القصرين - الأناضول

لم يزر أي من المرشحين للانتخابات الرئاسية التونسية القرى المحيطة بمنطقة جبل الشعانبي (غرب قرب الحدود مع الجزائر) في الوقت الذي افتك الجبل منهم من قبل العناصر المسلحة المتمركزة فيه منذ حوالي ثلاث سنوات.

وبشكل عام، أطلق أغلب مرشحي الرئاسة الـ27 خلال الحملة الانتخابية وعودا بـ"القضاء" على الإرهاب في الشعانبي وتنمية المناطق الحدودية بوجه عام. وأعادت هذه الوعود بشان مقاومة الإرهاب ما ينتظره المواطنين بشأن تنمية منطقتهم وعودتهم لاستغال ثرواتها ورعي شياهههم خاصة في ضوء تأثرهم المباشر بالحرب المعلنة على الجماعات الإرهابية بجبال محافظات تونس الغربية التي استوطن جبالها مسلحون لا يزالون من حين إلى آخر يعلنون عن وجودهم بهجمات ضد الوحدات العسكرية والأمنية.

قرية "بولعابة" التي تبدو جزءا من جبل الشعانبي تمتد على سفوحه الشمالية وتمثل الحد الذي يبدأ منه جبل سمامة أحد أضلاع "مثلث الرعب" بمحافظة القصرين، حيث يشهد مواجهات بين الأمن والمسلحين، لا تزال تعيش ومتساكنوها على وقع العمليات العسكرية منذ صائفة 2013 إن لم يكن قبل ذلك.

لا تبعد القرية إلا حوالي نصف كيلومتر عن الطريق الرئيسية التي تؤدي إلى غرب محافظة القصرين نحو المناطق الحدودية والقرى المتاخمة لجبل الشعانبي.

الدخول إلى القرية يمرّ عبر دورية قارّة لوحدات الحرس الوطني تقوم بمراقبة السيارات القادمة من جميع الاتجاهات، وغير بعيد عن القرية وفي المرتفعات الفاصلة بين القرية وجبل الشعانبي تمركزت وحدت الجيش الوطني المكلفة بمراقبة الجبل.

ووفقا لعدد من متساكني القرية تحدثوا مع الاناضول، فإنه والى حدود نهاية الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية الرئاسية لم تطأ قدم أحد من المترشحين القرية ولا حتى بعض المكلفين بالدعاية للمرشحين رغم أن القرية لا تبعد أكثر من 6 كيلومترات عن مركز محافظة القصرين والوصول إليها أمرا سهلا.

أيمن قاهري، احد متساكني القرية قال للاناضول: " الى حدود يوم الجمعة 14 نوفمبر لم يزر المنطقة ولو مرشح واحد وهو ما عكس حالة من اللامبالاة لدى أغلب المتساكنين بالحملات الانتخابية الذين يتابعونها فقط عبر شاشات التلفزيون".

وتابع " بعض مواكب المترشحين تمر بالقرب من القرية ولا أحد كلّف نفسه بزيارة القرية والحديث لاهلها" معربا عن اعتقاده بأن المرشحين للانتخابات الرئاسية لا يولون أهمية للتجمعات الصغيرة بحكم ضعف وزنها الانتخابي. أيمن القاهري يقول " شخصيا لا أعتقد أن الرئيس القادم مهما كان يمتلك الحلول السحرية لمشاكل الأمن والإرهاب وزد عليها الفقر والبطالة ولكن الأمل معقود عندي في رئيس يكون قادرا على تحقيق الأمن والاستقرار شريطة أن لا يكون من المنظومة السابقة".

ولا تختلف قرية "بولعابة" عن باقي المناطق القريبة والمتاخمة للجبال الممتدة بالمحافظة حيث يعزف أغلب المرشحين عن سلك الطرقات التي تكون عادة غير معبدة.

المرشح الوحيد الذي غامر بالتوغل في مناطق ريفية وصعبة في تخوم الشعانبي، هو المرشح الهاشمي الحامدي الذي قامت حملته الانتخابية على استمالة الشرائح الشعبية المفقرة والمنسية.

وفي اطلالة تلفزيونية على احدى القنوات الخاصة، قال المرشح الرئاسي محمد الهاشمي الحامدي أن أول قرار سيتخذه هو المبيت لثلاث ليالي مع وحدات الجيش الوطني المرابطة بجبل الشعانبي والاطلاع على اوضاعهم ومساندتهم موضوعا بدا محل تندر لدى كثير من المواطنين.

المنذر الزنايدي، المرشح المستقل وآخر وزير صحة في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، نشرت ادارة حملته الانتخابية الأسبوع الماضي صورا قالت إن الزنايدي انتقل إلى جبل الشعانبي حيث التقي وحدات الجيش والحرس الوطني المرابطة بالشعانبي، غير ان وزارة الدفاع أصدرت بعدها بلاغا نفت فيه ان يكون المرشح المذكور زار وحدات الجيش وأكدت أن جبل الشعانبي منطقة عسكرية مغلقة والدخول إليها يتطلب ترخيصا مسبقا. وأضاف بلاغ الوزارة إن الأشخاص الذين ظهروا مع الزنايدي في الصور "ليسوا بعسكريين".