قال الرئيس التونسي قيس سعيد إن فرار خمسة مساجين من السجن المدني بالمرناقية (غربي العاصمة) متورطين في قضايا إرهابية ومصنفين "خطيرين جدا" هي عملية "تهريب" جرى التخطيط لها منذ أشهر.

وأضاف سعيد، خلال لقاء جمعه بوزير الداخلية أمس الأربعاء، أن "الصور التي تم بثها لا علاقة لها بالواقع وكان الهدف من بث تلك الصور التي ما كان لها أن تبث أصلا هو تحويل وجهة الأبحاث"، وفق تعبيره.

وأشار سعيد إلى أن "كل القرائن تدل على أن العملية تم التدبير لها منذ أشهر طويلة".

وفي سياق متصل، قال الخبير الأمني علي الزرمديني إن "عملية بحجم عملية فرار عناصر إرهابية مصنفة خطيرة جدا من سجن المرناقية من المستحيل أن تقع دون تنسيق بين وفاق إجرامي من داخل ومن خارج السجن.

وأضاف الزردميني، في تصريح ل "بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الخمس، أن "مخلفات اختراق المنظومة الأمنية التي حدثت خلال العشرية الأخيرة ما تزال متواصلة إلى الآن".

ودعا الخبير الأمني إلى "ضرورة إجراء تحقيقات عميقة وشاملة في هذه الحادثة وعدم الاقتصار على العقوبات الإدارية فحسب".

وأكد الزرمديني أن "هناك فرق بين التقصير الأمني والتواطؤ"، مشددا "على ضرورة أن تشمل التحقيقات الجانب العدلي ومحاسبة المتورطين في هذه العملية".

أما رئيس اللجنة المركزية لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (الوطد) فأشار إلى أنه "تم تهريب الإرهابيين الخمسة من السجن المدني بالمرناقية من طرف جهات ضالعة في الاغتيالات السياسية والإرهاب".

وأكد جمور، في تصريح لـ "بوابة افريقيا الإخبارية"، أن "فرار خمسة عناصر إرهابية مصنفة خطيرة جدا متورطة في الاغتيالات السياسية والعمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد من سجن المرناقية عملية مستحيلة ولا يمكن أن تحدث".

وشدد جمور على أن ما حدث هو "عملية تهريب مزوق تحت مسمى عملية فرار لعناصر إرهابية متورطة في اغتيال الشهيدين شكري بلعيد والبراهمي والإرهاب بغاية قبر الحقيقة وعدم كشف أسرار جديدة في هذا الملف".

كما أكد محمد جمور أن هذه الحادثة تعد "رسالة سياسية مشفرة للسلطة القائمة مفادها أن الأجهزة التي تعول عليها السلطة مخترقة وأن هذه الجهات قادرة على فعل ما تريد في أي وقت".

ولم يستبعد القيادي في حزب الوطد "إمكانية تهريب العناصر الإرهابية المذكورة خارج البلاد"، بحسب تقديره.

بدوره اعتبر عبد المجيد بلعيد، شقيق الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الشهيد شكري بلعيد (اغتيل بالرصاص في 6 فيفري 2013) أن "فرار عناصر إرهابية خطيرة جدا ومتورطة في الاغتيالات في هذا التوقيت بالذات ليس بريئا".

وشدد بلعيد، في تصريح ل "بوابة افريقيا الإخبارية"، على أن "تمكن خمسة عناصر إرهابية، من بينهم متورطين في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، من السجن المدني بالمرناقية حادثة خطيرة جدا قد تهدد أمن وسلم البلاد".

واتهم بلعيد "الدولة العميقة ممثلة في أطراف محسوبة على حركة النهضة والرأسمال الفاسد بالوقوف وراء عملية فرار العناصر الإرهابية المذكورة من سجن المرناقية"، بحسب تعبيره.

وطالب حزب التيار الشعبي ب "فتح تحقيق تتولاه لجنة مستقلة ومحاسبة كل المتورطين بالتقصير والتواطؤ في جريمة فرار خمسة عناصر إرهابية من سجن المرناقية بينهم العنصر الرئيسي المشارك في عملية اغتيال البراهمي المدعو أحمد المالكي المكنى "الصومالي" والمدعو عامر البلعزي المشارك في اغتيال البراهمي وبلعيد وعناصر أخرى من أخطر الإرهابيين"، وفق ما جاء في بيان للحزب.

ودعا حزب التيار الشعبي إلى توفير حماية أمنية مشددة لعائلتي البراهمي وبلعيد، محملا وزارتي العدل والداخلية المسؤولية كاملة في هذه العملية التي وصفها ب "الفضيحة" و "الجريمة" في الان نفسه في "حق البلاد وأمنها القومي وشهدائها".

من جهته، حمل حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وزارتي الداخلية والعدل ومصالح السجون، مسؤولية فرار خمسة عناصر إرهابية من سجن المرناقية، من بينهم متورطين في اغتيال الأمين العام للحزب شكري بلعيد (اغتيل بالرصاص في 6 فيفري 2013) والأمين العام لحزب التيار الشعبي محمد البراهمي (اغتيل بالرصاص في 25 جويلية 2013).

وأقال وزير الداخلية التونسي الثلاثاء مديرَين ساميين بأجهزة المخابرات بعد فرار خمسة سجناء متورطين في الاغتيالات السياسية والإرهاب فجر الثلاثاء الماضي من السجن المدني بالمرناقية.