كيف ستكون تونس بعد العملية الارهابية الشرسة التي أوقعت 22 قتيلا؟ إنه سؤال يطرحه التونسيين ليس بدرجة أقل من الجيران والمتابعين. فالمنظومة الأمنية في هذا البلد لا بد لها من مراجعات لتفادي الثغرات التي مر منها الارهابيون وقاموا بعمليتهم الاجرامية والتي تبنتها داعش.رئيس الجمهورية التونسي، الباجي قائد السبسي، صرح في خطاب تلفزي يوم الجمعة الفارط بمناسبة عيد الاستقلال أن "التحدي الأول اليوم هو تحدي امني، وأن تونس عليها ان تربح الحرب ضد الارهاب".

وكان يوم الاربعاء قد شهد اقتحام مسلحين، هما ياسين العبيدي وجابر الخشناوي لفضاء متحف باردو واطلاق النار بصفة عشوائية على السياح النازلين متجهين بالحافلات الى المتحف الذي يعد أحد أهم الوجهات السياحية في تونس وفي شمال افريقيا عموما.
وقد سقط في هذه العملية أكثر من 20 قتيل منهم 3 فرنسيين، إلى جانب أمني تونس، وهي أول عملية يتبناها تنظيم داعش فوق التراب التونسي، كما أنها أول عملية تستهدف أجانب في تونس منذ سنة 2011 تاريخ قلب نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

ما يثير التساؤلات بحدة في هذه العملية هو أن المتحف يقع في منطقة تعد من الناحية الأمنية من اكثر المناطق ذات الحضور الأمني، اذ انه قريب من عدد من الثكنات علاوة على ان المتحف يحاذي مقر البرلمان التونسي كأحد أبرز المؤسسات السيادية والتي من المفترض أن تحظى بحراسة امنية مشددة.وبينما صرح وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي بأن "الوحدات الأمنية أنقذت الموقف من كارثة كبرى، إذ ان المتحف كان لحظة وقوع العملية تحتوي على 300 زائر" في حين يعترف رئيس حكومته أن" المنظومة الأمنية في تونس فيها العديد من الثغرات".

في أفق تونس اليوم الكثير من التحديات، من بينها شبح داعش الذي ظل يقترب حتى وصوله إلى ليبيا ثم هاهو يتبنى عملية في عمق الدولة التونسية. ولا ينبغي بأية حال أن ينسى المسؤولون عن الأمن في تونس أن مئات التونسيين هم جزء لا تجزأ من عمليات داعش في العراق وسوريا وليبيا وأنهم متدربون ولهم اتصالات ولا شك بأتباع وأنصار في داخل التراب التونسي بفضل التكنولوجيا الحديثة. وجميع هؤلاء "قنابل موقوتة"، وها أن تحقيقات الوزارة الداخلية التونسية توصلت إلى أن مرتكبي جريمة باردو قد تدربوا على استعمال السلاح في ليبيا.