اختار ناشطون جزائريون مناسبة إحياء الذكرى الستين لاندلاع ثورة التحرير السبت، لتنظيم تظاهرة بشوارع العاصمة لإبراز لباس تقليدي بدأ في الاندثار .وجاب عشرات الناشطين الجزائريين السبت شوارع وأزقة العاصمة الجزائرية وهم يرتدون لباسا تقليديا يعود لقرون خلت، أثارت فضول المارة والسكان.وارتدت فتيات ونسوة لباسا تقليديا يسمى "الحايك"، وكذا نقاب يسمى في اللهجة المحلية "عجار"، فيما ارتدى شبان لباسا رجاليا في شكل سروال تقليدي قصير وطربوش.

وجاب أصحاب المبادرة، وهم من جمعيات تهتم بالتراث الجزائري شوارع العاصمة وأزقتها، كما توقفوا بعدة حدائق وساحات عامة، حيث أثاروا فضول المارة الذين تهافتوا لالتقاط صور معهم.وقال حمود مصطفى أحد منظمي هذه المبادرة إن "هذه التظاهرة هدفها تذكير الجزائريين وسكان العاصمة بصفة خاصة بتقاليدهم من لباس جميل يضرب في أعماق التاريخ".من جهتها، قالت سعاد دويبي وهي الأخرى من المنظمين "أردنا أن نحيي هذا التقليد الخاص بلباس الحايك الجزائري بطريقة فنية".وتابعت "هذا اللباس فضلا عن كونه يرمز لتاريخنا فهو لباس جميل".

وقالت سيدة تدعى آمنة في الأربعينيات من العمر، توقفت مع أصحاب المبادرة بحديقة صوفيا بوسط العاصمة "فعلا هذا هو اللباس التقليدي لسكان العاصمة، كانت المراة عندنا ترتديه لدى خروجها من بيتها وللأسف اليوم بدأ يندثر".و"الحايك" هو قطعة من القماش ترتديه المرأة لتستر رأسها ووجهها وسائر جسدها، كما أن له طابع جمالي ويسمى بهذا الإسم في وسط الجزائر أي في العاصمة، ونواحيها يدعى وفي الغرب الجزائري يسمى غالبا بالكساء وتستعمله النسوة للسترة خلال مغادرة المنزل.أما "العجار" فهو نقاب تضعه المرأة لتستر نصف وجهها الأسفل و يلبس مع الحايك فلا يظهر من وجهها إلا العينين وهو عبارة عن قطعة من القماش تتلثم المرأة به.

وحسب مراجع تاريخية فالحايك هو لباس نساء الأندلس انتقل إلى المغرب العربي مع قدوم اللاجئين الأندلسيين خلال مطلع القرن ال 16 وحقق انتشارا كبيرا في الجزائر، وحتى دول المغرب العربي الأخرى مثل تونس والمغرب.وتراجع الإقبال على هذا اللباس منذ عقد الثمانينات مع انتشار الحجاب.وكان لـ "الحايك" قيمة تاريخية أيضا أيام ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي (1954- 1962)، حيث يروي مؤرخون أن النساء اللائي شاركن في الثورة كن يستعن به لتنفيذ عمليات فدائية بحمل سلاح وقنابل تحته.