عرفت تونس منذ "ثورة 14 يناير" 2011 عددا كبيرا من الأعمال الإرهابية التي استهدفت عناصر الأمن و الجيش و المدنيين ورجال السياسة. وبدأت هذه العمليات الإرهابية تحديدا منذ يوم 18 مايو/أيار 2011 في منطقة الروحية من ولاية سليانة شمال البلاد عن مقتل عدد كبير في صفوف الجيش الوطني التونسي و جرح آخرين.

ففي تصريح صحفي يوم 19 إبريل/نيسان الماضي  أفاد الناطق الرسمي لوزارة الدفاع الوطني توفيق الرحموني أن عدد العسكريين الذين استشهدوا جرّاء الاعمال الإرهابية قد وصل إلى 31 عسكري و جرح 120 عسكري آخرين على حدّ قوله. وينضاف إليهم إلجنديين الذين قتلا أمس الجمعة 23 مايوم/أيار 2014 ليصير العدد 33 وأكثر من 123 جريحا .

وكان المقدّم الطاهر العياري والرقيب الأول وليد الحاجي هما أوّل عسكريين تونسيين استشعدا يوم 18 مايو/أيار 2011 اثر تبادل إطلاق نار في منطقة الروحية بولاية سليانة مع عناصر منتمية لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي.

وقال الناطق الرسمي توفيق الرحموني أن الجماعات الإرهابية تعتمد أسلوب المباغتة في تنفيذ عملياتها مشدّدا على أن وحدات الجيش التونسي متدربة على الحرب مع الجماعات المسلحة العشوائية في إطار التدريبات العسكرية منذ سنين طوال. وبين الرحموني أن عددا كبير من الجنود قد استشهدوا في تفجيرات الألغام التي زرعها الإرهابيون في الشعانبي،  مشيرا الى صعوبة التعامل مع الألغام الغير تقليدية لان أجهزة الرصد لا يمكن لها ان ترصدها كلها وفق قوله. وأشار الناطق الرحموني  الى ان الجماعات الإرهابية تملك في صفوفها إرهابيين لهم الخبرة الكافية في صنع الألغام.

وتنوعت العمليات الإرهابية التي استشهد خلالها جنود الجيش الوطني حيث اعتمد الإرهابيون عمليات متنوعة تجسدت في زرع ألغام في جبل الشعانبي من ولاية القصرين وذبح جنود و نصب كمائن وعمليات تبادل اطلاق نار. 

أما عن الإرهابيين الذين يتحصّنون بجبل الشعانبي والجبال المحاذية له،  قال الرحموني بأنه لا يمكن لوزارة الدفاع حصر أعدادهم نظرا لتحوّلهم ما بين الأراضي التونسية الأراضي الجزائرية .هذا ويذكر أن تونس عرفت طيلة الثلاثة سنوات الأخيرة عمليات إرهابية كثيرة تنوّعت بين التفجير و الاغتيال والكمائن، لعلّ أبرزها هي ذبح ثمانية جنود في جبل الشعانبي أواخر يوليو من العام الماضي، وعملتي إغتيال سياسي إستهدفت الأولى المعارض و القيادي بالجبهة الشّعبية شكري بالعيد في 6 فبراير 2013 و الثانية إستهدفت المعارض و النائب بالمجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي في 25 يوليو من نفس العام .


** كرونولوجيا لأهم العمليات الإرهابية في تونس منذ يناير 2011


18مايو/أيار 2011 :مجموعة جهادية مسلحة تتبادل اطلاق النار بمنطقة " الروحية" على بعد 200 كلم شمال غرب تونس العاصمة، أدى الى مقتل عنصرين من الجيش التونسي،  هما العقيد الطاهر العياري والرقيب وليد الحاجي، و المسلحين الثلاثة قُتل اثنان منهم وبقي الثالث في حالة فرار،  يحملون كلهم الجنسية التونسية، و كشفت تحريات الامن التونسي  أن القتيل الأول يدعى عبد الوهاب بن حميد، من مواليد سنة 1964،  وكان قد انضم إلى السلفية الجهادية منذ سنوات،  عندما توجه إلى أفغانستان ثم العراق قبل أن يتلقى تدريبات ويستقر بالجزائر، وقد تسلل إلى تونس فيما يعرف بـ"أحداث سليمان" أواخر سنة 2006 وغادر تونس وبقي من بين المبحوث عنهم. أما القتيل الثاني فهو سفيان بن عمر، مولود بألمانيا سنة 1978،  وكان قد توجه بدوره إلى أفغانستان ومنها إلى الجزائر،  ثم تسلل الى تونس من جديد.

12 أيلول/سبتمبر 2012: هاجمت عناصر من حركة "أنصار الشريعة" وبعض المنتمين للتيار الإسلامي السفارة الأمريكية رداً على الفيديو المعادي للإسلام تحت عنوان "براءة المسلمين"؛ وقد قُتل العديد من المواطنين التونسيين وأُصيب العديد من الآخرين جراء أعمال العنف، كما أدى الهجوم الى حرق المدرسة الأمريكية بتونس.

10 ديسمبر/كانون الاول 2012: مواجهات مسلحة في مدينة درناية التابعة لمحافظة القصرين جنوب غرب العاصمة التونسية على حدود الجزائر بين أفراد من الجيش التونسي ومن الحرس الوطني من جهة،  وأربعة عناصر مسلحة من جهة أخرى أسفرت عن استشهاد الضابط في جهاز الحرس الوطني التونسي، الوكيل أول أنيس الجلاصي

18 ديسمبر/كانون الأول 2012: مداهمة أمنية في دوار هيشر من ولاية منوبة تسفر عن وفاة امرأة وايقاف عناصر مشبوهة بادرت باطلاق النار على أعوان الامن  وحجز كمية من الاسلحة والذخيرة.

حريق يأتي على كل محتويات مقام الولي الصالح سيدى بوسعيد الباجي تواصلا لسلسلة من الاعتداءات على مقامات الاولياء والزوايا في تونس والكشف عن عناصر عصابة  والعثور على كمية هامة من الاسلحة داخل مستودعين بمدينة مدنين.

30ديسمبر/كانون الاول 2012: قوات الامن التونسية تداهم منزلا بحي "دوار هيشر" غرب العاصمة تونس و تدخل في مواجهة مسلحة مع أحد العناصر الجهادية تنتهي بسقوطه جريحا و سقوط زوجته قتيلة برصاص الامن، و حجز أسلحة في منزل مجاور و ايقاف عدد من العناصر المتورطة في العملية.

6 فبراير 2013: اغتيال المعارض السياسي اليساري و القيادي بالجبهة الشعبية شكري بالعيد أمام بيته صباحا في ضواحي العاصمة تونس .

8 مايو/أيار 2013: قال وزير الداخلية لطفي بن جدو أنه تم إيقاف عنصرين من كتيبة عقبة بن نافع. وقال أن اجمالي المعتقلين يبلغ 37 لحد ذلك اليوم وينتمون لكتيبة عقبة بن نافع ولهم ولاء للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

17 ماىو/أيار 2013:  وزارة الداخلية تقرر منع تنظيم ملتقى أنصار الشريعة بمدينةالقيروان المبرمج ليوم 19 ماى 2013

19 ماىو/أيار 2013 :  مواجهات عنيفة بين قوات الامن ومجموعات من انصار الشريعة بحي التضامن من ولاية اريانة تخلف قتيلا وعددا من الجرحى

31 مايو/أيار 2013: عقد المتحدث الرسمي بإسم وزارة الداخلية مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن القائمة الإسمية للمتورطين في أحداث جبل الشعانبي مرفوقة بصورهم من بينهم زعيم أنصار الشريعة في تونس سيف الله بن حسين الملقّب بأبو عياض وكمال القضقاضي المتهم الرئيس باغتيال السياسي شكري بلعيد،  إضافة إلى جزائريين وصرّح أيضا أن الوزارة أوقفت 45 شخصا لحد ذلك اليوم لهم علاقة بالأحداث وأنها تنسّق مع الجانب الجزائري.

1 يونيو 2013: انفجر لغم في 1 يونيو على شاحنة عسكرية من نوع هامر.

6 يونيو 2013: مع السابعة صباحا بتوقيت تونس أدى لغم مزروع في طريق يستعملها المدنيون والعسكريون في منطقة تبعد 7 كيلومتر عن مدخل مدينة القصرين إلى انفجار عربة عسكرية مما تسبب في مقتل عسكريين وإصابة عسكريَين آخرين..

24 يونيو 2013: القوات الخاصة للجيش التونسي اكتشفت نفقا في جبل الشعانبي طوله 10 كيلومترات. وبعد أن توغلت فيه عشرات الأمتار عثرت على أثار تدل على استعماله حديثا..

25 يوليو 2013: اغتيال المعارض القومي و النائب بالمجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي أما بيته في رمضان و في ذكرى تاريخ عيد الجمهورية .

29 يوليو 2013: قامت مجموعات مسلحة بقتل 8 جنود في كمين و منهم إثنين ماتا مذبوحين.

2 أغسطس/آب 2013: بدأ الجيش التونسي بعمليات واسعة النطاق في جبل الشعانبي بقصف بالمدفعية و الطائرات لمدة تجاوزت أكثر من ثلاثة أيام.

4 أغسطس/آب 2013: توفي جندي تونسي و جرح 7 أخرين بعد تفجر لغم بينما هم على إحدى الدبابات. و  ذكرت مصادر أمنية جزائرية أن قوات الجيش الجزائري قضت على 3 إرهابيين تونسيين على مستوى ولاية تبسة الحدودية مع تونس مشيرة إلى أنّ المسلحين المقضى عليهم فرّوا من القصف الذي تشنه القوات التونسية على معاقل الجماعات المسلحة بجبال الشعانبي .

5 أغسطس/آب 2013: وفاة جندي ثاني متأثر بجراحه بعد إنفجار لغم يوم 4 أغسطس بينما هو على إحدى الدبابات.

7 أغسطس/آب 2013: القبض في منطقة أولاد مسعود على إرهابي متسلل من جبل الشعانبي وبحوزته كلاشينكوف وذخيرة.

9 أغسطس/آب 2013: القبض على 3 إرهابيين في حي الزهور بالقصرين وذلك عقب معلومات من الشخص المقبوض عليه في 7 أغسطس

11 أغسطس/آب 2013: قصف الجيش التونسي جبل سمامة بالمدفعية الثقيلة للاشتباه في تسلل إرهابيين إليه. وجبل سمامة هو جزء من سلسلة جبل الشعانبي. وأدى القصف إلى مقتل ثلاثة مسلحين.

17 أكتوبر/تشرين الأول 2013:  مقتل عوني حرس وطني واصابة ثالث خلال مواجهة مع مجموعة ارهابية مسلحة بمنطقة قبلاط من ولاية باجة

23 أكتوبر/تشرين الأول 2013: مقتل ستة أعوان من الحرس الوطني واصابة اثنين اخرين بجروح خطيرة  ومقتل ارهابيين في مواجهة مسلحة بين فرقة من الحرس الوطني ومجموعة ارهابية مسلحة بمنطقة الونايسية من معتمدية سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد مقتل عون أمن واصابة اخر بمنزل بورقيبة من ولاية بنزرت خلال تعرض دورية للشرطة الى اطلاق نار من سيارة على متنها أربعة ارهابيين منتمين للتيار السلفي

30 أكتوبر/تشرين الأول 2013:  عملية انتحارية بحزام ناسف بشاطى بجهة بوجعفر بمدينة سوسة  لم تسفر عن وقوع ضحايا باستثناء هلاك منفذ العمليةالوحدات الامنية المختصة تحبط عملية تفجير بروضة آل بورقيبة بالمنستير من طرف عنصر ارهابي القاء القبض على ستة عناصر ارهابية لها علاقة مباشرة  بالعمليتين الارهابيتين بولايتي سوسة والمنستير

12 نوفمبر/تشرين الثاني 2013: مواجهات بين وحدات من الحرس الوطني ومجموعة ارهابية متحصنة باحد المنازل في جهة النقة بمدينة قبلي ايقاف ثمانية عناصر من المجموعة بعد القضاء على احد عناصرها وضبط 5 سيارات وقنبلة يدوية وشاحنة بصدد التحضير لتفخيخها

2ديسمبر/كانون الأول 2013 :  وفاة نقيب وجرح وكيل بالجيش الوطني في انفجار لغم بمنطقة العمليات العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي من ولاية القصرين

14 فبراير 2014 : مقتل عونيين من الحرس وطني و عون سجون و اصلاح و مواطن عادي عامل بمقهى اضافة الى اصابة 4 اعوان اخرين خلال كمين نصبته مجموعة ارهابية متكونة من 4 عناصر بمنطقة أولاد مناع بلاريجيا من محافظة جندوبة.

17 مارس/آذار2014: قوات مكافحة الارهاب تقضي على 3 عناصر ارهابية خلال عملية محاصرة منزلهم في حي عزيز بمحافظة  جندوبة،  وقع خلالها جرح عوني أمن خلال العملية.

11 إبريل/نيسان 2014: أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع توفيق الرحموني في تصريحات إعلامية أن لغما انفجر في مدخل محمية الشعانبي على الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم الجمعة 11 إبريل/نيسان 2014 اثر مرور جرار فلاحي فوقه وهو ما تسبب في إصابة الفلاح بجروحكما أوضح الرحموني أن الوحدات العسكرية تدخلت لبحث الأمر بعد انفجار اللغم وقامت بنقل الفلاح وفي طريق عودتها حادت الناقلة التابعة للجيش عن مسارها وهو ما أدى الى اصابة 3 عسكريين بجروح وقد تم نقل المصابين للمستشفى الجهوي بالقصرين لتلقي الاسعافات اللازمة.

12 إبريل/نيسان 2014: أصيب مواطن تونسي،  اليوم الجمعة،  جراء انفجار لغم أرضي في منطقة الشعانبي في محافظة القصرين،  غربي تونس.

19 إبريل /نيسان 2014: أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية توفيق رحموني أن لغما أرضيا انفجر داخل المنطقة العسكرية المغلقة في جبل الشعانبي عند الحدود الجزائرية أثناء عمليات تمشيط  ما أدى إلى مقتل سائق آلية عسكرية وإصابة آخر.

14 مايو/أيار 2014: إنفجار لغم ارضي بالمنطقة العكسرية المغلقة بجبل الشعانبي بمحافظة القصرين وسطة غربي البلاد  و إصابة عنصرين من الجيش التونسي

23 مايو/أيار 214: مقتل عسكريين وأصابة 5 آخرين بجروح،  في منطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين (غرب تونس) جراء إنفجار لغم.


** أنصار الشريعة المتهّم الأبرز:

تعتبر"أنصار الشريعة" حسب وزارة الدّاخلية التونسية المسؤول الأوّل عن هذه الأحداث وقد صنفت هذه المجموعة الغير مرخص لها العمل منذ تأسيسها كتنظيم إرهابي محضور من قبل الحكومة التونسية في قرار أتخذ من قبل وزير الدّاخلية التونسي في حكومة الترويكا الأولى علي لعريض اللذي أكّد في المؤتمر الصحفي اللذي عقد في 27 أغسطس/آب 2013 في مقر الحكومة بالقصبة عن ارتباط هذه المجموعة بتنظيم القاعدة وتورطها في اغتيال السياسيين التونسيين البراهمي و بالعيد وضلوعها في العمليات الارهابية في الشعانبي وغيرها وادخال وتخزين الاسلحة.

وكان أول ظهور عملي لهذا التيار بعد الثورة في شهر ماي 2011 في ملتقي أنصار الشريعة الذي ضم اغلب الطيف الجهادي التونسي و الذي انتظم تحت شعار "اسمعوا منا و لا تسمعوا عنا " وأعقبته ندوة صحفية بجهة وادي الليل بحضور القيادات الجهادية كسيف الله بن حسين(أبو عياض)، مؤسس تجمع الجهاديين التونسيين في جلال أباد سنة 2000 و تلميذ "أبو قتادة "الفلسطيني و أبو أيوب التونسي احد القيادات الشابة إلى جانب القيادة الشرعية ممثلا في الشيخ الخطيب الإدريسي السجين السابق على خلفية أحداث الضاحية الجنوبية و قد رفض أصحاب الملتقي التقدم بطلب تأشيرة العمل القانوني معتبرين أنهم لن يطلبوا التأشيرة إلا من الله.

و كانت وزارة الخارجية الامريكية قد وضعت في 10 يناير الماضي، جماعة أنصار الشريعة بتونس و زعيمها أبو عياض على لائحة الارهاب، بحسب بيان صادر عن السفارة الامريكية بتونس، و أضاف البيان ان وزارة الخارجية الامريكية صنفت يوم 10 يناير عام 2014،  أنصار الشريعة في تونس،  جنبا إلى جنب مع اثنين من مجموعات منفصلة في ليبيا باعتبارها منظمة إرهابية أجنبية . بالإضافة إلى ذلك،  صنفت وزارة الخارجية أيضا سيف الله بن حسين،  زعيم جماعة أنصار الشريعة،  المعروف باسم "أبو عياض " إرهابيا عالميا" .و أضاف البيان أن هذه التصنيفات تعكس تصميم الولايات المتحدة الحط من قدرة هذه المنظمات والأفراد لارتكاب أعمال عنف بقطع تدفقاتها المالية،  وتشمل عواقب هذه التصنيفات حظرا على توفير الدعم المادي أو الموارد أو الانخراط في معاملات مع هذه الجماعات والأفراد.

و كانت صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية قد كشفت قبل ذلك بيوم، عن أن واشنطن تعتزم  ادراج ثلاثة من فروع جماعة «انصار الشريعة» في شمال افريقيا على لائحة المنظمات الارهابية و أبرز الفروع أنصار الشريعة ببنغازي بزعامة الجهادي الليبي ابو سفيان بن قمو وذلك للاشتباه بضلوع بن قمو،  المعتقل السابق في غوانتانامو بالهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي والذي ادى الى مقتل السفير الاميركي كريس ستيفنز في ايلول (سبتمبر) 2012.

وأشارت الصحيفة الى ان الفروع الثلاثة للجماعة متمركزة في درنة وبنغازي وفي تونس. ونقلت عن مسؤولين مضطلعين ان الاجراء المذكور سيطاول الليبيين: بن قمو واحمد ابو ختالة زعيم جماعة أنصار الشريعة بدرنة شرق ليبيا والتونسي سيف الله بن حسين (ابو عياض)أمير انصار الشريعة بتونس . ويؤدي هذا الإجراء الى الضغط على المجموعة وقطع الدعم عن نشاطاتها من خلال تجميد أموالها وأموال قادتها ومنع الشركات والمواطنين الاميركيين من التعامل معهم.وأكد شهود لمسؤولين اميركيين ان عناصر بن قمو قطعوا المسافة الطويلة من درنة الى بنغازي قبل هجوم على القنصلية. وسعى مسؤولون اميركيون الى القبض على ابو ختالة في بنغازي غير انهم تخلوا عن ذلك خشية ان يثير الامر اضطرابات ويزعزع استقرار الحكومة الليبية.كما أفادت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين يسعون كذلك لمعرفة ما اذا كان اي من مهاجمي القنصلية ضالعاً في قتل المدرس الاميركي روني سميث بالرصاص الشهر الماضي في بنغازي.

و قال الدكتور أعلية العلاني الأستاذ الجامعي و الخبير الدولي في الجماعات الإسلامية والإرهابية،  في حوار خاص مع "بوابة إفريقيا الإخبارية"، نشر سابقا، أن أمريكا صنفت تيار أنصار الشريعة في تونس و ليبيا كتيار إرهابي لمحاصرته ومنعه من تهديد الاستقرار والتيارات الليبرالية في البلدين إضافة الى توجيه تحذير الى هذا التيار المتواجد في سبعة بلدان أخرى.

وردا عن سؤال حول كيفية تصرف الحكومة التونسية مع الجهاديين التونسيين العائدين من سوريا وغيرها قال د العلاني أن عدد هؤلاء يقارب من الألف، وهم ينتمون الى تيارات موالية للقاعدة ومعروفة بدمويتها في تعاملها مع خصومها، وهو ما يطرح على الحكومة الجديدة التفكير في تأهيلهم عبر مراجعات فكرية لدفعهم الى التخلي عن اعتماد العنف ومحاربة و تكفير السلطة القائمة.