ارتبط إسم الدكتور خواو هافيلانج بتاريخ الفيفا وبكأس العالم ، وقبل أيام قليلة من انطلاق النسخة العشرين لأكبر مسابقة كرة في العالم يرقد هافيلانج على السرير الأبيض في آحد مستشفيات ريو دي جانيرو وهي إحدى المدن المستضيفة للمونديال ، التقارير الطبية القادمة من المستشفى غير مطمئنة وهي تشير إلى تعقد الحالة الصحية لهافيلانج البالغ من العمر ثمانية وتسعين عاما 

ويعتبر هافيلانج الآب الروحي لمؤسسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا ) وهو الذي حولها من مجرد شقة في ريو دي جانيرو ثم زيوريخ الى امبراطورية كبيرة قبل ان يترك هذه التركة لجوزيف بلاتر الرئيس الحالي للفيفا .الكثيرون لا يعرفون أن الإسم الحقيقي لهافيلانج هو جين ماري فاوستن غوديفرويد دي هافيلانج، وعرف باسم  جواو هافيلانج،  وهو من مواليد 8 مايو 1916 في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وجلس على كرسي الفيفا  منذ 1974 وحتى 1998، وقد تغلب على  الانجليزي السير ستانلي روس، ولكن جوزيف سيب بلاترهو من خلفه في عام 1998 ومنذ عام 1963 وهو عضو في اللجنة الأولمبية الدولية

ترك والد هافيلانج بلد الأصلي بلجيكا متوجها إلى البرازيل لكي يعيش حياة جديدة، وقد توفي عندما كان عمر جواو هافيلانج 17 سنة، وعندما كان صغيرا، تفوق هافيلانج في العديد من الرياضات، مثل السباحة، وقد شارك في أولمبياد برلين 1936 كسباحو بين عامي 1955 و1963 كان عضوا في اللجنة الأولمبية البرازيليةورغم ارتباطه بكرة القدم الا ان هافيلانج كان سباحا دوليا مثل بلاده في أكثر من بطولة عالمية لعل ابرزها أوليمبياد برلين في عام 1936ويحسب لهافيلانج ازدهار الموقف المالي للفيفا خلال فترة رئاسته للاتحاد الدولي حيث نجح في إيجاد مصادر تمويل من شركات خاصة نقلت الفيفا إلى مرحلة أخرى 

ويعتبر الإتفاق بين الفيفا وشركة الملابس الرياضية أديداس نقلة نوعية في حياة الفيفا كما أن  هافيلانج أول من أدخل فكرة بيع الحقوق التلفزيونية لكأس العالم وقد بيعت هذه الحقوق نظير 440 مليون دولار قبل أن تقفز اليوم إلي آكثر من بليوني دولار كما كان هافيلانج وراء الشراكة التاريخية بين شركة المشروبات الغازية كوكا كولا والفيفا وهي التي درت مئات الملايين على خزانة الإتحاد الدولي <

إلا ان هافيلانج ارتبط إسمه بعدد من ملفات الفساد المالي مع شركات حقوق البث ومنها "يونيفرسال انترناسيونال " كما القي عليه اللوم لشراكته مع ريكاردو تكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي السابق وكان هذا الاخيرا صهرا لهافيلانج الذي منحه ابنته  لوسيا قبل ثلاثين عاما قبل ان يتم الطلاق في عام 97ولازالت هذه الملفات تطارد هافيلانج في القضاء البرازيلي الا ان حالته الصحية المتدهورة منذ سنوات جعلته بعيدا عن السجون 

وتوترت العلاقة بين الاسطورة بيلية وهافيلانج في عام 1994 بسبب انتقادات وجهها بيلية في التلفزيون الرسمي لهافيلانج وتكسيرا واتهمهما بالضلوع في الفساد وكلفت هذه الانتقادات بيلية الطرد من حفل قرعة مونديال 94 في الولايات المتحدة  الا ان بيلية ثآر من غريمه هافيلانج عندما أصبح وزيرا للرياضة في بلاده واصدر تشريعات لا تروق كثيرا لهافيلانجفي عام 98 قرر هافيلانج أن يسلم المشعل للسويري جوزيف بلاتر والذي كان يعمل في ظله وتحت جناحه لمدة عشرين عاما وقال هافيلانج في اجتماع شهير بباريس قبل انطلاق كاس العالم بانه يعتبر بلاتر ابنه الروحي وبأنه واثق من أن الفيفا ستكون في أياد أمينة .ومنذ ذلك اليوم بدا عصر بلاتر على رأس الفيفا .

يذكر أن المتاعب الصحية لهافيلانج بدأت في عام 2012 عندما نقل للمستشفى وظل يتردد على المستشفى لتلقي العلاج هافيلانج كان صديقا للقيادات الرياضية العربية ولعل أبرزها الراحل الأمير السعودي  فيصل بن فهد والراحل الكويتي الشيخ فهد الأحمد وقدم هافيلانج الكثير من الدعم للعرب إبان رئاسته للفيفا .الصحافة البرازيلية تهتم هذه الايام مع قنوات التلفزين المحلية بتطور صحة هافيلانج والذي يعتبره البرازيلين "ايقونة " الكرة البرازيلية.