نجحت القوات الفرنسية منذ تدخلها في منطقة الصحراء والساحل الافريقي في القضاء على عدد من كبار الارهابيين الذين يهددون المنطقة. ولازال البعض الآخر مخبئا في الصحراء الافريقية الشاسعة. هذه ورقة حول حصيلة سنتين من ملاحقة الجهاديين في الصحراء..

في جانفي 2013 اطلقت عملية "سرفال" التي تخوضها القوات العسكرية الفرنسية في شمال مالي، وفي أوت 2014 تم توسيع العملية لتشمل دولا أخرى من دول الصحراء والساحل الافريقي لتسمى بعملية "برخان".

وتعد حصيلة عمليات القوات الفرنسية ناجحة اذا اعتبرنا قيمة الاسماء التي تم القضاء عليها مثل أحد أهم زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الجزائري عبد الحميد ابو زيد أو زعيم تنظيم المرابطون في مالي أحمد التلمسي. غير أن ما ينقص من قيمة حصيلة القوات الفرنسية هو عدم قدرتها على الوصول لأكثر الأسماء التي تلاحقها، وهو الجزائري مختار بلمختار المعروف بالأعور.                                              

عبد الحميد أبو زيد، زعيم كتيبة طارق بن زياد، وهي واحدة من أقوى كتائب القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. اسمه الحقيقي هو محمد الغديري، وقد شكل أحد أهم الأهداف المرسومة للقوات الفرنسية حين جاءت الى الصحراء الافريقية، وكان أحد أوائل الارهابيين الذين يسقطون بنيران القوات الفرنسية في شهر فيفري 2013 بعد غارات جوية في جبال تيغرغار في شمال مالي. ظل مقتله غير مؤكد لمدة، حتى أكدت ذلك تحاليل الحامض النووي، ثم أكد الايليزي خبر مقتله وهو الذي قام باختطاف وذبح عدد من الرهائن الأوروبيين في السنوات الأخيرة. كما ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعترف بمقتله في بيان في صيف 2013.

 

مختار بلمختار، هو بلا منازع أشهر الجهاديين في شمال افريقيا، وهو بالتالي الأكثر ملاحقة في جميع الفضاء الافريقي. غير أن بلمختار، الملقب بالأعور، بعد أن خسر عينه في معارك أفغانستان في الثمانينات القرن الفارط، يظل بلا أثر.

تعود شهرة بلمختار لعمليات الاختطاف التي تجعله مادة للنقاش في الرأي العام الغربي، كما أنه قائد الهجوم على عين أميناس في الجزائر في شهر جانفي 2013، علاوة على هجومات انتحارية أخرى ضد القوات العسكرية الجزائرية أو النيجيرية. منذ عملية عين أميناس، بدت تحركات بلمختار أكثر حذرا، فقليلة هي المعلومات عنه، ويغلب على الظن انه يختبأ الآن في جنوب ليبيا بالقرب من سبها مع عدد من القربين منه.

 

أحمد التلمسي، اسمه الحقيقي، عبد الرحمان ولد العامر، كان يشتغل في تهريب المخدرات التي كانت تؤمن له عائدات مالية هامة. ثم مزج بين تجارته وعمليات الفدية ليتحول إلى اسلامي متشدد يشارك في عمليات ارهابية كبرى. كان التلمسي المالي الجنسية القائد العسكري لحركة الوحدة والجهاد في الغرب الافريقي (الموجاو). في أوت 2013، أسس بالاشتراك مع مختار بلمختار تنظيم المرابطون بتوحيد قواتمها. وأدار أحد اقوى كتائب التنظيم الوليد، كتيبة أسامة بن لادن. قتل التلمسي في اللية الفاصلة بين يومي 10 و11 ديسمبر الجاري في عملية مشتركة بين الجيش المالي والقوات الفرنسية في شمال مالي. في شهر جوان الفارط، خصصت واشنطن مبلغ 5 مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه. وضع أحمد التلمسي منذ وصول القوات الفرنسية كأحد أهم الأهداف.

 

محمد الأمين ولد الحسن، المعروف باسم عبد الله الشنقيطي، قتل يوم 24 فيفري 2013 من قبل القوات الفرنسية في منطقة تيمترين. هذا الموريتاني البالغ من العمر 32 عاما، كان زعيم كتيبة الفرقان التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، ويعد الشنقيطي أحد المنظرين الايديولوجيين في التنظيم.

حسب جان كريستوف نوتان، الذي ألف كتاب "حرب فرنسا في مالي" فإن الشنقيطي قتل بعد معارك ليلية بين رجال تنظيمه والقوات العسكرية الفرنسية. وقد تم التثبت من جثته عبر تحليل الحامض النووي. وقد اعترفت كتيبة الفرقان باغتيال قائدها في منتصف شهر جوان 2013 في نفس البيان الذي تحدثت فيه عن تأكد وفاة عبد الحميد أبو زيد.

 

جمال عكاشة، المعروف باسم أبو يحيى الهمام، هو من المقربين من أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبد المالك دروكدال. في شهر أكتوبر 2012، كلفه هذا الأخير بمنطقة الصحراء، بعد وفاة نبيل مخلوفي في حادث سيارة قبل شهر من ذلك. كان لهذه الترقية الى جانب اغتيال أبو زيد وانفصال مختار بلمختار عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي السبب كي يصبح جمال عكاشة أبرز زعماء التنظيم في منطقة الساحل الافريقي أي بالمجال الراجع بالنظر مباشرة للقوات الفرنسية. في شهر أوت 2014، نجحت القوات الفرنسية في أسر أحد معاونيه بالقرب من تمبكتو.

أبو سعيد الجزائري أو سعيد أبو المقاتل، أصيل منطقة وادي الصوف في الجزائر يناهز عمره الـ 40 عاما. في شهر سبتمبر 2013 تمت تسميته بديلا لعبد الحميد أبو زيد على رأس كتيبة طارق ابن زياد وكان قبلها لا يظهر في الصورة بين كبار القيادات اذ كان مسؤولا عن المعدات. هذه المسؤولية رغم أنها لا تندرج في العمل القتالي الا انها جعلته قريبا من جميع القيادات بما أنه كان يؤمّن أيضا الاتصالات بين الجهاديين. حسب الاستخبارات الجزائرية، كان أبو سعيد الجزائري قائد عملية اختطاف الفرنسيين في موقع أرليت في النيجر في شهر سبتمبر 2010.

عبد الوهاب الحراشي، كان الحراشي من ثقاة عبد الحميد أبو زيد في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. اغتالته القوات الفرنسية في شهر مارس 2014 بعد عدة عمليات لمطاردة الارهابيين في شمال مالي وهي العمليات الذي قضت على 40 جهادي الى جانبه
حسن ولد خليل، المعروف بكنية الجليبيب، كان أحد أهم رجال مختار بلمختار ثم أصبح أحد قادة تنظيم المرابطون الذي تكون في شهر أوت 2013 بتوحد تنظيمي "الموقعون بالدم" لمختار بلمختار وحركة الوحدة والجهاد في الغرب الافريقي (الموجاو). قتل حسن ولد خليل في بديات شهر نوفمبر 2013 في الشمال الغربي من منطقة تساليت بعد أن اكتشفت القوات الفرنسية مخيمه هناك. يبلغ عمر الجليبيب حوالي 30 عاما، وقد شارك في عدة عمليات ارهابية كبرى مثل اختطاف شابين فرنسيين في النيجر في 2011، أو الهجوم على نقطة استخراج الغاز في عين أميناس في شهر جانفي 2013، أو الهجوم الانتحاري على ثكنة عسكرية في النيجر في شهر ماي 2013.

عمر ولد حماها، أصبح هذا الجهادي شهيرا بعد مجموعة الخطب التي ألقاها رادا على قرار القوات الفرنسية التدخل في شمال مالي، وعرفت خطبه انتشارا كبيرا في شبكة الانترنيت. عمر ولد حماها مالي الجنسية، كان من المقربين من مختار بلمختار، انه رمز المجاهدين المحليين، خاصة بلحيته الحمراء. كانت القوات الأمريكية قد وضعته في قائمة الارهابيين المطلوبين دوليا ووضعت مبلغ 3 مليون دولار لمن يساهم في القبض عليه. حسب عدة وسائل اعلام، قتل ولد حماها في الليلة الفاصلة بين يومي 4 و5 مارس 2014، عبر قصف جوي في شمال مالي. بينما يقول تقرير للأمم المتحدة أنه قتل يوم 8 مارس في شمال شرق تمبكتو بعد اشتباك مع القوات العسكرية الفرنسية.

عبد الكريم الطرقي، المعروف باسم عبد الكريم طالب، هو زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي في منطقة كيدال في شمال مالي. هو طوارقي أصيل عين خليل، وينتمي إلى قبيلة ايفاغاس التي ينحدر منها عياض اغ غالي زعيم تنظيم أنصار الدين. يقود عبد الكريم الطرقي كتيبة الأنصار التي تتكون من مقاتلين أغلبهم من الطوارق من مالي والنيجر. وأتباعه هم المسؤولون عن خطف الفرنسيين فيليب فيردون وسارج لازاريفيتش في نوفمبر 2011، وهم المسؤولون عن قتل الصحفيين الفرنسيين غيزلان دوبون وكلود فيرلون في نوفمبر 2013. تمكن عبد الكريم الطرقي مؤخرا من تحرير 4 جهاديين في عملية مبادلة مع سارج لازاريفيتش علاوة على فدية مهمة.

أبو بكر النصر، كان مختار بلمختار قد اختاره لقيادة جماعة المرابطون التي بعثت في شهر  أوت 2013 باتحاد كتيبة "الموقعون بالدم" مع الموجاو التي يقودها أحمد التلمسي. أبو بكر النصر، الملقب بالمصري، كان من أقرب مقربي مختار بلمختار. تمكنت القوات الفرنسية من اغتياله في شهر أفريل 2014 في شمال مالي. يعتبر أبو بكر نصر خبيرا في الأسلحة الثقيلة، وهو ذو وزن كبير لدى المجاهدين لأنه ممن شارك في حروب افغانستان إلى جانب حركة طالبان. كما انه من المرجح ان يكون قد درب قوات للقاعدة في بنغازي سنة 2011 حيث تعرف على مختار بلمختار.

حمادة ولد محمد خيرو، ظل هذا الموريتاني لفترة طويلة يعيش في ظل مختار بلمختار، وكان هو من أسس حركة الوحدة والجهاد في الغرب الافريقي (الموجاو) في 2011.  تذمر ولد محمد خيرو من هيمنة القيادات الجزائرية في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، ولذك فكر في إنشاء تنظيم جديد لاستيعاب وتدريب قيادات من الغرب الافريقي. أصبح تنظيمه بسرعة واحدا من اخطر وأقوى الجماعات الإرهابية خاصة بفضل عمليات الاختطاف في شمال مالي ووضع اليد على مدن حيث تم تطبيق الشريعة بقسوة شديدة. يتحرك رجال محمد خيرو بالأساس في منطقة غاو. وهو مثل زميله أحمد تلمسي، قد وضعت الولايات المتحدة الأمريكية مبلغ 5 مليون دولار لمن يرشد عليه. وبينما تمكنت الوحدات الفرنسية من القضاء على التلمسي ظل ولد خيرو بلا أثر.

*عن موقع "جون أفريك" الالكتروني / ترجمة شوقي بن حسن