تسعى السلطات المحلّية بجزيرة جربة السياحية جنوب تونس إلى تحقيق " موسم سياحي استثنائي  " هذا العام، في ظّل حالة من الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد منذ أكثر من شهرين.

وتعتبر جزيرة جربة الواقعة جنوب شرق البلاد، من أهم الوجهات السياحية في حوض المتوسط، وقطبا سياحيا مميّزا في تونس له منزلة مهمّة في الاقتصاد الوطني، إذ يساهم بحوالي 60 % من القطاع السياحي عموما في البلاد.وبفضل التوافق السياسي العام الذي تشهد تونس منذ شهر يناير / كانون ثان الماضي سجّلت الحركة السياحية في الجزيرة " تحسّنا طفيفا " مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ، بحسب تصريحات بعض المسؤولين المحلّيين .

وكانت الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية قد استقالت في مسعى لتشكيل حكومة مستقلة برئاسة مهدي جمعة للإشراف على الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة.وينطلق الموسم السياحي بجربة في يوم 26 من مارس / آذار سنويا ويستمر إلى نوفمبر/ تشرين الثاني.

 وقال صابر هلال المسؤول  بالمندوبية المحلّية للسياحة بجهة جربة ( تتبع وزارة السياحة )، في تصريحات لوكالة الأناضول إن "القطاع  السياحي  داخل جزيرة جربة سجّل ارتفاعا ملحوظا مطلع هذا العام".كما بيّن هلال بحسب الإحصائيات حول الوضع السياحي خلال ثلاثة الأشهر الأولى من العام الجاري، " أن النشاط السياحي بجربة شهد نموّا بنسبة 20% في عدد السيّاح الوافدين مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي".وكشف أن " عدد السيّاح الوافدين ارتفع هذا العام من 122412 مقارنة بـ  100916 سائح سنة  2013".

ولفت إلى أن السوق الفرنسية التي تمثل السوق الأولى في تونس تراجعت خلال هذه الفترة من 30815 سائح فرنسي  سنة 2013 الى 27000  في السنة الحالية، في المقابل تزايدت السوق الإيطالية والسوق الألمانية التي ارتفعت  في حدود الـ 7 % ( من 12.373 الى 19.992 ).

وتعدّ جزيرة جربة أكبر جزر شمال إفريقيا بمساحة تبلغ 514 كم مربّع، وبشريط ساحلي يمتدّ على طول 125 كم.وتعرف جربة بـ" جزيرة الأحلام "، بفضل شواطئها المميّزة في حوض المتوسط ولمناخها المعتدل .

واعتبرت هالة عبيشو، ممثلة لإحدى وكالات السفر في حديث لوكالة الأناضول أن "الموسم السياحي  في تونس يشهد  مؤشرات واعدة هذا العام"، مشيرة إلى أن هذا التحسّن الطفيف في النشاط السياحي بداية العام لا يمكن أن يعكس الوضع العام للموسم السياحي طيلة الموسم.وشددت عبيشو أنه " لا يمكن الحكم على الموسم السياحي في الجزيرة من خلال شهري الذروة يوليو/ تمّوز، وآب / أغسطس، الفترة التي يبلغ عدد السياح الوافدين فيها أعلى معدّلاته".وقالت " إن المشكلة الأساسية هي عدم توفر استراتيجية  فعلية لتحسين العائد  من المنتج السياحي طيلة العام الكامل بدل التعويل على السياحة الموسمية التي تمتد على مدار أشهر قليلة فقط ".كما شدّدت أن نجاح الموسم السياحي من عدمه هذا العام مرهون "بنجاح موسم الحجّ اليهودي إلى المعبد الغربية اليهودي بجزيرة جربة التي تشهد توافد اليهود من مختلف دول العالم لاحتفالات الدينية بالمعبد ".

وينطلق موسم حج اليهود إلى معبد الغريبة بجزيرة جربة ( جنوب تونس)، ويعتبر الأقدم في إفريقيا في 22 أبريل/ نيسان ويستمر حتى 29 من الشهر نفسه.وفي سنة 2011 ألغي موسم حج اليهود نظرا للوضع الأمني غير المستقر الذي مرت به البلاد عقب ثورة 14 يناير/ كانون ثان 2011، وأستأنف في العام التالي.وتعرض المعبد عام 2002 لهجوم بشاحنة مفخخة يقودها تونسي أسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيين اثنين)، وتبنت الهجوم خلية تابعة لتنظيم القاعدة.

وتضمّ جزيرة جربة حوالي  100 فندق، ووحدات للسياحة الاستشفائية بالمياه، فضلا عن ملعب للجولف وكازينو وملاهي ومقاهي فخمة، جعلتها قبلة للسياح من مختلف دول العالم منذ السبعينات.وتوقع المجلس العالمي للسياحة بحسب تقريره للعام الحالي أن تجذب تونس حوالي 6.4 مليون سائح خلال السنة الجارية. كما توقّع أن طاقة التشغيل المباشر للقطاع ستبلغ 232 ألف 500  وظيفة خلال هذا العام بزيادة ـ 1.9% مقارنة بالعام الماضي.وأعلنت تونس أنها تسعى لجذب مليون سائح إضافي خلال السنة الجارية مقارنة بالعام الماضي (6 ملايين) حتى تتمكن من تحقيق الهدف العام وهو بلوغ أرقام 2010 ( عام ما قبل الثورة ) وهي 7 ملايين سائح.