يصرخون في صمت، يبكون بغير دموع، وحيدين وسط الجموع، إنهم الحجاج الليبيون إلى الأراضي المقدسة والذين يعانون التخبط خاصة كبار السن بعد منعهم من اصطحاب مرافقين معهم.

مراسم الحج لم تبدأ بعد إلا أن معاناة الحجاج بدأت لحظة صولهم للأراضي المقدسة فبعضهم اضطر لافتراش ممرات الفنادق نظر لعدم وجود غرف لهم ناهيك عن التخبط الذي عاناه بعض الحجاج بسبب سوء التنظيم واقع دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي لوصف الأمر تندرا بأنه "رحلة التيه".

الكراسي المتحركة التي يركن إليها كبار السن والذين يمثلون 60% من الحجاج لم تحرك المواقف الرسمية التي أجبرت من تجاوزوا 77 خريفا على أداء شعائر الحج منفردين.. ولما تعالت صيحات الرفض وعبارات الاستنكار غرد المتحدث باسم رئيس الحكومة فائز السراج معلنا تكليف السفارة الليبية في السعودية بالاعتناء بالحجاج كبار السن، تكليف لم تعلن عن الخطوات الجزائية لتنفيذه ما دفع النشطاء للتساؤل هل تملك القنصلية الإمكانيات للاعتناء بـ4200 حاج بموجب قرار تكليف صدر قبيل بدء الشعائر بأيام.

معاناة الكهول في الأراضي المقدسة والتي نسجت من خيوط الألم قصصا واقعية لا يستشعرها من تأبطوا جوازات سفر دبلوماسية وساروا على البساط الأحمر.. فقصة الشاب الذي أعاد مسنا تائها في الأراضي المقدسة ليست الأولى في ديوان المأساة.

قضي الأمر وسافر الحجاج متجاوزين خطوط طول المسافات ودوائر عرض تنوع الثقافات أما ذويهم فتحبس أنفاسهم ترقبا لنتائج رحلة تنبئ المؤشرات بأنها محفوفة بالمخاطر ليظل المؤكد أن صراخ المسنين الصامت هو سلاح قتل المسؤولين بسيف الحياء.