تركّزت المحادثة التي جمعت صباح اليوم السبت الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بالوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال حول سبل دفع وتطوير العلاقات التونسيّة الجزائرية إلى مستوى استراتيجي يجسد متانة العلاقة التاريخية والأخويّة التي تجمع الشعبين الشقيقين وإلى ما أفضت إليه اللجنة العليا المشتركة للبلدين من نتائج.
وأكّد المرزوقي خلال المحادثة ضرورة الارتقاء بالشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلى مستويات تلبّي طموحات الشعبين ورفع  التنسيق الأمني للتّصدي إلى خطر الارهاب الذي يهدّد استقرار تونس والجزائر والمنطقة عامة، شاكرا القيادة الجزائرية وشعبها على وقوفها إلى جانب تونس خلال السنوات الثلاث الماضية لإنجاح مسارها الانتقالي.
ومن جهته شدّد الوزير الأول الجزائري على ما بلغه التعاون الاقتصادي والتجاري والمهني بين البلدين من تطور هام جدّا تجسّد كذلك في بقيّة مجالات الشراكة الثنائيّة، مبديا تفاؤله بمستقبل أفضل للتعاون الثنائي نظرا للتقارب الكبير بين تونس والجزائر في شتّى المجالات.
وقال بلاغ للرئاسة التونسية أن سلال رفع تحيّات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الحارّة إلى القيادة التونسية وشعبها الشقيق بمناسبة الاحتفال بالمصادقة على الدستور الجديد للبلاد وبمناسبة الاحتفال بالذكرى 56 لأحداث ساقية سيدي يوسف التي تجسّم مدى تلاحم الشعبين الأخوين قائلا في هذا السياق "إن الجزائر تقف مع شقيقتها تونس إلى النهاية"
وبدوره أبرز رئيس الحكومة السيّد مهدي جمعة رغبة البلدين الشقيقين في مزيد الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية في شتّى المجالات على أساس برامج عملية ومزيد تشبيك المصالح لأن المحن التي مرّ بها البلدان كشفت مدى حاجة كل منهما للآخر.
وحضر المحادثة من الجانب الجزائري وزير الخارجية  رمضان العمامرة ووزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي ووزير المالية كريم الجوادي ووزير التجارة  مصطفى بن بادة والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية  مجيد بوقرّة

ويحيي اليوم الشعبان التونسي والجزائري الذكرى56 لأحداث ساقية سيدي يوسف  التي اختلطت فيها الدماء التونسية والجزائرية في ملحمة تاريخية خالدة من ملاحم النضال المشترك من أجل التحرر الوطني وإعلاء كرامة الشعبين ووحدة مصيرهما في التخلّص من الاستعمار الغاشم.

وقالت رئاسة الحكومة التونسية أنها « إذ تخلّد هذه الذكرى فإنّها تهنئ الشعبين التونسي والجزائري الشقيقين خاشعة أمام عظيم التضحيات المشتركة مترحّمة على أرواح شهداء البلدين في أحداث ساقية سيدي يوسف ،التي تدعو لاستحضار كل قيم الأخوّة والتعاون المسطّرة في صفحات التاريخ والتي كرّستها الأجيال المقاومة للاستعمار».

 وأضافت أنها إذ  تؤكّد أن إحياء هذه الذكرىيمثّل حافزا لقيادة الشعبين لمزيد التكامل والتعاون الثنائي المشترك ومجابهة التحديات الراهنة على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي ،حفظا للدرب الذي سلك سبيله الشهداء والمجاهدون ضد الاستعمار ليكون هذا اليوم مناسبة لإبرام عديد الاتفاقيات بين تونس والجزائر الشقيقة في إطار اللجنة  الكبرى المشتركة الذي حال دون مشاركة رئيسا حكومة البلدين في إحياء الذكرى رمزيا في ساقية سيدي يوسف،ليكون إحياؤها عمليا بالمضي قدما في طريق صون عرى الأخوة والجوار يقينا بالمصير الواحد للشعبين.

كما أنّ إحياء الذكرى 56 لأحداث ساقية سيدي يوسف سيكون بمشاركة وفدين رفيعا المستوى من وزراء وشخصيات وطنية من كلا البلدين على الأرض التي سقاها الشهداء بدمائهم الزكية ،سائلين الله تعالى  أن يتغمدّهم برحمته وأن يحفظ تونس والجزائر أبد الدهر» .