يوم غد يقف التونسيون حكما بين الباجي قائد السبسي ومنصف المرزوقي، من سيكون أول رئيس منتخب في تاريخ تونس؟ لقد كانت فترة الحملة الانتخابية الأخيرة معركة بين الرجلين، لذا فإن التونسيين يتنفسون الصعداء بانتهاء هذه المعركة.

"أعتقد ان الفترة بين دورتي الانتخابات الرئاسية ستكون مؤثرة للغاية في قرار الناخبين التونسيين" هكذا يصرح أيمن. هو شاب تونسي وجدناه في شارع الحبيب بورقيبة في الساعات الأخيرة قبل دخول البلاد في فترة الصمت الانتخابي. لقد كان بين تلك الأمواج البشرية التي جاءت للشارع الرئيسي للعاصمة لحضور اختتام الحملة الانتخابية للباجي قائد السبسي.

كثيرون تذكروا أجواء الثورة في سنة 2011. مشاعر التوحد تعود للتونسيين ومناخ من الانشراح والأهازيج الوطنية، بعض النساء تناثرت دموعهن. "يوم الأحد المقبل سنضع نقطة النهاية لسنوات من الضبابية والفوضى، وستعود الثقة لنا" هذا ما قالته مريم. لقد قالت هذه المرأة التونسية كلمة السر لما تحتاجه تونس: الثقة، خاصة وأن الهاجس الأمني ظل مخيما على البلاد رغم كل الانتصارات السياسية.  

في نفس الشارع، اختار المنصف المرزوقي أن يقيم اختتام حملته الانتخابية هو الآخر. العجيب في تظاهرة انصار الرئيس المؤقت هو غياب المرشح: المنصف المرزوقي. وللتذكير، فإن المرزوقي قد تغيب في صبيحة نفس اليوم عن حضور لقاء اذاعي.

بالنسبة للمحلل السياسي الساخر هيثم المكي، فإن "الحدث الوحيد الذي علينا أن نعطيه حجمه في تونس اليوم هو الصمت الانتخابي".  انه يشير بطريقة ذكية لمواقف تيارين سياسيين كبيرين هما حركة النهضة والجبهة الشعبية، واللذان قررا إلى آخر وقت عدم الإعلان صراحة عن اسم المرشح الرئاسي، بالرغم من أن العديد من النوايا يمكن قراءتها بين السطور.

قد يكون أن التونسيين قد تعبوا خلال هذا المشوار الانتخابي المطول، وأنهم اعتبروا الحملات الانتخابية دون المأمول، ولكن لا أحد منهم وضع نفسه في سياقات ما قبل 2011، حيث لم يكن التفكير في مثل هذه الأحداث ممكنا بالمرة. ها أن كل شيء قد دخل في عملية الصمت الانتخابي، ولكن من يمنع شبكات التواصل الاجتماعي؟ ومن يستطيع منع المتحمسين من مناوشة من يخالفونه في الرأي؟

*فريدة الدهماني – مجلة جون أفريك