يرتبط الساحل الافريقي الممتد من الحدود الشرقية لموريتانيا الى الحدود الليبية التشادية والسودانية، ارتباطا وثيقا بدول المغارب، الى جانب كونه امتداد جيولوجي طبيعي له فهو ايضا تواصل ديني اثني وعرقي وثقافي وتاريخ حضاري مشترك.
 بهذا الترابط الوثيق والقوي، يتحول المجال الساحلي الى مجال تأثير مشترك في المجال المغاربي، سياسيا وامنيا واقتصاديا،  ولعل التنبه لهذا المعطى كان سببا قويا واستراتيجيا في استباق ليبيا الى اقتراح ضرورة انشاء منظمة جامعة لدول الساحل مع الدول المغاربية" س ،ص" والتي لعبت لسنوات دورا مهما في محاصرة الخلافات السياسية ودعم الاستقرار السياسي في دول الجوار الساحلي " مالي ، النيجر، تشاد......".
غياب هذه المنظمة او تجميدها، في هذا الوقت خلق حلقة مفرغة في المنطقة وغيب الحوار البيني والتعاون الاقليمي من اجل محاصرة الاعمال التي تؤثر في الاستقرار في المجالين الجغرافيين معا، امنيا وسياسيا واقتصاديا.
 ووعيا من بوابة ترصد الحدث المغاربي، بهذا الترابط وهذا التأثير المتبادل، ارتأينا اضافة زاوية خاصة بالاحداث الاكثر رواجا اسبوعيا في منطقة الساحل .
 وشكلت ثلاثة مواضيع الحدث في المنطقة خلال الاسبوع المنصرم، اولا انتشار فيروس كورونا والمخاوف من انتشاره بشكل واسع في منطقة تفتقد امكانيات  وبنايات صحية قوية لمواجهة الجائحة، وتعتمد بالاساس على وعي شعوب تغلب عليها الامية في الحد من تفشي الفيروس الفتاك.
 كانت البداية من السنغال ،التي التقطت العدوى من سياح قادمين من عدة بلدان اوربية، وكغيرها من الدول سارعت الى فرض اجراءات قفل الاجواء والحدود البرية، ومنها الى النيجر الدولة التي يفتك بها الارهاب من واجهتين الغربية والشرقية،لم تكن في حاجة الى ما يزيد من معاناتها، فمالي التي اعلن ان اول حالة فيها بالتزامن من الانتخابات البرلمانية، فاصبحت المعضلة معضلتين، كورونا  والارهاب.
* اختطاف زعيم المعارضة.
 لكن يبقى حدث اختطاف زعيم معارضة مالي سوميلا سيسي خلال الحملة الانتخابية  من قبل حركة جهادية ،الاكثر تداولا على بالمستوى  الاعلامي.
 سوميلا فاز باصوات انتخابية دون حضوره واصبح عضوا في البرلمان الجديد قبل غيره من زعماء الاحزاب السياسية الذي شاركوا في حضوريا في الانتخابات.
 حركة ماسينا، التي يقودها احمد كوفو ،الذي ينحدر من نفس اثنية الزعيم السياسي،تواخذ على الاخير رفضه الحوار مع الجهاديين ،وتريد تعليمه القيم الاسلامية وتريد مقابل مالي لاطلاق سراحه.
 في تشاد، الرئيس ادريس ديبي،أجل كل القضايا الانية وتفرغ لقيادة جيشه في معركة ضد ارهاب بوكو حرام، ما يسمى "الدولة الاسلامية"، عاقدا العزم على هزمه وتطهير تشاد منه.