تمكنت يوم أمس الاجهزة الامنية التونسية بولاية قابس ، جنوب شرق ، من الاطاحة بشبكة مختصة في تجنيد وتسفير الشباب للقتال في صفوف داعش ليبيا.وبحسب تقارير إعلامية فإن الشبكة تتكون  من امام جامع ومجموعة من الشبان من ذوي الميولات السلفية الجهادية. كما تم حجز  مبلغ مالي يقدر ب 30 الف دينار كانوا في حوزة عناصر الشبكة.

فيوماً بعد أخر،تتحول ليبيا إلى بؤرة أخرى من البؤر التي تشهد محرقة للشباب التونسي المقاتل.فبعد أن كانت الأراضي الليبية مجرد معبر نحو سوريا و العراق،و مكاناً للتدريب على السلاح و القتال في أقصى الحالات،أصبحت في الآونة الأخيرة أرضاً للمعارك التي يقاتل فيها الشباب التونسيون و يقتلون.قضى العشرات منهم نحبهم في المدة الأخيرة في المواجهات المباشرة مع قوات الجيش الليبي في بنغازي و المرج و أجدابيا و في العمليات الانتحارية.

منتصف الشهر الحالي،أعلنت مواقع مقربة من التيار الجهادي الليبي،على شبكات التواصل الاجتماعي،مقتل أحمد الرويسي الجهادي التونسي المتهم باغتيال المعارضان،شكري بلعيد و محمد البراهمي ،في معارك بين قوات “فجر ليبيا” و “تنظيم الدولة الإسلامية – داعش”،دون وجود أي تأكيدات رسمية.و منذ انطلاق عملية الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر،لقي العشرات من الشباب التونسي حتفه.ففي بداية أكتوبر 2014 الماضي،قتل الشاب التونسي،علاء العبار (19 سنة) في عملية انتحارية استهدفت مطار بنينا  في مدينة بنغازي،و كان العبار يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” – ولاية برقة ي.

في المقابل،تمكنت الأجهزة الأمنية التونسية خلال السنة الماضية من تفكيك عشرات الشبكات التي تنشط في مجال استقطاب و تسفير الشباب التونسي إلى بؤر القتال و منها ليبيا.ففي ديسمبر/كانون الأول 2014 الماضي،فككت وحدات مكافحة الإرهاب التونسية،خلية لتجنيد الشباب و تسفيره إلى ليبيا تنشط في مدينة بنقردان الحدودية،و تمكنت من إلقاء القبض على عنصر مغربي الجنسية و تونسيين مختصين في تهريب الأشخاص إلى ليبيا عبر المسالك الصحراوية.و في شهر نوفمبر من نفس العام،تمكنت الوحدات الأمنية بولاية قابس (جنوب شرق) من إيقاف خمسة أشخاص ينتمون إلى شبكة متكونة من سبعة أفراد مختصة في استقطاب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 22 سنة لتسفيرهم إلى ليبيا وسوريا.و في سبتمبر 2013، تمكنت الأجهزة الأمنية التونسية من تفكيك شبكة جهادية، تضم 21 عنصراً، بينهم أجنبي، كانت تعمل على تسفير الشباب التونسي إلى ليبيا قصد الالتحاق بمعسكرات تدريب تشرف عليها مجاميع جهادية هناك.

و في أغسطس 2013،نشر الناشط الليبي ، معاوية الورفلي، على الفيسبوك، مقطعي فيديو لتونسيين احتجزهما السكان المحليون في منطقة درنة وكانا قد خضعا للاستجواب لاحقاً. و يوفر مقطعا الفيديو معلومات مذهلة حول «أنصار الشريعة في ليبيا» وأنشطتها غير المعلنة إلى جانب شبكات التيسير المرتبطة بالحرب في سوريا. ، يرجح أنهما صُوِّرا في أواخر ربيع أو أوائل صيف 2012 الأمر الذي يبرز أن جماعة «أنصار الشريعة في ليبيا» كانت نشطة جداً في تلك المرحلة في تدريب المقاتلين للقتال  في سوريا، وفق تقرير نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في وقت سابق.