كشف البروفيسور بيتر نويمان مدير المركز الدولي لدراسة التطرف بكينغز كولدج في لندن والخبير في شؤون الإرهاب وجود ما يزيد على 12 ألف مقاتل من 74 دولة للقتال في صفوف المعارضة السورية منهم ما بين 60 بالمئة إلى 70 بالمئة من الشرق الأوسط ونحو 20 بالمئة إلى 25 بالمئة من دول غربية.

وقال نويمان إن تونس أرسلت أكبر عدد من المقاتلين الأجانب إلى سوريا، حيث بلغ عددهم 3000 مقاتل، أما المملكة العربية السعودية فقدَّمت تقديرين (1200 مقاتل و2500 مقاتل سعودي)، في حين جاء من كل من المغرب والأردن نحو 1500 مقاتل رغم أن كثيرًا من الأردنيين لهم صلات قبلية في سوريا.

وبالنسبة إلى الدول الغربية فقد جاء 700 مقاتل من فرنسا وأكثر من 500 من بريطانيا و400 من ألمانيا و300 من بلجيكا و100 من الولايات المتحدة بحسب تقديراته.

ويُقدِّم نويمان خدماته الاستشارية لمجلس الأمن الدولي قبل قمته في الرابع والعشرين من سبتمبر التي يترأسها باراك أوباما بشأن المقاتلين الأجانب والتهديد الذي يمثلونه.

وأضاف نويمان قائلا: “إن الصراع السوري أطلق أكبر حملات حشد للمقاتلين الأجانب منذ حرب الثمانينات في أفغانستان ضد الاحتلال السوفياتي التي شارك فيها نحو عشرين ألف مقاتل أجنبي على مدار عقد”.

يشار إلى أن مركز “بوي” للأبحاث نشر تقريرا، مؤخرا، تناقلته وسائل الإعلام، أكد فيه تصدر روسيا للدول غير الإسلامية، التي يفد منها جهاديون للقتال في سوريا، بنحو 800 مقاتل، فيما تصدرت تونس الدول العربية والإسلامية، بنحو 3 آلاف مقاتل، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة عن أسباب ذلك، وعن امكانية أن تجند الاستخبارات الروسية بعضهم لصالحها.

وعلى الرغم من أن الجهاديين يفدون من دول أوروبية، ومن الولايات المتحدة، إلا أن تركزهم من روسيا وتونس، حيث الأولى طرف في النزاع إلى جانب النظام، والثانية شهدت ربيعا سلميا، وتسير في طريق التحول من نظام الاستبداد السابق إلى نظام ديمقراطي، أثار مزيدا من التساؤلات.