بمجرّد أن تم الإعلان عن قائمة الحكومة الجديدة التي يترأسها الحبيب الصيد، تضاربت المواقف بين مؤيّد ومشكك و رافض لهذه الحكومة وتشكيلتها الوزارية. الاعتراضات، أو على الأقل المواقف التي لا تبدو مؤيدة للحكومة الجديدة، صدرت عن أكبر حزبين يمكن أن يشكلا معارضة قوية في المستقبل و هما حركة النهضة و الجبهة الشعبية فضلا عن حزب آفاق تونس الذي انسحب سويعات قبل الإعلان عن التشكيلة الجديدة.
حركة النهضة دعت إلى اجتماع لمكتبها السياسي لتباحث التشكيلة الجديدة، و تحديد الموقف من دعمها أو عدم دعمها. القرار سيصدر عقب اجتماع هياكلها، لكن التصريحات التي عبّر عنها بعض قياديي الحركة تؤكد عدم رضاها عن تشكيلة الحبيب الصيد. عبد اللطيف المكي الوزير السابق، قال إن حركة النهضة كانت تنتظر توسيع قاعدة المشاركة في الحكومة لكن هذا لم يحدث، ومثله عبر الناطق الرسمي للحركة زياد العذاري الذي أكد أن التشكيلة لا تلبي انتظارات حركته مع تأكيده على أن القرار النهائي سيصدر بعد اجتماع القيادة. لكن اراء أخرى ترى أن حركة النهضة قد ساهمت في تشكيل الحكومة، و كانت ليها يد طولي خاصة في اختيار وزير الداخلية.
الجبهة تعارض
الجبهة الشعبية التي عبرت من البداية عن أنها ستكون خارج الحكم، عبرت عن اعتراضها الصريح عن الحكومة الجديدة و قال عدد من قياداتها إن الرأي يتجه إلى عدم تأييدها عند تقديمها لنيل الثقة. الجبهة تعترض عن اسم وزير الداخلية و عن اسماء أخرى قيل إن هناك قضايا مرفوعة ضدها. الأمر ذاته أكده زهير المغزاوي الأمين العام لحركة الشعب، و النائب في مجلس نواب الشعب، قال إن حكومة الصيد، تضم رموزا تتعلق بها قضايا فساد وهو ما يعني أن حزبه لن يصوت لفائدة حكومة الصيد. حزب آفاق تونس الذي يرأسه ياسين إبراهيم، و الذي انسحب سويعات قبل إعلان التشكيلة الحكومية قال إن هناك خلافات واسعة مع رئيس الحكومة الجديدة، تتعلق ببرنامج الحكومة و بالأسماء التي تم اختيارها. رغم أن حزب آفاق تونس كان أكثر الأحزاب قربا من النداء و من أهم مساندي حملة ترشيح الباجي قائد السبسي للرئاسة.
اختبار صعب
الساعات القادمة ستكشف إلى أي مدى كانت التصريحات الأولية جدّية، خاصة في رفضها للحكومة الجديدة. و الساعات القادمة ستكشف مدى قدرة الحبيب الصيد على اجتياز اختبار منح الثقة بمعدّل جيّد. الأمر هنا سيعود أولا و أخيرا إلى حركة النهضة. موقفها هو المحدد بالنظر إلى حجم كتلتها النيابية. فإما أنها ستذهب إلى حدّ عدم منح الثقة و هذا سيكون أمرا خطيرا بالنسبة للحكومة الجديدة، التي ستجد نفسها في مواجهة معارضة قوية تتشكل من النهضة و الجبهة و آفاق تونس فضلا عن أحزاب أخرى عبرت عن معارضتها الصريحة لحكومة النداء. سيكون على رئيس الحكومة الجديد ومن ورائه حركة نداء تونس، أن يجد الخلطة السحرية التي تضمن له السير بين كل هذه الأشواك دون أن يجني الجراح .