أقدم متظاهرون من أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس صباح اليوم السبت ، على حرق وتمزيق نسخ من الدستور التونسي كتعبير منهم على رفضهم للفصول التي تضمنها ومساندهم للإجراءات الجديدة التي اتخذها رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد يوم 25 يوليو/ جويلية.

وقد تجمع  عدد من أنصار قيس سعيد في شارع الحبيب بورقيبة ورفعوا شعارات مناهضة للنهضة ومناصرة لرئيس الدولة.

هذه الحركة الاحتجاجية المتثلة في حرق دستور البلاد التونسية وتمزيقه لاقت استنكارا واسعا، حيث  أذنت  النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس، بفتح بحث أمني تعهّد به أعوان أحد الفرق الأمنية، وذلك بخصوص تعمّد أشخاص شاركوا اليوم في وقفة احتجاجية وسط العاصمة، تمزيق دستور الجمهورية التونسية وإحراقه في الشارع.

وعلق النقيب السابق للصحفيين التونسيين ناجي البغوري على صورة حرق الدستور قائلا انها لا تقل همجية عن انزال صورة العلم من كلية منوبة في 2012. وكتب البغوري في صفحته الرسمية على الفايسبوك التدوينة التالية" صورة حرق الدستور مقرفة ولا تقل همجية عن صورة انزال العلم في جامعة منوبة سنة 2012".

و قال القيادي في التيار الديمقراطي محمد الحامدي في تدوينة على صفحته الرسمية ان الذين قاموا باحراق الدستور هم اسقطوا بذلك شرعية الرئيس "من يسقطون الدستور يسقطون ايضا شرعية الرئيس  الذي يهتفون باسمه ويتصرفون كالاحمق الذي قص غصن الشجرة الذي يجلس عليه ، كذلك هي الشعبوية لوتراخينا في مقاومتها ستقطع كل الاشجار وستحرق كل شيء ".  

كما استنكر النائب بالبرلمان المجمّد عياض اللومي  هذه الحادثة  وقال في تدوينة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي 'فايسبوك'' سقط القناع على من يريد أن يغتصب إرادة الشعب''.

من جانب آخر رجح الكرونيكور التونسي رياض جراد أن من قاموا بحرق الدستور اليوم في شارع الحبيب بورقيبة ليس من أنصار رئيس الجمهورية قيس سعيد. ونشر جراد تدوينة قال فيها "بعض العناوين اليوم : أنصار الرئيس قيس سعيد يحرقون الدستور .. أنصار الرئيس قيس سعيد يمزقون الدستور!! بربي كيفاش عرفتو إنهم أنصار الرئيس؟!"

 و تابع "بشوية ذكاء موش برشا يا جهابذة زمانكم، حاجة كيما حرق الدستور أو تمزيقه تنفع الرئيس ولا تضرو زعما ؟!على كل حال النيابة العمومية أهوكا فتحت تحقيق و ان شاء الله نعرفو الأنفار هذوكم شكون بعثهم اليوم ! أكرر فأقول أن الرئيس لازال يشتغل في إطار القانون والدستور الذي وضعوه مع الإيمان الكامل بضرورة تعديله لأنه فعلا أشبه بحقل ألغام ."

كما النائبة عن حركة الشعب بمجلس النواب المجمدة أعماله  ليلى الحداد، في ذات السياق أن هناك فئات مندسة داخل أنصار رئيس الجمهورية تحاول تأجيج الأوضاع و أن هناك محاولة لتمرير رسالة لا تمثل قيس سعيد ولا أنصاره خاصة أن هناك مسيرة معارضة لرئيس الجمهوية غدا ونددت الحداد بحرق الدستور في شارع الحبيب بورقيبة واعتبرته فعلا غير أخلاقي ويعكس صورة سلبية داخل الرأي العام الدولي عن تونس.

وشددت أن أنصار قيس سعيد يدافعون عن إرادة شعبية لمكافحة الفساد و مطالبهم التشغيل و الحق في العيش الكريم وأضافت الحداد أن من طالبوا بحل البرلمان على اعتبار أنه كان عائقا أمام مطالبهم وليس الدستور.

وعبرت الحداد عن ضرورة احترام المواثيق و الدستور ولو كان هناك إشكاليات في بعض فصوله التي يجب تعديلها على اعتبار أن العشر سنوات الماضية كانت تجربة للدستور وأضافت أن الدستور كتب بدماء شهداء الثورة وجرحاها وقيس سعيد لم يخرج عن إطار الدستور وحافظ على الباب الأول الذي يحتوي على الأحكام العامة و الباب الثاني الذي يحمي الحقوق والحريات.