عندما نتجول في ربوع محافظة سليانة (شمال غرب) لا يمكننا المرور بعض الكيلومترات دون مقابلة مجموعة من  النساء الريفيات الذين يشتغلن في عدة مجالات على غرار الفلاحة التي تعد المجال الأساسي و الأولي بهذه المحافظة.

البوابة كانت بالمرصاد و رصدت تحركات  بعض النساء الذين كانوا منهمكين في جمع الدلاع( البطيخ) و الذي تتميز به هذه المحافظة إذ لا يمكن أن نمر مرور الكرام دون التطرق إلى الوضعية الأليمة التي تعاني منها معظم النساء الكادحات الذين يشتغلن يوما كاملا منذ طلوع الفجر إلى غاية منتصف النهار لجني أموال تكاد تكون قليلة مقارنة بالعناء و التعب اللذان بانا على ملامحن و نالا منهن .

هكذا أكدت لنا الخالة جميلة، في تصريح للبوابة،  البالغة من العمر 55سنة و التي تعمل من أجل لقمة عيش ابنائها في ظل غياب زوجها الذي وافته المنية منذ سنوات ، لديها 4  أطفال تعمل في الحقل منذ سنوات عدة ، تتحدث و على وجهها ملامح التعب و الحزن ، مشيرة أن النساء الذين يعملن في الحقول  يعانون من الاستغلال و الظلم من طرف أصحاب الحقول

من جهتها ، أشارت خديجة التي تقطن بمنطقة مجاورة  أنها تتنقل عدة كيلومترات يوميا على قدميها من أجل حفظ كرامتها و القيام بمصاريف عائلتها ، في ظل توفر ظروف مأساوية و كارثية بالمنزل مضيفة في الان ذاته أن النساء العاملات يعانون ظلما و استغلال في ظل غياب قانون واضح يؤطر و ينظم هذه المهن.

و شددت الكهلة على ضرورة التحرك الفاعل للسلط المحلية لوضع حد للمخاطر التي تواجهها النساء على غرار حوادث الطرقات، نظرا لاكتظاظ وسائل النقل التي يمتطونها . و ذكرت على سبيل المثال أنه في السنة الفارطة تعرضت سيارة نقل على متنها قرابة 15 مرأة لحادث سيارة مما أدى إلى وفاة مرأة و إصابة الاخرين بجروح.

الشيء الذي لم يحرك ساكنا من قبل السلط المحلية التي لم تتوجه إلى مكان الحادثة و لم تتخذ إجراءات و قرارات فورية للحد من هذه "المهازل" إن صح التعبير.

و للإشارة فإن محافظة سليانة تسجل سنويا عدة حوادث طرقات تكون المرأة هي الضحية بالأساس، ضحية استغلال و ظلم و تعسف في العمل من جهة و ضحية مجتمع لا يعي بقيمة المرأة و يحط من كرامتها و يعمل على إهانتها من جهة أخرى.

متى يتم فعلا حفظ كرامة النساء الكادحات بربوع سليانة؟ أين السلط المحلية مما يحصل على أرض الواقع ؟ و ماهي الحلول الجذرية التي يجب توخيها للحد من ظاهرة استغلال النساء و إعطائهم حقوقهم الأساسية؟

هكذا تساءلت بعض النساء الريفيات الكادحات الذين يعانون الأمرين و لا من صوت يبلغ مأساتهم و ظروفهم ووضعياتهم الصعبة.