شهدت العاصمة البلجيكية والأوروبية بروكسيل، تنظيم حفل فني كبير احتفى بالتنوع الثقافي في بلجيكا، شهدته الساحة الكبرى بالمدينة، تخليدا وإحياء لـ "خمسين سنة من الهجرة المغربية إلى بلجيكا".

وتضمن الحفل مزيجا من العروض والرقصات على واجهة بلدية المدينة، حيث سعت جمعية "تينك آرت" الفتية إلى إعادة تسطير "تطور الهجرة إلى المواطنة"، وانطلق الحفل الذي تطلب شهورا من الاستعداد وعبأ عشرات الشباب من أصول مختلفة، بعرض شريط قصير، تناول بشكل استثنائي تطور 50 سنة من الهجرة المغربية بتسليط الضوء على مميزات ونتائج هذه الهجرة، وعلى إسهامات المغاربة في جميع مجالات الحياة العمومية في بلجيكا .

ويحكي الفيلم المعروض قصة طفل ترعرع وسافر في الفضاء والزمن، ويتيح العمل السينمائي التطرق إلى مختلف المظاهر المتعلقة بالذاكرة ، والعيش المشترك، والرهانات المعاصرة للمثاقفة، والشباب والتربية، والمواطنة، ومكافحة الأحكام المسبقة، والصور النمطية ونسب الهجرة في المجتمع البلجيكي. وفي أعقاب ذلك، تم تقديم العرض الفردي، الذي حكى من خلال الموسيقى والرقص ، غنى وتنوع الهجرة .

وتميز الحفل بتقديم عشرات الموسيقيين والراقصين الشباب من المهنيين والهواة، لوحات فنية وثقافية رائعة استقطبت جمهورا غفيرا، خاصة من السياح، إلى الساحة الكبرى، قبل أن تختتم السهرة بكتابة على الواجهة تلخص روح الحفل "بلجيكا بلد التنوع الثقافي".الحفل شهد حضور عدة شخصيات بلجيكية وسفير المغرب في بلجيكا والدوق الأكبر للوكسمبورغ، وهو يعتبر أحد الاحتفالات المنظمة في إطار خمسين سنة من الهجرة المغربية إلى بلجيكا.

ومن المنتظر أن تتواصل الاحتفالية بتنظيم نقاشات تجمع مثقفين ورجال سياسة وفنانين وكتاب وسينمائيين وكذا أبناء مهاجرين مغاربة، يجسدون نماذج للنجاح والاندماج.وتجدر الإشارة إلى أن المغرب وبلجيكا يخلدان السنة الجارية الذكرى الخمسين للتوقيع في 17 فبراير 1964 على اتفاقية بين بروكسيل والرباط من أجل استقطاب يد عاملة مغربية، وهو الحدث الذي يشكل فرصة لإلقاء الضوء على نصف قرن من الحضور المغربي في بلجيكا.