تعتمد حركة شباب المجاهدين الصومالية المتشددة للحفاظ على بقائها استراتيجية غير مسبوقة، حينما كشف تقرير لـ”بي بي سي” عن محاكاة الحركة لأسلوب تجنيد تنظيم الدولة الإسلامية للجهاديين الأجانب.

ورغم أن قادة هذه الجماعة اقتصروا في تجنيدهم على مواطنين من كينيا، إلا أنه يعد سابقة لم يعهده نشاطها المكثف الذي أطلقته على الأراضي الصومالية منذ عام 2009، وذلك بعد أن تلقت الشرطة الكينية إخطارا يفيد أن 26 شابا اختفوا قبل أسابيع ويرجح انضمامهم للحركة.

ويقول التقرير إن هؤلاء الشبان أخبروا عائلاتهم القاطنة في بلدة إسيولو الواقعة شمال شرق كينيا بأنهم انضموا لصفوف الحركة التي يتزعمها المكنى أبو عبيدة، لكن لا يعرف بالضبط متى تمت عملية تجنيدهم.

وتلوح مخاوف من ظهور حالات مشابهة في مناطق أخرى من البلاد، ما يطرح تساؤلات بشأن عمل المخابرات في كلا البلدين الجارين والتنسيق فيما بينها بعدما بات جليا القصور الأمني جراء استمرار هجمات المتشددين على أهداف فشلت الأجهزة الأمنية في حمايتها.

ويعتبر التجنيد خطة جديدة في سياسات الحركة المرتبطة بالقاعدة، وفق مراقبين، مما يدعم المخاوف التي عبرت عنها المخابرات الكينية ونواب في البرلمان في وقت سابق بعد أن قامت السلطات بإخلاء المخيمات شمال البلاد من اللاجئين الصوماليين على خلفية هجوم غاريسا مطلع الشهر الجاري وخلف قرابة 150 قتيلا.

وأعلنت الحكومة الكينية عن عفو عام عن الشبان الكينيين الذين أجبروا على الانضمام إلى حركة الشباب في محاولة لمساعدة الأقلية المسلمة على مقاومة التطرف، غير أن الشيخ عبدالله صلاة أحد أكثر القادة المسلمين تأثيرا في البلاد حذر من أن حالة عدم الثقة من قبل الأمن الكيني تنذر بعرقلة التحقيقات.

وتتفق حركة الشباب الصومالية في أيديولوجيتها مع كل الحركات الجهادية الأخرى المشهورة كالقاعدة وداعش وبوكو حرام وطالبان عبر عدم الاعتراف بالحدود بين الدول، إذ تبني إيمانها على أن الرابطة الوحيدة تقوم على أساس الدين وتحرير الأراضي من “الأنظمة الكافرة” باستخدام العنف المتمثل في الجهاد.

*العرب