ترحيب شعبي كبير في مصر بعد إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة تفويضه للمشير عبدالفتاح السيسى للترشح لرئاسة الجمهورية، وهو القرار الذي تؤكد المؤشرات أن السيسي سيعلنه خلال الساعات المقبلة، لكن وسط ذلك الترحيب الشعبي كانت هناك بعض الاعتراضات من جانب عدد من المفكرين والخبراء السياسيون الذين رفضوا الصيغة التي خرج بها إعلان القوات المسلحة بيانها، بل إن البعض اعترض على اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة من الأساس لكي يعلن الخبر ومنهم أستاذ العلوم السياسية عمار علي حسن الذي أكد أنه لم يكن ينبغي على المجلس الإنعقاد واعتبر ذلك يفتح الباب أمام اتهامات الغرب بتدخل الجيش في الحياة السياسية بمصر، وقال أنه لا يرفض ولا يمانع من ترشيح السيسي نفسه في انتخابات الرئاسة فذلك حق لكل فرد في مصر تتوافر فيه الشروط، لكن لم يكن ينبغي أن يخرج الأمر على هذا الأساس وكان ينبغي على المجلس أن ينتظر حتى التغييرات الوزارية المرتقبة وتقديم السيسي استقالته من وزارة الدفاع ومن ثم يعقد المجلس اجتماعه ويخرج البيان.

وبطريقة ساخر كتب الناشط السياسي أحمد ماهر رساله من محبسه يؤيد فيه ترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية حيث قال " أساسا حكم العسكر لم ينتهي يوماً واحداً منذ 26 يوليو 1952، حتى بعد التغيرات اللي حصلت بعد هزيمة 67 التي حدثت بسبب إستبداد العسكر وإلتفاتهم للملذات الشخصية والنزوات, و رغم عهد السادات الذي خلع البدلة العسكرية وارتدى البدلة الملكي أو المدني, ولكن ظلوا مسيطرين على كل شئ من خلف الستار، وكذلك في عهد مبارك ثم عهد مرسي لم يستطع أحداث الاقتراب من إمبراطورية العسكر ومصالحهم الخاصة.
فيما لم يجد الكاتب الصحفي ونقيب الصحفيين المصريين ضياء رشوان مانعا أوعيبا من إعلان المجلس تفوضيه للسيسي وقال إن البيان خرج متزنا ويراعي مصالح مصر والوطن، وأن البيان ليس تفويضا بقدر إعطاء الضوء الأخضر للمشير السيسي من أجل الترشح للرئاسة، وهو الأمر نفسه الذي أكده اللواء سامح سيف اليزل حيث قال إن بيان المجلس بترشيح السيسي جاء نتيجة لمطالب الشعب المصرى ومن أجل الحد من عنف الإخوان في الشارع المصري، موضحا أن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس الاثنين كان اجتماعا استثنائيا.
كما اعتبرت المستشارة تهانى الجبالى أن بيان القوات المسلحة موفقا جدا وجاء في موعده وتلبية لمطالب الشعب المصري التي ترى في المشير السيسي المنقذ لهم وأنه الوحيد صاحب الشعبية الأكبر بمصر ويحظى باحترام الجميع، خصوصا أن الكثير من رجال السياسة كانوا طلبوا من السيسي الترشح للرئاسة، واتفق معها في الرأس نفسه عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين التي أشرفت على الدستو، حيث قال إن إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ترشيح وزير الدفاع عبد الفتاح هو بمثابة استجابة لرغبات الشعب التي تنادي برئيس يتمتع بتأييد شعبي واسع النطاق.
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع أستاذ العلوم السياسية لـ "بوابة افريقيا الإخبارية"  أن ترشيح السيسى، للرئاسة أصبح أمرا ضروريا، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يجد أكثر من مرشح قوي في انتخابات الرئاسة حتى تشهد مصر انتخابات رئاسية حقيقية، ويكون الفصل فيها للبرنامج الانتخابي لكل مرشح وحجم التأييد الشعبي له.
ووسط اعتراضات وتحفظات قليلة ومطالبات بحكم مدني وليس عسكري، نجد أن هناك ترحيب أكبر وواسع النطاق ساد في الشارع المصري عقب بيان القوات المسلحة الذي يعد خطوة تمهيدية قبل إعلان السيسي خوضه انتخابات الرئاسة، فالبعض من التيار الليبرالي الرافض لاستمرار حكم رجال الجيش والعسكريين لمصر يرون أن خوض السيسي للانتخابات وفوزه بها سيعيد مصر إلى نقطة الصفر وستطل من جديد رموز نظام الحزب الوطني ورجال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ولن يخرج البلاد من دائرة الحكم العسكري الذي يقبع على رأس السلطة منذ أكثر من 60 عاما حينما تولي الرئيس المصري الأول محمد نجيب الحكم عقب ثورة 23 يوليو، وهو الهاجس الذي يطارد الكثير من رافض ترشيح السيسي لنفسه في الانتخابات الرئاسية، ويبدو أن تلك التخوفات ليست ببعيدة المؤسسة العسكرية وهو ما دعا إلى وجود تسريبات صحفية حول عدم اعتماد السيسي على رموز الحزب الوطني واعتماده على حركة تمرد التي كانت قد جمعت ملايين التوقيعات ضد حكم الرئيس السابق محمد مرسي وأيضا اعتماده على رموز من شباب ثورة 25 يناير.

وفي السياق ذاته خرج المئات من المواطنين إلى بعض الشوارع والميادين في مصر لتبارك ترشيح السيسي للرئاسة، بل ذهب البعض إلى مصالح الشهر العقاري لتحرير توكيلات مسبقة للسيسي لخوض الانتخابات، وأعلنت حملة "كمل جميلك" عن عزمها عقد مؤتمرا صحفيا غدا الأربعاء ب للإعلان عن التفاصيل الخاصة بجمع التوكيلات للمشير عبد الفتاح السيسى للترشح للرئاسة.

ومن المقرر أن تعلن الحملة عن خطتها للمرحلة المقبلة عقب الإعلان عن ترشح المشير عبد الفتاح السيسى، كما سيجتمع حزب التجمع، يوم السبت المقبل لإعلان موقفهم الرسمي من الانتخابات الرئاسية حيث تدور المؤشرات أن الحزب سيدعم عبدالفتاح السيسي، وأصدر اتحاد عمال مصر الحر بيان يؤيد فيه ما أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة من مباركة ترشيح المشير عبد الفتاح السيسى للانتخابات الرئاسية.

ويأمل الكثيرون في أن يخوض السيسي انتخابات الرئاسة حيث يذكرهم بالزعيم المصري والرئيس الراحل جمال عبدالناصر ويرون انه الأحق بقيادة مصر.