أعلن حزب المؤتمر الشعبي المعارض بالسودان بزعامة د. حسن الترابي، أنه شرع في إعداد مبادرة شاملة للإصلاح بالبلاد، وتشكيل لجان للدخول في حوار مباشر مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم بشأن وثيقة الإصلاح التي طرحها الرئيس البشير.

ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن نائب الأمين العام للحزب عبدالله حسن أحمد، تأكيده على شروعهم في إعداد مبادرة بشأن الإصلاح السياسي والاقتصادي بالبلاد، وفقاً لوثيقة الإصلاح التي تقدم بها الرئيس البشير للحوار مع القوى السياسية كافة.

ولفت إلى أن حزبه عكف على تشكيل لجان لدراسة ووضع مبادرة للدخول في مفاوضات مباشرة مع الوطني حول القضايا المطروحة، مضيفاً أن الحزب ليست لديه شروط مسبقة للدخول مع المؤتمر الوطني في حوار حول القضايا الوطنية.

"وأضاف عبدالله أن الحزب الحاكم هذه المرة جاد في تقديم تنازلات مع القوى السياسية، موضحاً أنه من الشجاعة أن يتقدم ويطلب الإصلاح، خاصة أن الفترة القادمة فترة انتخابات.

وشدد أحمد على أن حزبه لم يعارض من أجل المعارضة، بل كانت معارضتهم من أجل الإصلاح الاقتصادي والسياسي، وأنه سيقدم مبادرة مكتوبة فور دعوة الوطني للأحزاب المعارضة للحوار.

وعلى صعيد ذي صلة، أكد الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الذى يشارك فى الحكم د.جلال الدقير أن مبادرة الرئيس البشير التي قدمها للأمة السودانية استوعبت كل المبادرات والاتفاقيات التي طرحت في السابق، مؤكداً أن البشير هو صمام أمان لإنجاح المبادرة.

وقال الدقير، في منبر إعلامي بالخرطوم، يوم الثلاثاء، إن السودان مستهدف في خيراته من الآخرين نسبة لموارده التي يتمتع بها دون الدول الأخرى، موضحاً أن الطريق للإصلاح هو إعلاء لغة الحوار والاحتكام لصوت العقل، مطالباً القوى السياسية بإعلاء سقوف الولاء .

وطالب الدقير بتوفير الآليات والأدوات يتفق عليها الجميع وفق جدول زمني معلوم يشارك فيه الجميع، داعياً لتكثيف التواصل مع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لتقريب النظر بالوصول لحل لمشكلات البلاد، مطالباً الجميع بالوقوف ضد مخطط تقسيم البلاد.

الإصلاح الآن": الوفاق أو الطوفان فى السودان

وعلى الصعيد ذاته أجرت حركة "الإصلاح الآن" بقيادة غازي صلاح الدين، المنشق حديثا عن الحزب الحاكم فى السودان مباحثات مع "التحالف الوطني للتغيير" الذي يضم بين قياداته الطيب مصطفى خال الرئيس السودانى عمر البشير، وطالبت الحركة الرئيس بإحداث ثورة تصحيحية لتفادي وقوع اضطرابات في السودان.

وقال القيادي بحركة "الإصلاح الآن" د. أسامة توفيق في تصريح صحفى فى الخرطوم، إن الرئيس البشير أمام خيارين "الوفاق الوطني أو الطوفان... إذا حدث الطوفان لن يستثني أي أحد".

وأضاف توفيق "يجب تحقيق وفاق وطني من أجل تفادي حدوث أي اضطرابات أمنية أشبه بما في جنوب السودان وأفريقيا الوسطی". وتابع "إذا لم يتم تدارك الأوضاع وانفجرت الأحداث فإنَّ الواقع سيكون أخطر من الصومال".

وطالب رئيس الجمهورية بإحداث ثورة تصحيحية كاملة عبر الجلوس مع القوى السياسية كافة للوصول لاتفاق يحافظ على الوطن.

وأكد توفيق استعداد حركة "الإصلاح الآن" لمحاورة القوى السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بلا استثناء للوصول لصيغة توافقية وطنية تجسد روح الإجماع لإنقاذ البلاد من الانزلاق للهاوية، مشيراً إلى أن الحركة تهدف لإحداث وفاق وطني بحسم قضايا الحرب والسلام والحريات والأزمة الاقتصادية.

وأجرت قيادات من حركة "الإصلاح الآن" على رأسها غازي صلاح الدين فى اليومين الماضيين، مباحثات مع قيادات التحالف الوطني للتغيير خلصت إلى تطابق كبير في الأهداف والغايات بين الطرفين، بحسب بيان صادر من الحزبين.

وأقر الطرفان إحكام التنسيق لتحقيق الإصلاح الشامل والتغيير الذي يحقق تطلعات الشعب السوداني، وتوسيع دائرة الحوار مع القوی السياسية للوصول لجسم وطني توافقي يجسد روح الإجماع لإنفاذ أجندة الإصلاح الشامل وترسيخ بنية العدل والحرية والسلام.

 وكان الرئيس البشير طرح نهاية يناير المنصرم مبادرة للاصلاح غير انه لم يكشف ملامحها بشكل كامل ، ويتوقع ان تتطرح المبادرة المحاطة بشياج من الكتمان غدا الخميس على الاحزاب الحليفة مع المؤتمر الوطني في اجتماع موسع يشهده نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالله.