تعود أولى العمليات المسلحة الموجهة ضد الدولة في تونس من طرف الجماعات الاسلامية الى ثمانينات القرن الماضي،حين كانت حركة الاتجاه الاسلامي (حركة النهضة حاليا) تتبنى أطروحات التغير "الجذري المسلح و الانقلابي الثوري"و كانت هذه العمليات متنوعة بين استهداف بعض الرموز السياسية لحزب التجمع الحاكم أو التدبير لعملية انقلابية العام 1987 من خلال اختراق المؤسسة الامنية و العسكرية أو تفجير بعض الفنادق و مقرات الحزب الحاكم.

و بعد ظهور التيار السلفي الجهادي بشكله التنظيمي المتطور خاصة بعد هجمات 11 سبتمبير 2001 ،أصبح "العنف المسلح"ضد الدولة يأخذ شكله "الجهادي" ،حيث قام هذا التيار ببعض الهجمات المسلحة قبل سقوط نظام الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011،من أهمها :

11أبريل/نيسان 2002 :تم تحميل شاحنة لنقل الغاز بكمية من المتفجرات وتخطت الحواجز الأمنية في كنيس "الغريبة" اليهودي في جزيرة جربة جنوب شرق تونس والذي يعود إنشاؤه إلى عام 566 قبل الميلاد. انفجرت الشاحنة أمام الكنيس متسببة في مقتل 14 شخصا منهم 6 سياح ألمان و6 تونسيين وسائح فرنسي وجرح ما يزيد عن 30 شخصا ،أعلن المتحدث باسم تنظيم القاعدة آنذاك سليمان أبو غيث مسؤولية تنظيميه ،منفذ العملية كان شابا تونسيا يدعى نزار نوار من مواليد 1978 لقي حتفه في الحادث .

ديسمبر/كانون الاول 2006 :مواجهات مسلحة بين مجموعة جهادية تسمى"جند أسد بن الفرات" و قوات الامن و الجيش التونسي بجهة سليمان و حمام الانف ،في الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس خلفت مقتل ضابط سامي في الجيش التونسي والقضاء على بعض عناصر المجموعة و القاء القبض على البعض الاخر،و أعقبتها حملة اعتقالات كبرى في صفوف التيار السلفي الجهادي هي الاكبر في تاريخ البلاد.

أبريل/نيسان2010 : قامت احد الخلايا الجهادية بوضع كمين لشرطيين مما أدى إلى مقتل احدهم و جرح الثاني بعد أن استدرجهما بنداء استغاثة كاذب بجهة سوسة على الساحل الشرقي.

كرونولوجيا العمليات منذ 14 يناير/كانون الثاني 2011 :

18 مايو/أيار 2011 :مجموعة جهادية مسلحة تتبادل اطلاق النار بمنطقة " الروحية" على بعد 200 كلم شمال غرب تونس العاصمة ،أدى الى مقتل عنصرين من الجيش التونسي ، هما العقيد الطاهر العياري والرقيب وليد الحاجي،و المسلحين الثلاثة قُتل اثنان منهم وبقي الثالث في حالة فرار، يحملون كلهم الجنسية التونسية،و كشفت تحريات الامن التونسي  أن القتيل الأول يدعى عبد الوهاب بن حميد ،من مواليد سنة 1964، وكان قد انضم إلى السلفية الجهادية منذ سنوات، عندما توجه إلى أفغانستان ثم العراق قبل أن يتلقى تدريبات ويستقر بالجزائر، وقد تسلل إلى تونس فيما يعرف بـ"أحداث سليمان" أواخر سنة 2006 وغادر تونس وبقي من بين المبحوث عنهم. أما القتيل الثاني فهو سفيان بن عمر ،مولود بألمانيا سنة 1978، وكان قد توجه بدوره إلى أفغانستان ومنها إلى الجزائر، ثم تسلل الى تونس من جديد.

1 فبراير/شباط 2012 : مواجهات مسلحة بين قوات الامن التونسية و مجموعة جهادية مسلحة بمنطقة"بئر علي بن خليفة" التابعة لولاية صفاس جنوب البلاد،أسفرت عن مقتل مسلحيْن واعتقال ثالث و ايقاف 12 شخصا فيما تمكنت 9 عناصر أخرى من الفرار، و تم  خلال العملية ضبط 34 قطعة سلاح كلاشينكوف وكاتم صوت و2275 اطلاقة، و219 اطلاقة مسدس ومبلغ مالي موزع بين 62200 دولار، و1250 جنيه ليبي، وحوالي 3 آلاف دينار تونسي.

21 يونيو/حزيران 2012: الجيش التونسي يقصف ثلاث سيارات محملة بالسلاح في عمق صحراء و تحديدا في منطقة "سطح الحصان" التي تبعد نحو 100 كيلومتر شمال قرية "برج الخضراء" التابعة  لولاية  تطاوين،أقصى جنوب البلاد على الشريط الحدودي مع ليبيا والجزائر المجاورتين حال دخولها التراب التونسي.

12أيلول/سبتمبر 2012: هاجمت عناصر من حركة "أنصار الشريعة" وبعض المنتمين للتيار الإسلامي السفارة الأمريكية رداً على الفيديو المعادي للإسلام تحت عنوان "براءة المسلمين"؛ وقد قُتل العديد من المواطنين التونسيين وأُصيب العديد من الآخرين جراء أعمال العنف،كما أدى الهجوم الى حرق المدرسة الامريكية بتونس.

10 ديسمبر/كانون الاول 2012 :مواجهات مسلحة في مدينة درناية التابعة لمحافظة القصرين جنوب غرب العاصمة التونسية على حدود الجزائر بين أفراد من الجيش التونسي ومن الحرس الوطني من جهة، وأربعة عناصر مسلحة من جهة أخرى أسفرت عن مقتل الضابط في جهاز الحرس الوطني التونسي،الوكيل أول أنيس الجلاصي.

30 ديسمبر/كانون الاول 2012 :قوات الامن التونسية تداهم منزلا بحي "دوار هيشر" غرب العاصمة تونس و تدخل في مواجهة مسلحة مع أحد العناصر الجهادية تنتهي بسقوطه جريحا و سقوط زوجته قتيلة برصاص الامن،و حجز أسلحة في منزل مجاور و ايقاف عدد من العناصر المتورطة في العملية.

2013 : سنة دامية

17 يناير/كانون الثاني 2013: الجهات الأمنية المختصة تعلن عن حجز أكثر من طنين من الأسلحة ،بمحافظة مدنين جنوب شرق البلاد ،تم نقلهما على متن ثلاث شاحنات، وضمت عدداً من أسلحة الكلاشينكوف وأكثر من 150 لغماً أرضياً وأكثر من 5000 ذخيرة وعدد من الصواريخ، كما حجزت نحو 15 صاروخاً أرضيّاً وأكثر من 50 أخرى من نوع "آر بي جي" وقنابل يدوية تمّ العثور عليها في مستودعين بإحدى المنازل.

6فبراير/شباط 2013 :اغتيال المعارض اليساري التونسي شكري بلعيد، الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد،والقيادي بالجبهة الشعبية اليسارية،بعد أن أطلق عليه مجهولون أربع رصاصات في رأسه وصدره،أمام بيته بضاحية المنزه السادس،بتونس العاصمة، و قد اتهمت السلطات التونسية جماعة أنصار الشريعة،ذات التوجهات السلفية الجهادية بالوقوف وراء الحادثة.

أبريل- مايو- يونيو 2013 :شهدت هذه الاشهر انفجارات لألغام أرضية زرعتها مجموعة جهادية مسلحة بجبل الشعانبي بولاية القصرين غرب البلاد،و أدت الى سقوط قتيلان و اصابة 27 من عناصر الجيش التونسي و جهاز الحرس الوطني،وبين 29 نيسان/أبريل 2013 و6 أيار/مايو 2013، أصيب 10 من عناصر الحرس الوطني (3 منهم بترت أرجلهم، وآخر أصيب بالعمى) و6 من الجيش (اثنان بترت أرجلهما) في انفجار 4 ألغام تقليدية الصنع زرعتها المجموعة في جبل الشعانبي.

25 يوليو/تموز 2013 :اغتيال النائب بالمجلس التأسيسي التونسي،و القيادي في المعارضة،محمد البراهمي،رميا بالرصاص أمام بيته بحي "الغزالة" في ضواحي العاصمة تونس،و قد اتهمت السلطات التونسية جماعة أنصار الشريعة،ذات التوجهات السلفية الجهادية بالوقوف وراء الحادثة.

27 يوليو/تموز 2013 :تفجير سيارة تابعة للحرس الوطني أمام مركز أمني في حلق الوادي بشمال تونس بواسطة عبوة ناسفة تقليدية الصنع ولم يؤدي الحادث الى وقوع خسائر بشرية، متسببا فقط بأضرار مادية،و اتهمت السلطات التونسية أحد الخلايا التابعة لجماعة أنصار الشريعة، بالوقوف وراء الحادثة.

29 يوليو/تموز 2013 :مقتل 8 جنود من الجيش التونسي ذبحا، في كمين نصبته لهم مجموعة جهادية مسلحة متحصنة بجبل الشعانبي بولاية القصرين غرب البلاد،و اتهمت السلطات التونسية بعض الخلايا التابعة لأنصار الشريعة و عناصر تحمل الجنسيات الجزائرية و الموريتانية بالوقوف وراء الحادثة.

31 يوليو/تموز2013 : انفجار عبوة ناسفة تقليدية، قالت الجهات الأمنية إنها زرعت بشكل خاطئ، دون أن تخلف أي أضرار بشرية.وحدث هذا الانفجار جنوب العاصمة تونس على طريق بن عروس فوشانة وتم أثناء مرور دورية أمنية.

3 أغسطس/آب 2013 :قوات الأمن التونسية تنجح بإحباط عملية اغتيال شخصية سياسية بارزة في البلاد، في مدينة "حمام سوسة" على الساحل الشرقي للبلاد ،دون أن تكشف عن هوية هذه الشخصية.

3 أغسطس/آب 2013 :قوات الامن التونسية تداهم أحد المنازل بضاحية "الوردية" وسط العاصمة تونس و تقتل مسلحا وتعتقل أربعة أخرين،متهمة اياهم بالانتماء الى الجهاز العسكري لجماعة أنصار الشريعة ،ذات التوجهات السلفية الجهادية.

17 أكتوبر/تشرين الاول :2013قتل عونا حرس وطني وأصيب ثالث خلال مواجهة مع مجموعة جهادية مسلحة بجهة "قبلاط" التابعة  لولاية باجة شمال غرب البلاد،كما تم خلال العملية القضاء على 13 عنصرا مسلحا ، من المجموعة المسلحة المتحصنة بجبل "الطوايل" بمنطقة قبلاط، فيما سلم عنصر آخر نفسه،و حجز حوالي طنين من المواد الأولية المستعملة في صنع المتفجرات، بالإضافة إلى حقائب مليئة بالذخيرة.

22 أكتوبر/تشرين الاول2013 :الداخلية التونسية تعلن عن مقتل أحد المتهمين باغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ويُدعى لطفي الزين، خلال المواجهات المسلحة بجبل "الطوايل" بمنطقة قبلاط التابعة  لولاية باجة شمال غرب البلاد،و هو أحد العناصر القيادية بالجهاز العسكري لجماعة أنصار الشرعية بحسب السلطات التونسية.

23 أكتوبر/تشرين الاول2013 :مجموعة جهادية مسلحة تمكنت من قتل 6 من عناصر الحرس الوطني في منطقة سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد،وسط غرب البلاد، بينهم رئيس فرقة مكافحة الإرهاب ورئيس المباحث، وشرطياً في منطقة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت ،شمال شرق البلادنو في أعقاب العملية ،تمكنت قوات الامن التونسي من إيقاف 8 عناصر متورطة في الأحداث،و حجز مواد متفجرة مختلفة وبعض الأسلحة،و العثورعلى سيارة مفخخة بكمية من المتفجرات في محيط مدينة "سيدي علي بن عون".

30 أكتوبر/تشرين الاول2013 :يذكر أن انتحاري يفجر نفسه، على شاطئ في منتجع سوسة السياحي، ولم يسفر الهجوم عن سقوط ضحايا غير الانتحاري نفسه. وفي اليوم ذاته، أعلنت الأجهزة الأمنية إحباط هجوم انتحاري على ضريح الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير.

2 ديسمبر/كانون الاول 2013 :مقتل ضابط في الجيش التونسي برتبة نقيب، وجرح ضابط صف، عند محاولة تفكيك لغم أرضي بمنطقة العمليات العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي من ولاية القصرين، على الحدود مع الجزائر،و بحسب وزارة الدفاع التونسية فان دورية عسكرية كشفت عن وجود لغم في منطقة "عين زرداب" بالمنطقة العسكرية، وإن اللغم انفجر عند محاولة تفكيكه، وأودى بحياة الضابط يوسف الدريدي من فيلق الهندسة وجرح مرافقه.

9 ديسمبر/كانون الاول 2013 :الاجهزة الامنية تحبط "هجوماً انتحارياً" بأحدى المدن الساحلية كانت تخطط له خلية إرهابية مكونة من ستة عناصر "قادمة من الجنوب"، وقد تم اعتقال كامل عناصرها وإحالتهم إلى القضاء.