كتب عدنان منصّر الناطق الرّسمي بإسم رئاسة الجمهوريّة التونسيةعلى صفحته الرّسميّة على الفايسبوك متّهمًا حركة "نداء تونس" كبرى أحزاب المعارضة ،التي يقودها الباجي قايد السّبسي بتعمّدها الإقصاء التدريجي لليساريين للإعادة التجمعيين إلى المشهد السياسي (التجمّعيين نسب الى حزب التجّع الدّستوري الدّيمقراطي الحاك في البلاد قبل ثورة يناير 2011) .

حيث كتب عدنان منصر قائلاً :

"الإقصاء التدريجي لليساريين من نداء تونس توجه سيتدعم اكثر فاكثر في المدة القادمة. بالنسبة لنواة نداء تونس الصلبة، أدى اليساريون الدور الذي جيء بهم من أجله، وحان الان دور " الخيارات الصحيحة": اعادة نداء تونس الى فضائه الأصلي، العائلة التجمعية الواسعة، و تمثيل النظام القديم في المشهد السياسي المقبل . هذه خيارات لم يقع تشريك يساريي النداء فيها، وهذا كفيل بإقناعهم ان القرار لم يخرج يوما من بين أيدي نواة النظام القديم في النداء. الطريف انه في هذه المرحلة من الخطة، يتم ضرب اليساريين ببعضهم البعض، وهو ما يزيد في تفكك جبهتهم داخل الحزب وبالتالي اضعافهم في مواجهة رجال الاعمال، اصحاب القرار الحقيقي داخل النداء! عندما ستأتي الانتخابات، وبغض النظر عن وجود قائد السبسي من عدمه في قائمة المترشحين، لن يكون هناك يساري واحد على قائمات النداء "

الشيء الذي يبدو أنه لم يُعجب الوجوه اليساريّة داخل حزب نداء تونس خاصة النائب في المجلس الوطني التّأسيسي عبد العزيز القطّي و القيادي محسن مرزوق حيث كتب الأوّل عبر حسابه الخاص في الفايسبوك ردًّا على عدنان منصر :

"إلى الإنتهازي المتسلق المترشح للمجلس العلمي بكلية الآداب بسوسة على قائمة تجمعية و أستاذ التاريخ الفاشل ااذي لا يعرف سبب وفاة المناضل عاي بلهوان عدنان منصر (مع كسر العين) : كنسك من قصر قرطاج و الرمي بك في مزبلة التاريخ لن يكون إلا على يدأسيادك اليساريين داخل نداء تونس."

قبل أن يتدخّل  محسن مرزوق عضو المكتب التنفيذي للحركة و المكلف داخلها  بالعلاقات الخارجية  رادًا بدوره على عدنان منصر حيث كتبَ على صفحته الرسمية :

"رغم الرغبة في تبين المعنى بين الناطق والناهق، فإنني سأقاوم تلك الرغبة لأجعل هذا التعليق منضبطا لأصول التعليق على حديث رجل ينطق باسم رئاسة الجمهورية التونسية الذي اختار التهجم على حزب وطني يضم عشرات الالاف من التونسيين والتونسيات ويشارك في الحياة السياسية لتونس بطريقة مؤثرة وحضارية وسلمية...والمفروض أن رئاسة الجمهورية لا تتدخل في القضايا الحزبية وليس لها موقف من الأحزاب إلا تلك التي تخرج عن قيم الجمهورية أو تعارض القانون. وحتى في هذه الحالة فالقضاء هو الفيصل. ولأن الأمر ليس كذلك في حالة نداء تونس بل العكس هو الصحيح، فالذي يتأكد مرة اخرى هو أن رئيس الجمهورية ونا...قه الرسمي وبعض مستشاريه هم من الخارجون عن الجمهورية وقيم الجمهورية ونواميس رئاسة الجمهورية...لذلك تتواصل حلقات كتابهم الأسود الذي يلخص مجمل وقائع كوميديا دخولهم قصر قرطاج بمساعدة النهضة والتكتل. سيد منصر نصحتك سابقا بقراءة كتاب اسمع أيها الرجل الصغير...فلم تفعل رغم صغر حجم الكتاب ورغم ما كان يمكنك أن تستفيد فيه من حكم. هذه المرة أنصحك بقراءة كتاب دون كيشوت وناطقه الرسمي سانشو بانزا. فقد يكون عبرة إذا أردت الاعتبار"

ليردّ عدنان منصّر على الرّجلين  بالقول عبر صفحته الرّسمية :

"لم يكن في ظني عندما كتبت عن التوجه نحو التخلص من اليساريين في نداء تونس ان يأتي الرد من محسن مرزوق وعبد العزيز القطي. ربما ظن الاول كما الثاني أنهما المعنيان "باليساريين"، واكبر شتيمة لليسار ان ينتسبا اليه. والحقيقة انني احترم اليسار، واعتقد انه مكون أساسي في حياتنا الوطنية منذ مائة عام، وسيظل كذلك الى أمد بعيد، ولأنني أعتقد أن اليسار جدير بالاحترام لم يخطر ببالي أبدا ان يشمل احترامي القطي ومرزوق. هل آلمكما ما كتبت؟ أم آلمكما أن الكلينكس يلقى بعد الاستعمال مباشرة وقد تدوسه الأقدام إذا لم يسعفه الحظ بالسقوط في سلة مهملات محترمة تليق "بالمقام"؟ اما الحديث عن الحياد والمؤسسة، فأتوا بغيرها، لأنه حتى المحايد الذي يملك الحد الأدنى من الوطنية والأخلاق لا يمكن أن يبخل على الكلينكس بقدميه. أهدي الكلينكس الملقاة على قارعة الطريق قدمي اليمنى، ذلك أنني أترك اليسرى لما هو أرفع مقاما، ولو بقليل !"

ليتنتهي فصول هذه "المعركة" حتّى الآن على الأقل بنص توجّه به المحسن مرزوق عبر صفحته الرّسمية إلى رئيس الجمهوريّة نفسه في ردِّ على عدنان منصّر حيث توجّه مرزوق الى المنصف المرزوقي بالقول :

السيد منصف المرزوقي الرئيس المؤقت، طلبنا منك سابقا بدافع النصيحة أن تتوقف عن الحديث لأنك كلما تكلمت أسأت لنفسك بقدر إساءتك للبلد. ولقد رأينا أنك التزمت بالنصيحة لولا فورة الرغبة في استغلال حدث وضع الدستور الذي لم يكن لك نصيب فيه. كانت الرغبة أقوى من الحكمة. لا بأس في ذلك. يحصل هذا. ولكن يبدو أن التزامك بالتعفف عن الكلام قابله إطلاقك لأحد خدامك ممن لا تاريخ له ولا سابقة يتطاول على غيره بالكلام في خلاف شديد مع ضرورة تحفظ موقعه الرسمي. وقد أجبناه بكياسة القول وذكاء الايحاء. فأعاد الكرة بمستواه "الكليناكسي" المستوحى من خياله الذي ياتيه من وسخ الأنوف وثقافة الشوارع والسوقة والداصة والدهماء والعقد المتشعبة( ألم يستلهم عبارات من فن التلصص على القبلات في الطريق العام؟). لهذا فنحن نعلمك أنه إذا واصل خادمك في عبثه، دون أن تنهره، فسنجيبك أنت، على كل كلمة يقولها، من هنا وصاعدا. أنت فقط. لأنك مسؤول عنه. يا أخي أنت رئيس جمهورية رغم كل شيء. ألا تفهم معنى ذلك؟ ما زالت لك أشهر قليلة في موقع لم تفعل أنت ومخدوميك فيه سوى ما يحط منه قدرا ومقدارا، فتفكر في المستقبل. حتى لا تضطر للاحتجاب طيلة ما تبقى من حياتك. امسك جماعتك إذن فهم أقل من أن نكتب فيهم مرتين. اللهم لقد أنذرنا" .