أعلنت الأمم المتّحدة اتفاق القائد العام للقوّات المسلّحة الليبية المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج على إنهاء المرحلة الانتقاليّة عبر إجراء انتخابات عامة في البلاد وذلك إثر لقاء جمعهما في الامارات، وهو اللقاء الثاني الذي يجمع الرجلين وتحتضنه دولة الإمارات العربية المتّحدة بعد اللقاء الاول الذي جمعهما مطلع شهر مايو من العام 2017.

هذا التقارب جاء بعد أيام من الصراع المفتوح بين الشخصيتين بسبب قيادة خليفة حفتر للمعارك في الجنوب الليبي، وصلت إلى تقديم شكوى من الحكومة لمجلس الأمن ضد تحركات "حفتر" هناك.

ورأى مراقبون وناشطون من الجنوب أن التصعيد هدفه تحقيق مكاسب سياسية وأن كل طرف يستقوي بمؤيديه الدوليين، لكن الشكوى لمجلس الأمن تعتبر خطوة جريئة من "السراج" كونها تعد أول صدام علني مع "حفتر"، لكنها قد تدخل في مكايدة سياسية لمنع بسط الأخير سيطرته على المنطقة الجنوبية.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا في بيان صحفي إن "الاجتماع بين حفتر والسراج جاء بدعوة من المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة، مشيرة إلى أن الطرفين «اتفقا على ضرورة الحفاظ على استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها".

وتم الاتفاق خلال الاجتماع على حل الأزمة الليبية سياسيا وأيضا التوافق على إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد، بعد تأجيلها في وقت سابق بسبب خلافات داخلية عميقة، واعتبر متابعون ان أسباب تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في اكتوبر المنقضي تنقسم الى اسباب داخلية وأخرى خارجية، وتعد الاسباب الداخلية في عجز المعنية سواء حكومة الوفاق او مؤسسة الجيش عن الالتزام بالاتفاق وهو ما يتنزّل صلب ازمة الثقة المفقودة بين مختلف أطراف النزاع الليبي الليبي.

ثانيا الأسباب الخارجية وأهمّها الصراع الخارجي الدائر على الميدان الليبي ونخص بالذكر الدور الفرنسي الايطالي وحرب النفوذ المندلعة بين الجانبين والمتعلقة بالملف الليبي.

فيما رحبت دول عربية وغربية وقوى سياسية ليبية بمخرجات الاجتماع الذي جمع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر الأسبوع الماضي، في أبوظبي.

حيث أعلنت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا السبت، ترحيبها بتقدم المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة من أجل إحلال الاستقرار في ليبيا، بحسب ما نشرت البعثة في حسابها الرسمي في موقع "تويتر".

ودعت ألمانيا جميع الأطراف الليبية إلى الالتزام بجدية أكبر من أجل الوصول إلى حل سياسي في إطار الخطة التي تقودها الأمم المتحدة، وأبدت برلين استعدادها لتقديم الدعم إلى ليبيا باعتبارها شريكا على الأمد الطويل.

من جانب آخر، بعث المسؤولون الإيطاليون برسائل قلق بشأن الاتفاق الذي جرى بين القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في أبوظبي الخميس.

وتتالت تصريحات المسؤولين الإيطاليين على مدى يومين بشأن الاتفاق، ما عكس اهتماما إيطاليا بالغا به.

وقال رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي الجمعة، "إن مسار الاستقرار في ليبيا يمر من خلال تعزيز التوافق بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة والوعي بالتقارب المناسب أيضا بين روما وباريس".

وثمّن رئيس الحكومة الإيطالية، حسبما نقلت عنه صحيفة لاستامبا دور دولة الإمارات ورأى "أنه لن يحدث تقدم في ملف الأزمة الليبية إذا لم يكن هناك اتفاق بين السراج-حفتر".

في هذا السياق،

وأشارت وكالة "فرانس براس" إلى أن اتفاق القادة الليبيين سيكون من شأنه إنهاء المرحلة الانتقالية بالانتخابات العامة، لأجل الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا، وانتزاع ليبيا من براثن الحرب التي مزقتها بعدد لا يحصى من الميليشيات، لافتة إلى أن النزاعات والانقسامات الداخلية هي التي دفعت بتأخير خطط الانتخابات.

وأشارت "فرانس برس" إلى تحذيرات رجل ليبيا القوى خليفة حفتر من محادثات منفصلة مع قادة دوليين، لافتة إلى أنه تمكن من استئصال الإرهابيين والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، علاوة على أنه بات يسيطر بالفعل على منشآت النفط الحيوية في شرق ليبيا.

ويرى متابعون أنه بمجرد إعلان المشير خليفة حفتر، سيطرة القوات المسلحة على آخر مدينة رئيسية في الجنوب الليبي، أصبحت موازين القوى بيد قائد الجيش الليبي على حساب إدارة السراج الضعيفة في طرابلس، ليتفقا بالنهاية على أهمية اللجوء إلى الانتخابات الوطنية لتوحيد مؤسسات البلد الذي مزقته الحرب.