منذ بداية شهر رمضان الأسبوع الماضي، شهدت العمليات الأمنية في مكافحة الإرهاب في تونس تصاعدا ملحوظا. خاصة وأن الجماعات الجهادية تكثف من عملياتها في الشهر الكريم. في هذا السياق، دعا تنظيم الدولة الإسلامية –داعش-جماعة أنصاره في كل مكان على ان يكون رمضان شهر الجهاد والتعرض للشهادة ، وذلك في تسجيل صوتي منسوب الى المتحدث باسمه أبو محمد العدناني.ودعا العدناني في التسجيل الذي نشرته حسابات الكترونية مقربة من الجماعة الارهابية، النازحين من محافظة الانبار في غرب العراق التي تسيطر “داعش” على اجزاء واسعة منها، للعودة اليها، متعهدا العفو عمن حملوا السلاح ضدها.ودعا العدناني في تسجيل قاربت مدته 30 دقيقة مسلحي داعش في كل مكان الى القتال في شهر رمضان بالقول: “هذه الساحات امامكم، وهذا سلاحكم، وهذا رمضان.''.

في ثالث أيام الشهر الكريم، أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن أنّ:" الوحدات الحدوديّة بإقليم الحرس الوطني بمدنين (جنوب شرق) تمكّنت من ضبط مجموعة تتكوّن من 7 أشخاص تحمل الفكر التّكفيري، كانت تحاول التّسلّل إلى القطر اللّيبي للالتحاق بالمجموعات الارهابيّة النّاشطة هناك." وأضافت الوزارة في بيان رسمي نشر في 20 يونيو أنه " قد تمّ إحالة المجموعة المذكورة على الوحدة الوطنيّة للأبحاث في جرائم الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة قبل إحالتها على النّيابة العموميّة بالمحكمة الابتدائيّة بتونس".

في السياق ذاته أعلنت وزارة الداخلية عن "كشف خلية إرهابية بجهة الكاف تتكون من ستة عناصر من بينهم عنصرين رئيسيين يتوليان إستقطاب العناصر التكفيرية وإلحاقها بالعناصر الإرهابية الفارة بجبال الكاف''. وقالت وزارة الداخلية التونسية  في بيانها، “تمكنت الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب، في عملية نوعية، من كشف خلية إرهابية بجهة الكاف، تتكون من ستة عناصر، بينهم عنصرين رئيسيين يتوليان إستقطاب العناصر التكفيرية، وإلحاقها بالعناصر الإرهابية الفارة بجبال الكاف".وبيّنت الوحدة أنّ "العنصران المذكوران توليا في مناسبات سابقة توفير المؤونة، والمعدّات، لعناصر إرهابية بجبال الكاف، كما سعت مؤخّرا إلى إلحاق عناصر شبابية بهذه الجماعات الإرهابية".وكشفت الوحدة عن "سعي بعض العناصر التكفيرية للقيام بعمليات إرهابية تستهدف أمن وسلامة تونس، إلى جانب رصد ومراقبة أمنيين وعسكريين بنيّة إستهدافهم"، بحسب البيان.

وكان وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي قد اعتبر في وقت سابق "أنه إذا ما فشلت الجماعات الإرهابية في القيام بهجمات خلال شهر رمضان على تونس فذلك يعتبر "انتصارا" لوحدات الجيش وقوات الأمن على الإرهاب ولتونس ودعا التونسيين إلى دعم المؤسسة الأمنية والعسكرية فيما أعلنت الوزارة على "خطة أمنة" بالتنسيق مع الوحدات العسكرية للتوقي من أي عملية إرهابية خلال شهر رمضان."

وكشف خلال إشرافه على المجلس الوطني لسلامة المرور، أن "وزارة الداخلية تبذل جهودها بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية في ملف الإرهاب"، داعيا التونسيين إلى "مواصلة دعمهم للمؤسسة الأمنية والتعاون معها".وتحسبا لأي هجمات محتملة خلال شهر رمضان وبداية الموسم السياحي أعلنت وزارة الداخلية أنها وضعت خطة أمنية للتوقي من الأعمال الإرهابية تشمل مختلف جهات البلاد وكذلك حدود البلاد مع كل من الجزائر وليبيا.وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي أن الوزارة وضعت خطة أمنية على واجهتين، حيث تم في مستوى أول التنسيق مع الوحدات العسكرية للتوقي من الأعمال الإرهابية وتدعيم تأمين الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا.