ترحيب محلي وإقليمي ودولي بإعلان ألمانيا استضافة مؤتمر حول ليبيا يفترض أن يلتأم قبل نهاية العام الجاري.. مؤتمر تسير التحضيرات السياسية له في خط متواز مع تطورات عسكرية بين الجيش الليبي وقوات حكومة الوفاق.

 للحديث عن فرص نجاح مؤتمر برلين وما يميزه عن غيره من المؤتمرات الدولية بشأن ليبيا التقينا المحلل السياسي المصري المتخصص في الشأن الليبي عبد الستار حتيته.

في أي سياق قرأت الدعوات والتحضيرات لمؤتمر برلين بشأن ليبيا؟

إلى الآن لم يتم الإعلان عن موعد المؤتمر بشكل محدد لكنني أعتقد أنه تحول جديد يدور في نفس الحلقة المفرغة للأطراف الغربية التي تتعامل مع الملف الليبي بنفس الطريقة التي تعامل بها الناتو مع ليبيا سنة2011 حيث كان يهدف إلى إبعاد النظام السابق عن المشهد وهذا ما يحدث الآن بعد 8 سنوات من إسقاط النظام لازال المجتمع الدولي يصر على عدم التعامل مع أنصار النظام السابق رغم أنهم قوة حقيقية سياسية وقبلية وعسكرية.

برأيك لماذا يصر المجتمع الدولي على عدم التعامل مع أنصار النظام السابق؟

لأنه يخشى أن تعود ليبيا دولة ذات سيادة وتملك قرارها كما يخشى الانتقام من الأطراف الدولية التي عملت على إسقاط الدولة لتحقيق مصالحها لذلك فإن أنصار النظام السابق ليس لهم مقاعد حقيقية على مائدة التفاوض وحتى عند دعوتهم لجلسات حوار فغالبا ما يتم دعوة أشخاص غير مؤثرين في صفوف النظام السابق ودورهم هامشي ومثار خلاف وهذا الأمر مقصود في سياق تجاهل هذه الفئة الكبيرة والمؤثرة في ليبيا 

هل تعتقد أن مؤتمر برلين سيأتي بنتائج مختلفة عن سابقاته من المؤتمرات الدولية بشأن ليبيا؟

أعتقد أنه يدور في نفس فلك مؤتمر باليرمو وباريس واتفاق الصخيرات وغيرها من المؤتمرات الدولية خاصة إذا سار على نفس النهج السابق المتمثل في تجاهل أنصار النظام السابق الفاعلين والمؤثرين في المشهد.

وما الحل برأيك؟

أعتقد أن الحل الأنسب هو وضع جميع الأطراف في الحسبان عند الحديث عن مفاوضات بشأن ليبيا حيث أنه يوجد في البلاد طرفين الطرف الأول المناصر لأحداث فبراير والذي يوجد في صفوفه العديد من الإرهابيين والمتطرفين والطرف الآخر هو أنصار النظام السابق الذين رفضوا التدخل الدولي في ليبيا عام 2011 وساندوا وجود دولة وطنية مستقلة ذات سيادة.

في أي سياق تقرأ تعامل المجتمع الدولي مع كل طرف؟

أنا أرى أنه منذ العام 2011 يسعى المجتمع الدولي إلى رأب الصدع داخل الطرف الأول المتمثل في أنصار 17 فبراير وليس إيجاد توافق في الدولة الليبية ككل وهذا ما اتضح جليا بعد مؤتمر غدامس حيث لوحظ أن كل الجهود الدولية تسعى لإيجاد حل تحت مظلة 17 فبراير مع أن الأفضل والأكثر نجاعة هو جلوس الطرفين (أنصار فبراير وأنصار سبتمبر) على طاولة واحدة يرفع عليها العلم الأبيض دون أي شروط مسبقة.

المجتمع الدولي يقول إن الحل في ليبيا سياسي فيما يتجه الجيش للحسم العسكري..فكيف تنظر لهذا الأمر؟

المجتمع الدولي يخشى عودة المؤسسة العسكرية لأن عودتها تعني عودة النظام السابق كما أن المجتمع الدولي يخشى أن يعطي الجيش الضوء الأخضر للنظام السابق ليعود للمشهد وهنا يجب الإشارة إلى أن التقارب داخل الجيش بين أنصار فبراير وأنصار النظام السابق لم يكتمل جيدا وإن كان الفريقان يحاربان سويا في بنغازي ودرنة وغيرها حيث أن هناك اتفاق على تأجيل التنافس السياسي لمصلحة الوطن.

برأيك إلى أي مدى يستفيد المجتمع الدولي من حالة الفوضى الموجودة في ليبيا حاليا؟

بطبيعة الحال فإن مختلف الدول من تركيا والولايات المتحدة وإيطاليا وغيرها تبرم اتفاقات مستقبلية كبيرة ومربحة لها في ليبيا مستغلة حالة الفوضى الموجودة في البلاد ولكن عودة الأمور إلى نصابها يعني ضبط إعطاء هذه الامتيازات والتقليل من مكاسبهم المحققة في ظل هذا الوضع.