أثارت حادثة صبراتة موجة عارمة من الغضب في الأوساط المحلية الليبية والدولية، وتعالت الأصوات بفتح تحقيقات عاجلة ومحاسبة الجناة.

القصة بدأت بعد إعلان جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع صبراتة يوم الجمعة 7 أكتوبر 2022، عن ورود معلومات مفادها وجود قارب هجرة غير شرعية على متنه جثث متفحمة وجثث خارج القارب سليمة جميعها مجهولة الهوية وعددهم 15 جثة، حيث انتقل متطوعي الهلال الأحمر الليبي فرع صبراتة إلى عين المكان وتم انتشالهم جميعاً ووضعهم بثلاجة المستشفى لاستكمال باقي الإجراءات القانونية.

جريمة بشعة

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا توثق مشاهد تصاعد الأدخنة لحظة احتراق القارب، وصورا أخرى لبقاياه بعد احتراقه، وللجثث وهي ملقاة على الشاطئ ومحترقة، في صورة عكست سلوكاً إجرامياً بشعاً. 

المجلس البلدي صبراتة ومجلس حكماء وأعيان ومؤسسات المجتمع المدني والأهالي بمدينة صبراتة، أعربوا عن استنكارهم لهذه "الجريمة البشعة" التي وقعت بحق المهاجرين واللاجئين ضحايا استغلال شبكات التهريب.

وفي بيان أصدره الأهالي، قالوا إن "ما حدث ينم على سلوك إجرامي محرم دينيا وقانونيا وأخلاقيا وواجب التصدي له بكل قوة من الجهات المختصة بمكافحة الجريمة والتهريب، وهو فعل مشين يستحق الإدانة ومتابعة وملاحقة فاعليه".

كما أكد أهالي مدينة صبراتة استنكارهم لهذه الأفعال غير الإنسانية التي تستهدف الإنسان وكرامته وحياته، داعين الجهات الأمنية والضبطية كافة إلى تحمل مسؤولياتها وملاحقة الخارجين على القانون.

إدانات دولية

على إثر ذلك، توالت البيانات الدولية التي أدانت واستنكرت بأشد العبارات الحادثة، حيث اعتبرت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، أن الحادثة تعد تذكيراً صارخاً بضعف الحماية التي يتلقها المهاجرون وطالبو اللجوء في ليبيا، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي ترتكبها شبكات تهريب قوية وشبكات إجرامية تحتاج إلى وقف سريع ومقاضاة.

وانضمت سفارتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لدى ليبيا إلى البعثة الأممية، في إدانتها حادثة مقتل (15) مهاجراً، ومطالبتها للسلطات الليبية إلى ضمان إجراء تحقيق سريع ومستقل وشفاف لتقديم جميع الجناة إلى العدالة.

بدوره، عبر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا خوسيه ساباديل عن "بالغ الحزن" لمقتل المهاجرين، وكتب في تغريدة عبر تويتر "يجب علينا الاستمرار في محاربة الشبكات الإجرامية التي تستغل المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا".

تحقيقات فورية 

من الجانب الأمني، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد المنعم العربي، في تصريحات صحافية فتح تحقيقاً فورياً في الحادثة.

وأكد العربي، أن مديرية الأمن في المدينة تمكنت من ضبط خمسة أشخاص يحملون الجنسية الإثيوبية يعتقد أن لديهم معلومات عن ملابسات الحادثة، لافتا إلى أن من بين الناجين في الحادثة 6 مهاجرين يحملون الجنسية البنغلاديشية تم إسعافهم من قبل الفرق الطبية.

ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث وضبط الجناة... فهل ستتحقق العدالة؟