تحتضن تونس بعد غد الإثنين مؤتمر دوليا تحت شعار « الإستثمار في تونس : الديمقراطية الناشئة » بحضور وفود من 30 دولة و20 مؤسسة وهيئة مالية واقتصاديّة دوليّة و27 من مؤسّسات وصناديق الاستثمار والبنوك الدوليّة إضافة إلى 6 هيئات دوليّة أخرى إضافة  الى عدد من الشخصيات السياسية والمسؤلين العرب والأجانب على غرار رئيس الوزراء الفرنسي  مانويل فالس وزير الخارجية الأمريكي  جون كيري  ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران ورئيس الجزائرية عبد المالك سلال 

 وعلمت «بوابية افريقيا الاخبارية » أن الرئيس المنصف المرزوقي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر سيتغيبان عن المؤتمر بسبب ما يعتقد الملاحظون أنه محاولة لإستبعاد التجاذبات السياسية ومحاولات تجيير الحدث لأي هدف إنتخابي ،خصوصا وأن المؤتمر يبقى من مشمولات الحكومة المستقلة التي لن يكون لها أي حضور في المنافسات الإنتخابية البرلمانية والرئاسية القادمة 

وأعلن نضال الورفلّي الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالتنسيق ومتابعة الملفات الاقتصاديّة أن حكومة بلاده بدلت مجهودات مهمة لإنجاح المؤتمر وخاصة  مع دول الجوار وعدد من دول الخليج العربي وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكيّة فضلا عن عددمن الدول الشقيقة والصديقة بما يخدم الاستثمار الأجنبي في تونس ويحقق الانتعاش الاقتصادي للبلاد ، مبرزا   أهميّة مرور تونس من الانتقال السياسي والدستوري إلى الانتقال الاقتصادي الذي أكّد حاجة تونس إلى تحقيقه بالتعاون مع مختلف شركائهاالذين أبدوا رغبة سياسيّة و اقتصاديّة هامّة في دعمهم لتونس مشيرا إلى أهميّةالنظرة الاقتصاديّة والاستراتيجيّة الجديدة والواضحة لتقديمها خلال ندوة الاستثمارفي تونس.

وأكد الورفلي خلال مؤتمر صحفي بمقر رئاسة الحكومة أن المؤتمر يعدّ مناسبة سانحة لتقاسم هذه الرؤية مع شركاء تونس من الدول والمؤسّسات الأجنبيّة حول الإصلاحات الهيكليّة والبرامج والمشاريع التنمويّة الواعدة والتي تهدف من خلالها بلاده إلى الانتعاش الاقتصادي ،  مبيّنا أن تونس ترنو إلى تحقيق نتيجة هامّة وهي استرجاع ثقة المستثمرين الأجانب وتوفير المناخات السياسيّة والأمنيّة واللوجستيّة والإداريّة الملائمة للاستثمار في تونس ،وقال « نحن نعمل على كسب ثقة الممولّين والمستثمرين الكبار الحاضرين بالمؤتمر والذين يمثلون أكثر من 30 دولة  و20 مؤسسة وهيئة مالية واقتصاديّة دوليّة و27 منزمؤسّسات وصناديق الاستثمار والبنوك الدوليّة إضافة إلى 6 هيئات دوليّة أخرى في هذاالمجال فضلا عن حضور عديد من الشخصيّات السياسيّة والمسؤولين من الدول الشقيقة والصديقة والخبراء والاقتصاديّين »

من جانبه أكد وزير الاقتصاد والمالية التونسي  حكيم بن حمودة أهميّة مؤتمر الاستثمار في تونس من حيث عددالمشاركين فيه والمشاريع الواعدة التي ستطرح خلاله مبيّنا أن أهداف الحكومة في زالمجال الاقتصادي كانت التسريع في نسق الإصلاح وتحقيق الانتعاش الاقتصادي بالعمل على استعادة التوازنات الاقتصاديّة الكبرى والحدّ من التدهور الكبير في الميزانيّة والتجارة الخارجيّة وميزان الدفوعات بهدف وضع حدّ لهذا النزيف.

وأشار الوزير الى أن الوضع الاقتصادي شهد تدهورا كبيرا تطلّب معالجة جذريّة وسريعة وهو ما كان من الأولويات في قانون المالية التكميلي لسنة 2014 الذي تمّ إعداده عبر التشارك مع مختلف الأطراف الاقتصاديّة والاجتماعيّة موضحا في ذات السيّاق أهميّة إعادة النفس لنسق الاستثمار المحلي والأجنبي مشيرا إلى إنشاء صندوق دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي تعاني من صعوبات ودعمه بمائة مليون دينار، كما انطلقت الدراسات حول هذه المؤسّسات ليتمّ النظر في وضعيّاتها وصعوباتها ومدّها بالاعتمادات المالية اللازمة قبل موفى هذا الشهر حتى تستعيد نسق انتاجها.

كما أكد بن حمودة أهميّة مواصلة نسق الاصلاحات الاقتصادية والمالية خاصّة في مجال القطاع البنكي لافتاالنظر إلى أن هذا البرنامج يتطلّب مشروع إصلاح هيكلي شامل للقطاع البنكي والقطاع الجبائي مواصلة للبرنامج الذي انطلق في سنة 2012 بهدف إضفاء مزيد من الشفافيّة وجعل الجباية العموميّة أكثر عدالة وتحسين مردوديّتها إلى جانب المسألة الاجتماعية التي توليها الدولة عناية خاصّة ،وفق تعبيوه ، تجسّدت من خلال الحوار الاجتماعي والمفاوضات الاجتماعية التي تحكمها الثقة والمسؤولية في التعاطي مع مختلف الملفات.

وأبرز وزير الاقتصاد والمالية التونسي  أهميّة وضع تصوّر استراتيجي يخدم الاستثمار الوطني والأجنبي ويحقّق الانتعاش الاقتصاد ويكون خطوة أولى نحو تحقيق واقع أفضل للاقتصاد الوطني مضيفا أن تونس تعمل على تقديم نظرة استراتيجيّة اقتصاديّة جديدة تعتمد الإصلاحاتوالمشاريع الاستثماريّة ذات القيمة المضافة لطرحها على شركائها وكبار المستثمرين والمؤسسات المالية الإقليميّة والدوليّة خلال مؤتمر الاستثمار في تونس الذي سينعقدذيوم الاثنين المقبل.

من جانبه أكد  الهادي العربي وزير التجهيز والتهيئة الترابية والتنمية المستدامة التونسي أن لتونس نظرة استشرافية في جميع المجالات وهو ما سوف يشجع المستثمرين في الداخلوالخارج على الاستثمار قائلا أن المستثمر يبحث عن الاستقرار وكذلك عن الخططالاقتصادية والاستثمارية  المستقبلية وهوما عملت الحكومة على انجازه خلال هذه الفترة.

وأضاف  العربي أن الدولة مطالبة بإيجاد شراكة فاعلة مع جميع المكونات لتحسين ظروف العيشوإيجاد شراكة فاعلة بين جميع مكونات المجتمع المدني ،مؤكدا في هذا الإطار على ضرورة حضور القطاع الخاص بقوّة لمعاضدة مجهود الدولة.

وأشار الوزير الى  أن النظرة الاقتصاديّة الجديدة لتونس يجب أن تقوم بالأساس على إعادة التوازنات الماليّة للدولة، داعيا بالمناسبة إلى أهمية فض الإشكاليات التي تعوق الاستثمار في الجهات من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية وتغيير القرارات التي تبقى رهين القرارات المركزية  ،لافتا النظر في هذاالسياق إلى ضرورة وضع إصلاحات واضحة تشجع المستثمر على الاستثمار في الجهات الداخلية، مضيفا أن الحكومة قامت بإصلاحات جذرية لإعادة الاستثمار إلى نسقهالطبيعي، من خلال القرارات التي شملت مختلف الميادين والتي سوف تشجع المستثمرين على الانتصاب في تونس. 

وفي ما يتعلق بالاستثمارفي المناطق الداخلية ، أشار وزير التجهيز والتهيئة الترابيّة والتنمية المستدامة التونسي أن الاستثمارات العموميّة موجودة أمّا الاستثمار في القطاع الخاصّ فلا يزال  منقوصا لذلك وضعت الحكومة عدّة خطط  لدفعه من خلال إعادة تأهيل البنية التحتيّة وكذلك التكوين المهني واليد العاملة المختصّة، فضلا عن استثمار الطاقات الموجودة في الجهات مبرزا في هذا الإطار أن العديد من جهاتالبلاد تزخر بالطاقات وباليد العاملة النشيطة لذلك وضعت الحكومة الخططوالاستراتيجيّات اللاّزمة لاستغلال هذه الطاقات الموجودة في الجهات.

على الصعيد ذاته ، أكد سفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس جاكوب والس لدى استقباله  من قبل وزير الدولة للشؤون الخارجية فيصل قويعة أن بلاده ستشارك في مؤتمر استثمر في تونس الديمقراطية الناشئة بوفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية والوكالة الامريكية للتنمية الدولية. 

وقد أطلع قويعة السفير الامريكي على التحضيرات الاخيرة الخاصة بالمؤتمر الدولي استثمر في تونس الديمقراطية الناشئة الذي سيعقد اليوم  بتونس بحسب ما جاء في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية.

وعبر كاتب الدولة للشوون الخارجية عن أمله في أن تساهم الولايات المتحدة الامريكية مساهمة فاعلة في هذا الحدث الذي اعتبر أنه يمثل محطة هامة على درب بناء ديمقراطية جديدة في تونس.

ومن جانبه حيا السفير الامريكي جاكوب والس وفق ذات المصدر تطور علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين تونس والولايات المتحدة مبرزا حرص تونس على التشاور مع الادارة الامريكية بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك.