أكبر من طاقتها"، مضيفا أن "الاعتقالات بدأت بالفعل".

كما أمر بإعلان الحداد العام لأربعة أيام، معلنا أن حصيلة القتلى وصلت إلى 136 شخصا على الأقل. وكانت الحصيلة السابقة تشير الى 126 شخصا.

وكان حاكم منطقة موانزا جون مونغيلا اشار في وقت سابق الى انقاذ 40 شخصا، لكن من غير الواضح إذا كانت جهات الإنقاذ عثرت على أي ناجين جدد منذ استئناف عمليات الانقاذ بمشاركة الشرطة والجيش صباح الجمعة.

وكانت عمليات الانقاذ علقت ليلا فيما تتضاءل الآمال بالعثور على المزيد من الناجين بعد يوم على الحادث.

وصباح الجمعة كانت فرق الانقاذ تعمل في مكان الحادث أمام أنظار عشرات الاشخاص الذين احتشدوا على الساحل فيما حذر التلفزيون الرسمي من أن "فرص العثور على ناجين شبه معدومة".

وقالت داتيفا نغيندا وهي امرأة مسنة لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي في اوكارا "لقد تم انتشال جثة ابني. كان غادر مع زوجته لكن تم العثور على جثته الان".

وقال المدرس سبيستيان جون إن مثل هذه المآسي اصبحت جزءا من حياة الناس الذين يعيشون حول البحيرة.

من جهتها قالت دومينا ماو في اتصال هاتفي مع فرانس برس في اروشا (شمال) حيث تعمل "ليس لدي أنباء بعد عن والدي وشقيقي الصغير اللذين كانا على متن العبارة. لقد كانا في طريقهما الى السوق في بوغولورا لشراء اللباس المدرسي لشقيقي لان المدرسة تفتح أبوابها الاثنين المقبل".

وأضافت "سأستقل الحافلة للذهاب الى هناك، لكنني لا أعلم ما إذا كانت هناك آمال بالعثور عليهما على قيد الحياة. ندعو لله لكي يتسنى احتمال انتشال جثتيهما لكي نتمكن من تنظيم الوداع الاخير".

وكانت العبارة تقوم برحلة بين جزيرتي أوكارا واوكيريوي الواقعة قبالتها حيث مدينة بوغولورا.

وغالبا ما تكون الحصيلة كبيرة بسبب عدم وجود سترات للنجاة على متن السفينة ولأن العديد من الركاب لا يعرفون السباحة.

في عام 1996، قتل ما يقرب من 700 شخص في غرق عبارة في بحيرة فيكتوريا التي تبلغ مساحتها 70 ألف كلم مربع وتتشارك فيها تنزانيا واوغندا وكينيا.

وفيما أعرب الرئيس التنزاني جون ماغوفولي عن "عميق حزنه" حيال الكارثة، اتهمت المعارضة الحكومة "بالإهمال".

وقال نائب الأمين العام لحزب شاديما أبرز قوى المعارض جون منيكا "لقد أثرنا كثيرا المخاوف من الظروف السيئة لهذه العبارة لكن آذان الحكومة كانت صماء. لقد نددنا كثيرا بهذا الإهمال".

وانتقد "جهود الإنقاذ غير الكافية والمتأخرة" ما تسبب في ارتفاع حصيلة الضحايا.