أصبحت ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط في جنوب السودان مقسمة بين الجيش والمتمردين اليوم الخميس بعد أسوأ قتال منذ وقف إطلاق النار في يناير تسبب في ارتفاع أسعار النفط العالمية.

وقالت حكومة جوبا إنها ما زالت ملتزمة بمحادثات السلام لكنها اضطرت للرد بعدما هاجم متمردون متحالفون مع ريك مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير مدينة ملكال التي تقع على أطراف حقول النفط في ولاية أعالي النيل يوم الثلاثاء.

وقال مسؤول في وزارة النفط إن إنتاج الخام تراجع إلى نحو 170 ألف برميل يوميا حتى قبل هجوم المتمردين على ملكال أي بنحو الثلث.

وعلى الرغم من هذا يثير الهجوم على ملكال المخاوف بشأن أمن آبار النفط الشمالية في جنوب السودان وهي شريان حياة لجوبا وللسودان الذي يجني العملة الصعبة من رسوم استخدام خط أنابيب النفط المار بأراضيه.

ويضغط المجتمع الدولي بشدة على حكومة جنوب السودان والمتمردين لوقف القتال وبدء الجولة الثانية المؤجلة من المحادثات غير أن دبلوماسيين غربيين يشككون في التزام أي من الطرفين بإنهاء الصراع مع تبادل الجانبين للاتهامات بانتهاك وقف اطلاق النار.

وقال مايكل ماكوي وزير الاعلام في جنوب السودان "ملكال ليست هادئة تماما بعد... توجد جيوب مقاومة داخل البلدة. إنها مقسمة بين الجانبين."

وكان ماكوي يتحدث في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا حيث تحاول دول شرق أفريقيا الوساطة لعقد جولة ثانية من المفاوضات بين الحكومة والمتمردين.

وولاية أعالي النيل هي الولاية الوحيدة التي تضخ النفط بعد وقف الإنتاج في ولاية الوحدة المجاورة في وقت سابق من الصراع وهو ما أجبر الحكومة على خفض الإنتاج بمقدار الخمس إلى نحو 200 ألف برميل يوميا.

وقال المسؤول بوزارة النفط إن انتاج النفط وصل يوم الإثنين إلى 167367 برميلا ويوم الثلاثاء إلى 168403 براميل. ويحذر مراقبون لصناعة النفط من انخفاض هذه المعدلات أكثر إذا امتد القتال إلى حقول أعالي النيل.

وتقع ملكال على ضفاف النيل الأبيض وتبعد حوالي 140 كيلومترا عن مجمع نفطي يضم منشأة رئيسية لمعالجة النفط الخام.

وساهم الصراع في ارتفاع اسعار النفط العالمية خلال اليومين الماضيين.

وقتل آلاف الأشخاص ونزح أكثر من 800 ألف عن ديارهم منذ اندلاع القتال قبل شهرين بسبب الصراع على السلطة بين كير ومشار نائبه السابق الذي عزله من منصبه في يوليو تموز.

 .ويقول دبلوماسيون ان أعمال العنف الاخيرة أثارت شكوكا بشأن جولة ثانية مقررة من محادثات السلام التي تأجلت بالفعل بسبب مطالبة المتمردين بالافراج عن أربعة سجناء سياسيين تحتجزهم جوبا وانسحاب القوات الاوغندية من البلاد.

وتقول حكومة جوبا إنها تشعر بالاحباط لأن المجتمع الدولي لم يكن أكثر تشددا في انتقاده للمتمردين بعد الهجوم على ملكال.

وقال المتحدث الرئاسي في جنوب السودان اتني ويك اتني "إلى متى سيظل هؤلاء المتمردون يتصرفون على انهم الطفل المدلل للمجتمع الدولي؟"

وعبرت الولايات المتحدة يوم الأربعاء عن قلقها الشديد بشأن القتال في ملكال وحولها ووصفته بأنه انتهاك صارخ لاتفاق وقف اطلاق النار.

واتهمت الحكومة المتمردين بتلقي الدعم من الخارج لكنها لم تعلن عن الجهة التي تعتقد أنها تدعم قوات المتمردين.

ونفي المتحدث الشؤون العسكرية في وفد مشار في المحادثات في إثيوبيا لول رواي كوانج مزاعم الحكومة عن تلقي المتمردين مساعدات من الخارج.

وقال في أديس أبابا "هذه أكذوبة. لا يقدم أحد من الخارج مساعدات لنا. نعتمد على أنفسنا." وأضاف "يطلقون هذه المزاعم الفجة لأنهم لا يحققون نصرا."