انسحبت رئيسة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين نجيبة الحمروني أمس الجمعة من برنامج 'اليوم الثامن' على قناة "التونسية" الفضائية الذي إستضاف خلاله حمزة البلومي، منشط الحصة، عديد الضيوف من بينهم الإعلامي سمير الوافي، مقدم برنامج 'لمن يجرؤ فقط' للحديث عن حلقته الخاصة بالإرهاب و الإرهابيين ,و التي أثارت موجة كبيرة من ردود الفعل في الشارع التونسي و مواصل التّواقع الاجتماعي حيث أتّهم المنشط بمحاولة "تبييض الارهاب" من خلال استظافته لوالد كمال القضقاضي المتهم الرئيسي في اغتيال المعارض شُكري بالعيد و الذي توفي اثناء المواجهات الأخيرة مع قوات الامن في منطقة رواد بضواحي العاصمة ,اضافة الى ضيوف آخرين منهم الشيخ السلفي خميس المجاري الذي رفض وصف بن لادن بالارهابي ,حيث اعترض الكثيرون على تسمية القضقاضي خلال البرنامج بالشّهيد و اعتبروا ذلك اهانة لارواح المناضلين السياسين و ارواح رجال الامن و الجيش الذين قتلوا في عمليات نفّذتها "أنصار الشريعة" المجظرة في تونس ,و الذي ينتمي اليه كمال القضقاضي .

هذا و يذكر أن الاعلامي سمير الوافي كان قد اعتذر على ما ورد في برنامجه للجمهور و الشعب التّونسي بعد ذلك في حصة اذاعية و تعهد امام الهيئة العليا للاتصال السّمعي البصري بعدم اعادة بث الحلقة .

و جاء انسحاب نقيبة الصحفيين نجيبة الحمروني من برنامج البارحة "اليوم الثامن" في حلقته الأولى كما ذكرت في بايانها الصّادر اليوم السبت "رفضا لمحاولة إهانة الصحفيين وإهانة الهيكل النقابي باعتبار أن دعوتي كانت بصفتي رئيسة النقابة الوطنية للصحفيين" التونسيين ولي المشروعية للتحدث في موضوع الإعلام والإرهاب لتوضيح موقف النقابة إثر إصدارها لبيان في الغرض."

مضيفة في نفس البيان :" وانسحبت من البرنامج كذلك رفضا لمحاولة إهانة المرأة التونسية باعتبار أن 6 ضيوف من الذكور وسابعهم مقدم البرنامج كانوا داخل البلاتوه والمرأة الوحيدة المشاركة خارجه! هذا الذنب وكان أقبح منه العذر حين أجابني حمزة البلومي على الهواء أنه لم يجد كرسيا! "

كما علّلت الحمروني  مغادرتها الحصّة بسبب ما اعتبرته أخطاء مهنية في الاعداد حيث قالت في بيانها :" وانسحبت رفضا مني للأخطاء المهنية باعتبار أن من دعاني لم يُوضح لي هذا الطرح وهذا التصور ولم يُعلمني رغم طرحي للسؤال بأسماء وصفات كل ضيوف البرنامج، ورفضا لمحاولة إيهام المواطن بأن هناك ربط خارجي والحال أن ما يفصل بيني وبين البلاتوه ستار"

كما اعترضت النقيبة في بيانها على ما اعتبرته استهدافا لنقابة الصحفيين و المرأة التّونسية حيث أضافت في البيان الذي نشرته على صفحتها الشخصية على الفاسيبوك : نعم يحدث هذا الأمر في وطننا وفي بلاتوهات إعلامنا الخاص... فهل كانت النقابة هي المستهدفة وهي التي لعبت دورها الوطني في محاربة أعداء الحرية والديمقراطية وتحالفات المال والسياسة للهيمنة على الإعلام ؟؟؟ أم أن المرأة القيادية هي المستهدفة وهي التي كانت وستظل شوكة في حلق الرجعية والرجعيين ومُدعي التحضر والتقدمية، فنضعها خلف ستار لتُدلي بدلوها في مشهد مقزز من الفصل بين الجنسين!"

لتختم نجيبة الحمروني بيانها بالقول :" حاول بعض الزميلات والزملاء المحترمين إثنائي عن المغادرة واعتذروا وطلبوا مني العودة واعدين بإيجاد "كرسي" لي داخل البلاتوه، فأجبت أن الأمر أعمق وأخطر وإن لم يكن متعمدا فتلك مصيبة يجب معالجتها بسرعة... وإن كان عمدا فالمصيبة مصيبتان...وبين هذا وذاك... ومع هذا وذاك... هل تشمل صفقة التحكم في الخط التحريري لقناة التونسية ضرب الهياكل المناضلة وتعويضها ببعض دكاكين البطولات الوهمية مع الترويج لفكرة الفصل بين الجنسين... إن كان الأمر كذلك فلا تنسوا أنه "يجب أن تكون الوسيلة التي نستخدمها بنفس نقاء الغاية التي نسعى إليها"... والعكس صحيح."

هذا و يُذكر أن نقابة الصّحفيين كانت قد ندّدت في وقت سابق بما تمّ بثّه في حلقة برنامج "لمن يجرؤ فقط" على قناة التّونسية و الذي يقدّمه الإعلامي سير الوافي حيث أكّدت في بيان لها اليوم الاثنين 10 فبراير 2014 بأنه لا حياد مع الإرهاب والإرهابيين أعداء تونس وأعداء الحرية والديمقراطية، ودعت كافة الصحفيين إلى الحذر في التعاطي مع ملف الإرهاب مشيرة إلى التجاوزات التي أتاها الإعلامي سمير الوافي في برنامج "لمن يجرؤ فقط" حيث سعى، إلى تقديم الإرهابيين في صورة الضحايا مساهما في توجيه الحصة وجهة التبرير للإرهاب في إساءة بالغة إلى عائلات الشهداء وإلى الشعب التونسي.

كما حذّرت النقابة من خطورة تحكم المال السياسي الفاسد في بعض المؤسسات الإعلامية ولهث البعض منها وراء تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة وجلب المستشهرين معتمدين على الإثارة وضاربين عرض الحائط بالضوابط المهنية والأخلاقية في استفزاز مفضوح لمشاعر الشعب التونسي وضرب وحدته في التصدي للإرهاب والإرهابيين.