قام عناصر الأطقم الطبية والطبية المساعدة بقسم الأمراض السارية بمستشفى طرابلس المركزي بشارع الزاوية، بوقفة احتجاجية لدحض ما تردد من أنباء عن هروبهم من القسم وتركهم لمهامهم.

وشارك في الوقفة الاحتجاجية إلى جانب الأطباء، عدد من مرضى فقدان المناعة المكتسبة "إيدز" الذين تضامنوا مع الأطقم الطبية الذين كانوا دائما إلى جانبهم، وفقا لأحد المشاركين في الوقفة.

وجاءت الوقفة الاحتجاجية بعد قيام مدير المستشفى البهلول بن رمضان، بطرد الأطقم الطبية من قسم الأمراض السارية واتهامهم بالهروب من القسم بعد اكتشاف الحالة الأولى ليروس كورونا، وهو ما فنده أحد أطباء القسم في اتصال ببوابة افريقيا الإخبارية، والذي أكد أن الأطباء بالقسم ورئيس القسم طالبوا إدارة المستشفى بترتيب قسم خاص لعزل مصابي كورونا، وتوفير المستلزمات الأساسية للتعامل مع هذه الحالات إلا أن رئيس المستشفى قام بطرد رئيس القسم وكامل الطاقم الطبي، ومنعهم من الدخول للقسم، واستجلب مجموعة من الأطباء من الخارج، وهم فيما يبدو مجموعة من المتطوعين من الأطباء حديثي التخرج.

هل المستشفى مؤهل للتعامل مع كورونا؟

وقال الدكتور الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، إن القسم الذي يدعي رئيس المستشفى تخصيصه لمرضى كورونا غير مهيأ حتى لاستقبال حالات الأمراض السارية الأخرى مثل الايدز والكبد الوبائي وغيرها، مؤكدا أن المستشفى من الأساس غير مهيأ ليكون مكان لاحتجاز حالات فيروس ورونا لوقوعه في وسط الأحياء السكنية، ولصعوبة تخصيص جزء منه لمثل هذه الحالات الاستثنائية، مسغربا أن يتم حجز الحالة الأولى في القسم إلى جانب مرضى الإيدز الذي يعانون من الأساس من غياب المناعة حتى لأبسط الأمراض ما بالك لمرض هو الأكثر انتشار وانتقالا للعدوى، وبذلك فأن وضع هذه الحالة في هذا القسم اشبه ما تكون بوضع "النار إلى جانب البنزين".

هذه مطالب المحتجين

وأضاف الطبيب المتخصص في التعامل مع الأمراض السارية، أن كل ما طالب به الأطباء هو توفير الأمكانات الأساسية للتعامل مع حالات الاشتباه يستوجب الفصل التام بين هذا القسم وغيره، كما يستوجب توفير معدات الحماية الكاملة للأطباء والأطقم الطبية حتى لا يتحاول الطبيب من معالج إلى بؤرة متحركة لنقل الفيروس وهذا يمثل خطر كبير على كل من في المستشفى.

وكانت من بين مطالب المشاركين في الوقفة الاحجاجية، الاعتذر من قبل رئيس مستشفى طرابلس المركزي البهلول بن رمضان، لرئيس قسم الأمراض السارية والأطقم العاملة به، وإعادة الاعتبار لهم لما لحق بهم من أذى نتيجة تناول ماحدث في المستشفى بطريقة تسيء لهم ولمهمتهم الانسانية، ومطالبة وسائل الإعلام لزيارة المستشفى والوقوفعلى حقيقة الأوضاع، كما طالب المشاركون في الوقفة وزارة الصحة وإدارة المستشفى بالعمل على توفير مستلزمات العمل الطبي، مؤكدين أنهم يتواجدون في أماكن عملهم ومستعدون للقيام بعملهم وفقا للقسم الذي أقسموه على الرغم من كل الظروف.

مرتزقة المعاطف البيضاء

وكان مدير مستشفى طرابلس المركزي البهلول بن رمضان أكد بتواصله بعدد من وسائل الإعلام المحلية أن الأطباء والأطقم الطبية غادروا قسم الأمراض السارية، وهربوا بعد اكتشاف الحالة المصابة فيروس كورونا، ووصفهم بأوصاف بعضها "قدحية" حيث قال أنهم "مرتزقة المعاطف البيضاء" في إشارة للملابس الطبية التي يرتديها الأطباء والأطقم الطبية.