لم يعد خفياً الصراع الأمريكي الروسي في سوريا فالسباق إلى خزان سوريا النفطي (محافظة دير الزور) يخفي في ثناياه صراعاً «مكبوتاً» بين القوتين العظميين على امتلاك الأوراق «الرابحة» في سباق التفاوض على مستقبل الحل السياسي في سوريا، أولاً، وامتلاك النفوذ الأكبر في سوريا لاحقاً في حين جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تأكيده أن هناك عقوبات كبيرة ستفرض على تركيا في حال انتهاكها وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا.

وأرسلت موسكو أمس تعزيزات عسكرية إضافية إلى مناطق في شمال شرق سوريا حدودية مع تركيا، غداة إعلان واشنطن إرسال قوات جديدة إلى مناطق سيطرة الأكراد لحماية حقول النفط.

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن بلاده ستعزز وجودها العسكري في سوريا لمنع مقاتلي تنظيم داعش من الاستيلاء على حقول النفط وإيراداتها. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في حلف شمال الأطلسي «ستبقي الولايات المتحدة على وجود مخفض في سوريا لمنع وصول داعش لإيرادات النفط». وتابع أن الخطوات ستشمل بعض قوات المشاة المجهزة بمعدات ميكانيكية في دير الزور، منطقة النفط في سوريا شرقي نهر الفرات.

بالمقابل، أرسلت روسيا أمس إلى مناطق حدودية بين سوريا وتركيا تعزيزات بنحو 300 عسكري إضافي كانوا منتشرين سابقاً في الشيشان، في إطار اتفاقها مع تركيا. وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن نحو 300 عنصر من الشرطة العسكرية الروسية «كانوا منتشرين سابقاً في الشيشان وصلوا إلى سوريا للقيام بعمليات خاصة».

وستعمل هذه العناصر، وفق البيان، على ضمان سلامة المدنيين وتقديم المساعدة للقوات الكردية في عمليات الانسحاب مما تسميه أنقرة «المنطقة الآمنة» الممتدة بعمق 30 كيلومتراً وطول 440 كيلومترا على الحدود التركية-السورية.

في الأثناء، جدد الرئيس الأمريكي تأكيده أن هناك عقوبات كبيرة ستفرض على تركيا في حال انتهاكها وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا. وغرد ترامب -عبر حسابه على «تويتر»- قائلا: «على تركيا أن تتفهم عدم إطلاق النار على الأكراد خلال الخروج من المنطقة الآمنة المزعومة، وإلا ستتعرض لعقوبات قاسية».