بدت جراح المسلمين اليوم في جمهورية أفريقيا الوسطى أعمق من أن تلملمها فرحة مفترضة ليوم عيد الفطر.

وقال مامادو غاري، أحد شبان حي الكيلومتر 5 المسلم، والذي نجا من الموت عدة مرات "في العام الماضي، كانت شوارع بانغي (العاصمة) مفعمة بالنشاط.. كانت جميع السلع معروضة من لعب الأطفال إلى الألبسة الجديدة. هذا العام، المكان أشبه بصحراء".وبحسب مراسل الأناضول، يبدو أن الأحداث المأساوية التي يشهدها مسلمو هذا الحي منذ سنة جردتهم من كل رغبة في الاحتفال.

وكانت ليلة العيد في الكيلومتر 5 هادئة بشكل غير معتاد، ولولا بعض تهاني العيد "الخجولة" لما انتبه أحد إلى المناسبة.بعض الخياطين فتحوا محالهم بانتظار زبائن لم يأت منهم إلا القليل، فيما توافد شباب على مضض على الحلاق قبل أن يذهبوا إلى المسجد لأداء صلاة العيد.

فيما اجتمعت نسوة لتحضير الحلويات في أواني متآكلة.وقالت فاتيماتو، وهي إحدى ساكتان الحي "ما قامت به (مليشيا) الأنتي بالاكا (المسيحية) لا يمكن أن ننساه. نحمد الله على أن (شهر) رمضان قد مر في هدوء، نسبي".

ورغم كل شيء، حمل رمضان لجمهورية أفريقيا الوسطى بصيصا من الأمل، حيث تعددت مساعي الوساطة بين فرقاء الأزمة مع مطلع الشهر عبر منظمات غير حكومية، وأفضت إلى مصافحات تاريخية بين قادة السيليكا (مليشيا مسلمة) والأنتي بالاكا.وقبل أسبوع من عيد الفطر، أبرمت مختلف أطراف الأزمة في أفريقيا الوسطى اتفاقا لوقف إطلاق النار ما قد يفسح المجال للنظر إلى المستقبل بعين التفاؤل.