يقع جامع الزيتونة، وهو ثاني أكبر مسجد في تونس بعد جامع عقبة بن نافع بالقيروان، في قلب المدينة العتيقة بالعاصمة ويعتبر رمزا دينيا وتاريخيا كبيرا أين ترتفع صومعته لتكون منارة نحو كل الأبواب الرئيسية المؤدية إلى وسط المدينة التي تحمل بدورها تاريخا طويلا بالإضافة إلى واجهته البحرية التي شيدت لأهداف حمائية في سنوات التشييد. وخلال كل المناسبات الدينية ومن بينهما رمضان تقام فيه العديد من الاحتفالات بحضور مشايخه ووجهاء العاصمة المميزين دائما بلباس خاص.

التأسيس

استئناف إقامة صلاة التراويح هذا العام بعد انقطاعها لسنتين – تونس – أخبار  تونس

يحظى الجامع الأكبر أو المعمور (هكذا يسمى في تونس) بقيمة كبيرة "لما يتميز به من متانة البناء وثراء الزخرفة وتناسق عناصره المعمارية، واندماجه من حيث البناء والوظيفة الدينية والعلمية في المحيط الخارجي المكوّن من طرق رئيسة وأسواق".

وفي تعريف وزارة الثقافة التونسية تقول إن تأسيسه يعود إلى "القائد الأموي حسان بن النعمان الغساني فاتح تونس وذلك حوالي سنة (/699م). ثم قام عبيد الله بن الحبحاب والي الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك على افريقية سنة 110 هـ/728 ـ729م بإعادة إعماره"

تقول بعض المصادر إنه شيد على أنقاض بازيليك مسيحية على مساحة حوالي 5000 متر مربع، وله تسعة مداخل ويحتوي على 184 عمودًا قديمًا معظمها من آثار قرطاج التي تقع شماله باتجاه البحر.

بناء المسجد

جامع الزيتونة في تونس.. تعرف بالتفصيل على أقدم جامعة إسلامية | صور و فيديو|  MTAYouth

يأخذ مسجد الزيتونة نمط مساجد قرطبة والقيروان بساحته شبه المنحرفة المؤطرة برواق يعود تاريخه إلى القرن العاشر، لكن بعد حوالي قرنين من تأسيسه، وقعت فيه العديد من الإصلاحات حيث لم يبق من شكله الأول شيء تقريبا تقريبًا لأن المبنى أعيد بناؤه بالكامل في عام 864 في عهد الأمير الأغلبي أبو إبراهيم وبأمر من الخليفة العباسي لبغداد المستعين بالله. كما وقعت فيه تغييرات في مختلف الحقب بعد ذلك إلى بدايات القرن العشرين وحتى بعد عبر ترميم بعض أعمدته وزواياه.

تغطي قاعة الصلاة المستطيلة فيه الشكل (56 مترًا في 24) مساحة 1344 مترًا مربعًا بينما يوجد ما يقرب من 160 عمودًا وتيجانًا قديمة تحدد 15 بلاطة و 6 أساكيب. يتقاطع الصحن الأوسط والصحن المستعرض للجناح ، وهو أعرض من الآخرين (4.80 مترًا بدلاً من 3 أمتار) ، أمام المحراب الذي تسبقه قبة تحمل نقشًا فتنسب أيضا إلى الخليفة العباسي المستعين بالله.

الجامعة

صراع ليّ الذراع يتفاقم بجامع الزيتونة | أخبار تقارير وحوارات | الجزيرة نت

كان المسجد يضم جامعة إسلامية كبيرة ومركزًا سياسيًا دينيًا يتم فيه التفاوض على الاتفاقيات والمعاملات التجارية قبل أن تنتقل تلك الأنشطة إلى الأسواق المجاورة لترك المكان للتعبد والدراسة.

في القرون التالية، وزع العلماء تعاليمهم الدينية والأدبية والعلمية هناك، حيث كان كل شيخ يتكئ على عمود رتبت حوله الحلقة، ويتجمع طلابه في دوائر صغيرة متحدة المركز، وهم الذين يتخرج منهم الأئمة الموكول لهم نشر تعاليم الدين في مناطق البلاد أو في ضواحي العاصمة.