تظاهرتان عاشتهما تونس يوم امس الثامن عشر من جانفي الذي يصادف احياء الذكرى الرابعة والستين لاندلاع شرارة الثورة التونسية ضد الاحتلال الفرنسي، الاولى شهدتها العاصمة التونسية في احتفالية نظمها الحزب الدستوري الجديد بوحضرها  السياسي المخضرم حامد القروي  زعيم ما بات يعرف في تونس بالحركة الدستورية  و عديد الشخصيات الدستورية والزعامات التي تحملت مسؤوليات مهمة في عهدي بورقيبة وبن علي و قد ألقى  حامد القروي  كلمة دعا فيها الى لم شمل العائلات الدستورية  واعلن ان  الحركة الدستورية مستعدة  للدخول بدون شروط مسبقة  في حوار دستوري تشارك فيه كل قيادات الأحزاب الدستورية وبرئاسة شخصية دستورية، يتم الاتفاق عليها لايجاد وفاق دستوري»من أجل لمّ شمل الدساترة في حزب واحد موحد، حزب يجسم الوحدة الدستورية ويفرض وجوده ومساهمته الفعلية في مشهد سياسي تعددي تصب جميع مكوناته في مصلحة الوطن وفق القروي .
وفي مدينتي المنستير وسوسة الساحليتين ولنفس المناسبة كان الباجي قايد السبسي زعيم حركة نداء تونس ورئيس الوزراء السابق يخاطب انصاره وسط حضور جماهيري مذكرا بتاريخ الحركة الوطنية ودور الحزب الدستوري فيها وخاصة عن ذكرى أحداث 18 جانفي 1952 التي كانت من المحطات الهامة في المسيرة النضالية للشعب التونسي ضد القوى الاستعمارية الغاشمة متحديا كل وسائل العنف والترهيب وقال السبسي ان الاستقلال لم يأت من المريخ بل هناك أناس ناضلوا من أجله ونحن نحتفل بهذا اليوم ونرفع رؤوسنا من أجله، تونس بناها مناضلون دستوريون ونقابيون بقيادة حشاد ومن بعده ولذلك نجحنا .
ووجه السبسي جملة من الرسائل الى عديد الاطراف من بينها الحركة الدستورية بالقول  قد نختلف مع إخوتنا الدساترة وهم شركاؤنا وسنتعامل معهم ولكن أقول لهم لا أحد وريث لبورقيبة، كلنا من تلاميذ المدرسة البورقيبية  مضيفا الذين يتحدثون اليوم عن الهوية أقول لهم هناك 4 مدارس في تونس: المدرسة الصادقية والمدرسة الزيتونية والمدرسة الخلدونية والمدرسة البورقيبية وكفى .
ويأتي هذا الحراك في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية التونسية اتصالات محمومة بين مسؤولين وقيادات سابقين تحملوا عديد المسؤوليات في عهدي بورقيبة وبن علي في محاولة لتوحيد صف الدستوريين الذين بدأو يلقون قبولا من الشارع التونسي ومن الاحزاب السياسية ومن بينها حركة النهضة التي تلقت عديد الرسائل المطمئنة من هذه الاحزاب .