يحتضن المسرح البلدي بالعاصمة التونسية خلال هذه الساعات، حفل تكريم الشاعر الصغير أولاد أحمد الذي يعود إلى الأضواء بعد فترة معاناة قاسية مع المرض لم تمنعه من مراودة القصيدة في تحد صارخ للمرض و الإنهيار الجسدي لشاعر يعشقه التونسيون لأنه أحب البلاد كما لم يحب البلاد أحد.

و يأتي هذا التكريم الذي تشرف عليه وزارة الثقافة في إطار الإحتفاء بالمبدعين التونسيين و هم أحياء، و هو توجه أعلنت الوزارة منذ فترة المضي فيه للإعتراف بما قدمه مبدعو تونس في مختلف المجالات الثقافية و الفنية لوطنهم و للثقافة ككل.

و سيتولى أولاد أحمد خلال هذا الحفل تقديم جديده الشعري و هي قصائد كتب جلها عندما كان طريح الفراش في المستشفى العسكري بالعاصمة طيلة الأشهر الفارطة.

و يحضر الحفل عدد من المثقفين التونسيين و المغاربيين. كما سيتم تكريم الإطار الطبي الذي أشرف على علاج الشاعر الصغير أولاد أحمد.

و لأولاد أحمد مؤلفات شعرية غزيرة عانق فيها رحاب الإبداع الذي تجاوز حدود الوطن، و من أروع ما قال:" الريح آتية و بيوتهم قش.... و الكف عالية و زجاجهم هش".

و رائعة: "نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد

نحج إليها مع المفردين عند الصباح و بعد المساء و يوم الأحد

و لو قتلونا كما قتلونا

و لو شردونا كما شرّدونا

و لو أبعدونا لبرك الغماد

لعدنا غزاة لهذا البلد".

و كذلك رائعته في قصيدة كتبها مؤخرا بعنوان:" إلهي أعني عليهم"، و فيها يقول:

"إلهي أعني عليهم..لقد عقروا ناقتي 
و أباحوا دمي... في بيوت أذنت بأن لا يراق دم فوق سجادها
إلهي أعوذ بك اليوم من شر أهلي
إلهي لقد تم بيع التذاكر للآخرة...
و لم أجد المال و الوقت و العذر كي أقتني تذكرة
فمزق تذاكرهم يا إلهي ليسعد قلبي
ألم تعد الناس بالمغفرة
صدقت إلهي...إن الملوك كما الرؤساء
إذا دخلوا قرية أفسدوها..
فخربت قصور الملوك ليصلح أمر القرى".