أكدت الولايات المتحدة أمس الاثنين أن شخصيات مهمة من نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تجري باستمرار اتصالات مع الإدارة الأمريكية للتفاوض بشأن الرحيل عن السلطة، ما يأتي وسط شائعات بشأن حوار محتمل بين البيت الأبيض وديوسدادو كابيو، الذي يعتبر الرجل الثاني في النظام المسيطر على الحكم في كاراكاس.

وتؤكد عدة تقارير صحفية أن الأسابيع الأخيرة شهدت اتصالات بين كابيو والبيت الأبيض عبر وسطاء.

وتجنب البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية تأكيد هذه التقارير بشكل مباشر، لكن مسؤولاً رفيعاً من الولايات المتحدة أخبر (إفي) أن "أعضاء من الدائرة المقربة لمادورو واصلوا الاتصال بمسؤولي الحكومة الأمريكية عبر طرق مختلفة" خلال العام الجاري.

وفي نفس السياق، قال مصدر من الخارجية الأمريكية لـ(إفي) إن مادورو "يدرك تماماً أنه لا يستطيع أن يثق في دائرة مستشاريه".

وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أنه "خلال الأشهر القليلة الماضية، حاول العشرات ممن يفترض أنهم أقرب حلفاء لمادورو الاتصال بالولايات المتحدة للتفاوض بشأن الخروج (من السلطة)".

وتابع: "مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستجيب أم لا تعتمد على ظروف محددة".

ونقل موقع (أكسيوس) الإخباري الأحد عن مصادر حكومية، أنه تم تنسيق الاتصالات مع كابيو بواسطة المكلف بشؤون أمريكا اللاتينية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ماوريسيو كلافير كاروني.

وفي تصريحات لـ(إفي)، ذكر فرناندو كوتز، أحد أسلاف كلافير كاروني في نفس المنصب بالبيت الأبيض، أنه وفقاً لأحد مصادره في الخارجية، أجرت الولايات المتحدة اتصالين على الأقل بكابيو خلال الأشهر الأخيرة.

وتابع "ما سمعته أنه سيكون هناك الآن اجتماع ثالث بين (كابيو) ومبعوث للبيت الأبيض".

وقال المسؤول السابق في إدارة الرئيس دونالد ترامب إن هناك بعض المعارضة في وزارة الخارجية لإجراء اتصالات مع كابيو، رئيس الجمعية الوطنية التأسيسية الفنزويلية.

ويخضع كابيو للعقوبات الأمريكية، وقد اتهمته واشنطن بالارتباط بأنشطة تتعلق بتهريب المخدرات، ولهذا السبب اعتبر كوتز أن التقارير بشأن إجراء مثل هذه المحادثات "تبعث على القلق".

وليس من الواضح حتى الآن ما هو الهدف من وراء إجراء اتصالات مع كابيو، لكن هناك من يشيرون إلى أن البيت الأبيض يحاول ببساطة زعزعة الثقة في محيط مادورو، بعد سبعة أشهر تقريباً من الاعتراف برئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو كرئيس مؤقت للبلاد.