شنت حركة الشباب الصومالية أمس  الثلاثاء هجوما على وزارة التعليم في مقديشو، ما أدى لمقتل ستة مدنيين على الأقل، وقد أعلن مسؤول في الشرطة أن قوات الأمن تمكنت من السيطرة على المبني تماما.وقال المسؤول في الشرطة أحمد ولي معلم "قتل ستة أشخاص معظمهم مدنيون ولكن تم تأمين الوزارة والقوات الحكومية تسيطر عليها تماما."من جهته، صرح الشرطي محمد ضاهر أن "سيارة محملة بالمتفجرات اقتحمت البوابة وتلى ذلك إطلاق نار داخل الوزارة" التي تقع في الحي "كي5" في العاصمة الصومالية الذي استهدفته هجمات في الماضي.وتبنى الناطق باسم "حركة الشباب" الصومالية عبد العزيز أبو مصعب الهجوم قبل انتهائه. وقال إن "الشباب" داخل الوزارة "وسيطروا عليها" بينما كان إطلاق النار ما زال مسموعا.وأضاف هذا الناطق أن "الشباب" المسلحين اقتحموا وزارة النفط أيضا في مبنى مجاور

يأتي هذا الهجوم بعد مذبحة ارتكبها مسلحون من حركة «الشباب» الصومالية الإسلامية المتشددة  بحق الطلبة في جامعة موي في بلدة غاريسا شمال شرقي كينيا 02 أبريل 2015 حيث قتلوا 147 طالبا في مساكنهم وجرحوا 80 آخرين، فيما قتل رجال الأمن 4 من المهاجمين. وقال “الشباب” إنهم نفذوا هجوم “غاريسا” لمعاقبة كينيا على تواجدها العسكري في الصومال في إطار قوة الاتحاد الأفريقي المنتشرة هناك، وتحديدا حوالي 4000 عسكري كيني.

من هم “الشباب”؟

“حركة الشباب الإسلامية” أو “الشباب المجاهدين” هي حركة سلفية صومالية ظهرت في 2004 كذراع عسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي كانت تسيطر على مقديشو وتهدف إلى فرض الشريعة. وساهمت الحركة في مساندة المحاكم خلال معاركها ضد القوات الحكومية المدعومة بقوات إثيوبية اضطرت إلى الانسحاب في نهاية 2008، تاركة الساحة لقوات الاتحاد الأفريقي التي تمركزت على الخطوط الأمامية في الحرب ضد الإسلاميين

الولاء للقاعدة

تُعتبر حركة الشباب الإسلامية الصومالية، أوحزب الشباب، من أبرز  الحركات التي تنشط وتقاتل بالصومال، وهي من الناحية الفكرية امتداد لتنظيم القاعدة، وتُصنف ضمن الحركات الإرهابية من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأخرى .و الحركة ذات توجه إسلامي سلفي هدفها إقامة دولة على أسس الشريعة. وارتبطت بتنظيم القاعدة من خلال وساطة بعض مسؤولي خلايا التنظيم الدولي في شرق أفريقيا.واستمرت الصلة بين الشباب والقاعدة لغاية 2009 حين أعلنت الحركة الصومالية الولاء للقاعدة بشكل رسمي.في أيلول/ سبتمبر 2014، بات أحمد عمر أبوعبيدة على رأس “حركة الشباب الإسلامية” بعد تأكد مقتل زعيمها السابق أحمد عبدي “غودان” الذي لقي مصرعه في ضربة جوية أمريكية. وفي نفس السنة، جدد “الشباب” ولاءهم لأيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة.وتضم الحركة الصومالية بين صفوفها ما بين خمسة إلى تسعة آلاف مقاتل بحسب مصادر لوموند، بينهم صوماليون ومقاتلون أجانب أغلبهم قدموا من دول عربية إضافة إلى باكستان، وعددهم حوالي 800 مقاتل

عمليات انتقامية

من أبرز العمليات التي قامت بها الحركة مقتل أربعة غربيين و12 صوماليا فى 10 يونيو  2006، وشنت الحركة هجوما انتحاريا على مقر رئيس الوزراء الصومالي علي محمد غيدي في 4 يونيو 2007، أودى بسبعة أشخاص خمسة حراس ومدنياْن.وفي مارس  2008 نشطت الحركة في إقليمي "باي وبكول".و اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق "عمر حاشي أدن" في 18 يونيو 2009 ، الذي قضى في التفجير داخل فندق ببلدة "بلدوين" وسط الصومال وقتل معه 30 شخصا على الأقل، إذ أعلن متحدث باسم الحركة في مؤتمر صحافي لاحق تبني الحركة للهجوم ووصفها للوزير "بالمرتد الكافر

وتبنت الحركة مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري المزدوج الذي شهدته العاصمة الأوغندية كامبالا في العام 2010، والذي أسفر عن مقتل 76 شخصا كانوا يتابعون المباراة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم، وكذلك تبنت مسؤوليتها في  الهجوم ضد قاعدة للاتحاد الافريقي في الصومال في فبراير من العام 2009 والذي أودى بحياة أحد عشر شخصا.وفي أكتوبر من العام 2011 نفذت الحركة هجوما انتحاريا خلف 70 قتيلا، كما شنت غارة ضد محكمة قتل خلالها 29 شخصا.في سبتمبر 2014 قتل 12 شخصا على الأقل وأصيب 27 آخرون  عندما صدم انتحاري سيارته المفخخة بقافلة لقوات الاتحاد الافريقي في الصومال «اميسوم»، في هجوم تبنته حركة الشباب في عملية انتقامية لمقتل زعيمها أحمد عبدي غودان وردا ايضا على تقارير منظمات حقوقية عن إقدام عناصر من القوات الإفريقية باغتصاب واستغلال نساء صوماليات.

الانضمام لداعش

    تواجه حركة الشباب الاسلامية في الصومال صعوبات للاحتفاظ بالقدرة على اجتذاب المتطرفين بعد بروز تنظيم داعش الاكثر تعطشا للدماء والابرع في استغلال وسائل الاعلام.. و خاصة بعد أن اعلنت حركة بوكو حرام في نيجيريا مبايعة التنظيم المتطرف. وطغى صعود هاتين المجموعتين على حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة واثر على قدرتها في تجنيد مقاتلين اجانب، بحسب كين مينكهاوس الخبير في شؤون الصومال والاستاذ في معهد ديفيدسون بكارولاينا الشمالية. من جهة أخري يرى مات برايدن مدير مركز ساهان للابحاث في نيروبي أن هناك بالتأكيد اهتمام لدى بعض عناصر الشباب بالانضمام الى تنظيم داعش.