في شهادة أرادها للتاريخ وللرأي العام التونسي، قال عز الدين الحزقي، وهو مناضل سياسي تونسي، ولد بمحافظة صفاقس في أربعينات القرن الماضي وعضو مؤسس لحركة آفاق اليسارية سابقا وكذلك هو ناشط في المجتمع المدني ضمن حركة دستورنا"، إن بدايات التوتر بين المرزوقي والرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بدأت منذ المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان، الذي إلتأم بالعاصمة النمساوية فيانا في التسعينات. وأضاف أن موضوع المؤتمر الأساسي الذي تمت مناقشته آنذاك هو مقترح "كوشنار" حول"حق التدخل الإنساني" مبينا أن المرزوقي وبعض الحقوقيين، وهم قلة، كانوا قد ساندوا نداء "كوشنار" حول واجب التدخل الإنساني.

وأكد عز الدين الحزقي في رسالة وجهها إلى الرأي العام التونسي، أنه زار المرزوقي بمنزله بسوسة سنة 2005 وكان برفقته عضو حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ووزير التجارة في حكومة الترويكا عبد الوهاب معطر فوجده غاضبا من عبد الرؤوف العيادي( رفيق المرزوقي ومؤسس حركة وفاء المنشقة عن المؤتمر ومترشح رئاسي سابق) على خلفية مشاركة هذا الأخير مع "الخوانجية" كما نطقها المرزوقي وقتها في إضراب الجوع الشهير بتاريخ 18 أكتوبر 2005 وفق كلامه.

وأوضح الحزقي أن المرزوقي كان ضد تأسيس جبهة 18 أكتوبر 2005 ( جبهة جمعت المعارضة من يمين ويسار ووسطيين ضد نظام بن علي). وتابع في الأثناء بقوله إنه وفي خلوة جمعته بالمرزوقي، اقترح عليه هذا الأخير تكوين خلية مسلحة بمحافظة صفاقس. وأضاف أنه رفض مقترح المرزوقي الذي أجابه بغضب بأن بن علي راحل لا محالة وأن خلافه معه يتمثل في التركة التي سيخلفها له بعد رحيله.

وبين الحزقي أنه حينها فقط أدرك أن معارضة المرزوقي لبن علي تتمحور أساسا حول قصر قرطاج وكرسي الحكم وليس حول خيارات سياسية أو اجتماعية ولا هي من باب السيادة الوطنية لتونس أو من باب الدفاع عن شعبها حسب ما جاء في كلامه.