قضت محكمة نيجيرية بحبس 16 عسكريا، عامين بتهمة "الإهمال والجبن"، وذلك بعد مرور أكثر من 8 أشهر على واقعة اختطاف مسلحي جماعة "بوكو حرام" مئات التلميذات من مدرسة شمال شرقي البلاد، بحسب مصدر عسكري.

وفي تصريح لوكالة الأناضول، اليوم الأربعاء، قال مصدر في مقر وزارة الدفاع النيجيرية: "ليلة أمس (الثلاثاء)، أدين 16 عسكريا بالجبن، وغيرها من الجرائم في أعقاب اختطاف فتيات شيبوك".

وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "هؤلاء المدانين بينهم مقدم، ونقيب، وملازم ثان كانوا يحاكمون أمام محكمة عسكرية"، دون أن يذكر تفاصيل إضافية.

وفي غضون ذلك، ينتظر أن تصدر السلطات النيجيرية بيانا يؤكد عقوبة الحبس، التي تأتي بعد أيام فقط من الحكم على 54 جنديا بالإعدام رميا بالرصاص، بعد إدانتهم باتهامات مماثلة في إطار العمليات العسكرية لمكافحة تمرد "بوكو حرام".

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش العميد أولاجيدي لالاي أولاجيدي، إن الجيش النيجيري لن يتغاضى عن عدم الانضباط.

واضاف في تصريح للأناضول أن "الجيش النيجيري.. يلتزم تماما باستعادة الانضباط وحسن السلوك، فضلا عن الكفاءة المهنية العسكرية".

وردا على سؤال، ما إذا كان يمكن اعتبار هذا (التصريح) تأكيدا لعقوبات الحبس الصادرة أمس، الثلاثاء، أجاب: "هذا ليس تأكيدا، لأنه لا توجد بحوزتي وثيقة رسمية، ولكن مجرد بيان عام حول هدف الجيش النيجيري".

ولا يزال مصير أكثر من 200 طالبة مجهولا، بعد أن أعلنت جماعة "بوكو حرام" المتشددة، مطلع مايو/ آيار الماضي، مسؤوليتها عن خطفهن من مدرسة شيبوك بولاية بورنو في شهر أبريل/ نيسان الماضي، واعتبرتهن "أسيرات حرب".

وفي وقت لاحق، عرض زعيم "بوكو حرام"، أبو بكر شيكاو، في تسجيل مصور مبادلة الفتيات المخطوفات بناشطين تابعين للحركة تحتجزهم السلطات النيجيرية.

وحتى الوقت الراهن، لم تؤت جهود الحكومة لإنقاذ الفتيات ثمارها، ما أذكى مشاعر من الاستياء والإحباط في صفوف أولياء أمورهن.

وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.

وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.