كشف مصدر أمني تونسي أن منفذي الهجوم على متحف باردو تدربا في ليبيا، وهو الهجوم الذي صدم التونسيين والعالم، كونه استهدف جوهرة السياحة في هذا البلد، وخلف مقتل 23 شخصاً بينهم أجانب.
وبشأن هوية المعتدين، قال رئيس الحكومة الحبيب الصيد هما ياسين العبيدي وحاتم الخشناوي، مؤكدا أنّ العبيدي كان محلّ متابعة من الأجهزة الأمنيّة لكن لم يقع التعرّف بعد على المجموعة التي ينتمي إليها.

فبعد أن كانت الأراضي الليبية مجرد معبر نحو سوريا و العراق،و مكاناً للتدريب على السلاح و القتال في أقصى الحالات،أصبحت في الآونة الأخيرة أرضاً للمعارك التي يقاتل فيها الشباب التونسيون و يقتلون.قضى العشرات منهم نحبهم في المدة الأخيرة في المواجهات المباشرة مع قوات الجيش الليبي في بنغازي و المرج و أجدابيا و في العمليات الانتحارية،كان أخرها عملية فندق ” كورينثيا” في العاصمة طرابلس في 28 يناير /كانون الثاني الماضي،التي نفذها عناصر من “داعش” بينهم شاب تونسي يكنى بأبي إبراهيم التونسي،نشر فرع تنظيم الدولة الإسلامية في طرابلس صورة له.

منتصف الشهر الحالي،أعلنت مواقع مقربة من التيار الجهادي الليبي،على شبكات التواصل الاجتماعي،مقتل أحمد الرويسي الجهادي التونسي المتهم باغتيال المعارضان،شكري بلعيد و محمد البراهمي ،في معارك بين قوات “فجر ليبيا” و “تنظيم الدولة الإسلامية – داعش”،دون وجود أي تأكيدات رسمية.

في يناير الماضي،نشر حساب تابع لتنظيم الدولة الإسلامية-ولاية برقة على تويتر،صوراً لشبان تونسيين أسماهم “استشهاديو الخلافة في ملاحم بنغازى” و قال إنهم قتلوا خلال عمليات انتحارية في مدينة بنغازي ،شرقي ليبيا.و هم : أبو إبراهيم التونسي ، أبو أسوة التونسي ،أبو حفص التونسي قام بالعملية الانتحارية التي استهدفت معسكر كتيبة 36 التابع لقوات الصاعقة الليبية، أبو طلحة التونسي منفذ عملية انتحارية على مطار بنينا العسكري ، أبو مسلم التونسي.و منذ إعلان قيام الدولة الإسلامية في مدينة درنة،تحول عدد كبير من التونسيين المتواجدين في ليبيا من تنظيم أنصار الشريعة إلى مبايعة فرع داعش.إذ يرى مراقبون أن تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا أصبح يشهد ضموراً على مستوى التنظيم و الانتشار في مقابل تمدد “داعش” ،خاصة في أعقاب مقتل قائده الزهاوي في يناير الماضي.

و في السياق ذاته،لقي الشاب التونسي، عبد الناصر السعداوي ،المتحدر من بلدة “الورسنية” إحدى ضواحي مدينة بنقردان الحدودية،حتفه في يوليو 2014 الماضي في مدينة درنة شرق ليبيا خلال قصف جوي شنته طائرات الجيش الليبي.و نقلت تقارير أمنية أن ” السعداوي في الثلاثينات من عمره وهو شقيق القيادي في تنظيم أنصار الشريعة التونسي ،نبيل السعداوي الذي تتهمه السلطات التونسية بالضلوع في العملية الإرهابية بالروحية (وسط) سنة 2011.و هو متزوج منذ عام وله ابن رضيع التحق منــذ يونيو 2014 بالأراضي الليبية عبر المنفذ الحدودي رأس جدير ومن ثمة التحق بمعسكر “الوطية” أين تلقى تدريبات عسكرية على استعمال منصات إطـلاق الصـواريخ.”

في المقابل،تمكنت الأجهزة الأمنية التونسية خلال السنة الماضية من تفكيك عشرات الشبكات التي تنشط في مجال استقطاب و تسفير الشباب التونسي إلى بؤر القتال و منها ليبيا.ففي ديسمبر/كانون الأول 2014 الماضي،فككت وحدات مكافحة الإرهاب التونسية،خلية لتجنيد الشباب و تسفيره إلى ليبيا تنشط في مدينة بنقردان الحدودية،و تمكنت من إلقاء القبض على عنصر مغربي الجنسية و تونسيين مختصين في تهريب الأشخاص إلى ليبيا عبر المسالك الصحراوية.و في شهر نوفمبر من نفس العام،تمكنت الوحدات الأمنية بولاية قابس (جنوب شرق) من إيقاف خمسة أشخاص ينتمون إلى شبكة متكونة من سبعة أفراد مختصة في استقطاب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 22 سنة لتسفيرهم إلى ليبيا وسوريا.و في سبتمبر 2013، تمكنت الأجهزة الأمنية التونسية من تفكيك شبكة جهادية، تضم 21 عنصراً، بينهم أجنبي، كانت تعمل على تسفير الشباب التونسي إلى ليبيا قصد الالتحاق بمعسكرات تدريب تشرف عليها مجاميع جهادية هناك.

و في أغسطس 2013،نشر الناشط الليبي ، معاوية الورفلي، على الفيسبوك، مقطعي فيديو لتونسيين احتجزهما السكان المحليون في منطقة درنة وكانا قد خضعا للاستجواب لاحقاً. و يوفر مقطعا الفيديو معلومات مذهلة حول «أنصار الشريعة في ليبيا» وأنشطتها غير المعلنة إلى جانب شبكات التيسير المرتبطة بالحرب في سوريا. ، يرجح أنهما صُوِّرا في أواخر ربيع أو أوائل صيف 2012 الأمر الذي يبرز أن جماعة «أنصار الشريعة في ليبيا» كانت نشطة جداً في تلك المرحلة في تدريب المقاتلين للقتال في سوريا، وفق تقرير نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في وقت سابق.