منذ أن أطلق الجيش الليبي حملة تحرير طرابلس من سيطرة الميليشيات لا تزال الأمور على الأرض يسمها بعض الغموض إلا أنه و مع دخول الحرب في طرابلس أسبوعها الثالث شهدت ليلة البارحة تطورات مهمة.

حيث ذكرت تقارير إخبارية ليبية محلية في وقت متأخر من مساء أمس السبت أن العاصمة الليبية تعرضت لقصف جوي عنيف استهدف عددا من المناطق في طرابلس.

وأفادت التقارير بأن القصف الجوي تركز في منطقة الفلاح واستهدف مخزن ذخيرة في معسكر القعقاع جنوب العاصمة طرابلس.

وأفاد شهود عيان إن عدد الغارات تجاوز الـ9 غارات حتى الآن، وأضافوا أن القصف شمل أيضا منطقة عين زارة دون تحديد للموقع المستهدف، وكذا على منطقة مشروع الهضبة.

في سياق متصل، أعلنت قوة الردع والتدخل المشترك محور أبوسليم الكبرى، في بيان صحفي عبر صفحتها فيسبوك، أن العاصمة طرابلس  تتعرض لقصف جوي.

وقالت، "إن حفتر يستعين بطيران أجنبي ويقصف العاصمة طرابلس الليلة مما تسبب في إصابات للمدنيين المارين من الطرقات، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة".

وجاءت الضربة الجوية قبل أن يرسل الجيش الوطني الليبي سفينة حربية إلى ميناء رأس لانوف النفطي بشرق البلاد وبعد شائعات غير مؤكدة عن مشاهدة سفينة تابعة لبحرية أجنبية.

وقال أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي للصحفيين إن الجيش أرسل سفينة الكرامة إلى رأس لانوف بمنطقة الهلال النفطي الرئيسية بليبيا في إطار "مهمة تدريب" لزيارة غرفة العمليات وتأمين المنشآت النفطية.

وقال مهندس موانئ إن رسو السفينة لم يؤثر على صادرات النفط التي تسير بشكل طبيعي. ولم يتضح على الفور معرفة ما إذا كانت السفينة غادرت.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إن عددا من السفن الحربية الليبية استخدمت الميناء النفطي بينما دخل عسكريون إلى ميناء السدرة المجاور.

من جانبها، أصدرت حكومة الوفاق بيانا بشأن القصف الذي استهدف العاصمة طرابلس، وحمّل البيان البعثة الأممية في ليبيا ومجلس الأمن الدولي مسؤولية صمتهم وتهاونهم تجاه الغارات الجوية التي استهدفت مواقع ومعسكرات كتائب مسلحة في طرابلس.

وقالت الحكومة في بيان لها أورده الناطق باسم حكومة الوفاق الوطني الليبية مهند يونس، أن المشير خليفة حفتر، استعان بطيران أجنبي لقصف المدنيين، حسب وصفها، مطالبة من البعثة الأممية ومجلس الأمن، بكشف حقيقة هذه الطائرات، التي تدعم المشير خليفة حفتر.

وأشارت الحكومة إلى أن المقاتلين التابعين لها في الجبهات سيلقنون قوات الجيش الوطني، دروسا في الرجولة من خلال انتصاراتهم، بحسب وصفها في البيان.

وأكد البيان أن الردّ على الغارات الجوية، سيكون في الميدان العسكري، وعبر الملاحقة القضائية، لكل من شارك في هذا   العداون ونوّهت أن هذه  الجرائم لا تسقط بالتقادم، وكل من شارك فيها سيكون مطلوبا للعدالة، واصفة ما حدث ليلة الأمس بجريمة حرب.

في الجانب المقابل،كشف المكتب الإعلامي للناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري إن تركيا قامت بتسلّيم قوات مصراتة طائرة بدون طيار بالإضافة إلى طاقم تشغيل تركي.

وكان المسماري تطرق خلال مؤتمر صحفي، الأحد، لعلاقة الإرهاب في ليبيا بتركيا، وأكد أن الأخيرة بعد رفض انضمامها للاتحاد الأوروبي تبنت الجناح الخاسر في العام الإسلامي وهو الإخوان المسلمون.

وأضاف المسماري أن أوروبا تعرضت لحملة تجنيد كبيرة في صفوف داعش والقاعدة عبر عملاء من المخابرات التركية وكذلك الإعلام التركي، وتم تجنيد أوروبيين لصالح التنظيمين في سوريا والعراق وانتهوا هناك، وفي ليبيا قريبا.

يرى مراقبون أن إستعمال الطائرات يعتبر معطى حاسم في معركة طرابلس فمن يسيطر على سلاح الجو سيقترب من حسم المعركة فضلا عن أن ما حدث الليلة الفارطة أثار إرتباكا ملحوظا داخل أوساط حكومة الوفاق التي بدأت تتحسس أن الأمور بدأت تخرج على السيطرة.