اشتعلت صفحات الفايسبوك قبل تحديد موعد الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية وارتفعت أصوات الشتم والقدح بين أنصار وقواعد المترشحين ، وتوسعت لغة تقسيم التونسيين وتم النفخ في رماد النعرات الجهوية كرد فعل على وصف المترشح منصف المرزوقي المنتمين للنظام السابق بالطواغيت وهو ما اثار ردود فعل من الأحزاب ومن هيئة الانتخابات قبل أن يدلي المترشح الباجي قائد السبسي بحوار في فرنسا وصف الذين انتخبوا المرزوقي بالاسلاميين والمتشددين
ولم تخل البرامج الحوارية قي القنوات التلفزية والإذاعية التي شارك فيها قياديون في حزبي نداء تونس والمؤتمر من أجل الجمهورية من الخطاب المتشنج والعنيف وهو ما تداعى الى القواعد في الشوارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي
وفي هذا الأجواء المشحونة دعت حركة النهضة في بيان أصدرته اليوم المترشحين للدور الثاني للانتخابات الرئاسية وأعضاء حملتيهما الانتخابية إلى الالتزام الصارم بخطاب التهدئة بعيدا عن الاستفزاز والتجييش والتشهير والتنابز والتراشق بالتهم.
ونبهت النهضة في بيانها إلى خطورة خطاب التحريض ورد الفعل وتقسيم التونسيين على أساس انتمائهم الفكري أو السياسي أو الجهوي وتدعو التونسيين والتونسيات إلى المضي قدما نحو استكمال المحطة الانتخابية الرئاسية الثانية في أطار الهدوء والمحافظة على وحدتنا الوطنية والاجتماعية.
وكان أحد قيادات النهضة في باريس احمد الورغمي الذي سجن سابقا في فرنسا وشارك في محاولة اغتيال الرئيس المخلوع بن علي في 2007 الى حرب اهلية بين اهل الجنوب و بين من وصفهم بقوة الشر من ازلام البورقيبية القذرة في اشارة الى انصار المرشح الباجي قائد السبسي.”
من جهتها أكّدت إدارة الحملة الانتخابية للمترشح الرئاسي المنصف المرزوقي في بيان لها اليوم الخميس 27 نوفمبر 2014 أنها لم تدع إلى أي مظاهرات في أي جهة من الجهات ودعت الجميع إلى تلافي أي تحركات قد تزيد في توتير الأجواء في هذه الفترة الحساسة.
وكان الوزير السابق عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عبد الوهاب معطر دعا في تدوينة على صفحته على الفايسبوك الى حراك شعبي ضد الباجي قائد بعد وصفه الذين صوتوا للمرزوقي بأنهم من الإسلاميين والجهاديين
وبدوره كتب مدير حملة الرئيس المرزوقي ومستشاره السابق تدوينة على صفحته في الفايسبوك متوجها الى ناخبي الباجي واصفهم إياهم ضمنيا بالعبيد قائلا :"إلى الباحثين باجتهاد عن ذرائع ومبررات لاختيار النظام القديم، أنتم لا تحتاجون كل هذا الجهد، ونحن نعفيكم من كل حرج. اختيار الحرية يتطلب أن يكون الانسان حرا. ونحن لا نتوجه الا إلى الأحرار ...."
الجبهة الشعبية أصدرت بدورها بلاغا قالت فيه انها تتابع بانشغال شديد الخطاب الانتخابي 'الانفعالي' لكلا الطرفين المتنافسين علي الرئاسية من هتك للأعراض وتقسيم جهوي وعروشي ودعوات للعنف والكراهية وحتی الاقتتال وتهديد لوحدة التراب التونسي
ودعت الجبهة الشعبية الاطراف المتنافسة الي تغليب المصلحة الوطنية والابتعاد عن خطاب التقسيم لان الرئيس المقبل هو رئيس للشعب كله وليس لفئة معينة.